لا غرابة لو قلنا إنَّ تسارع الزمن في إزاحة بشار الأسد وزوال نظامه ربما جاء مفاجئاً لثوار سوريا ولتيار المعارضة بكل فئاته وانتماءاته، وحتى لمراكز الأخبار والمحللين.
اليوم نرى بوضوح أنَّ قيادة الثوار تعيش أزمة في إدارة ملف البلاد بكل تناقضاته الداخلية والخارجية. فهي تعاني عدم قدرتها على حماية مقدرات سوريا، ناهيك عن حدودها وربما حتى هويتها السياسية. وكلما طال أمد هذا الفتور ستزداد المصاعب وتقل الخيارات، ما يسمح بالتدخل العسكري بحجة حماية الأمن والمصالح ومحاربة الإرهاب.
التريث العربي له مسبباته المقنعة في ظل هذا الغموض لدى قيادة الثوار. ورغم ذلك، فإنَّ تركيا، الراعي الرسمي للثوار، نجحت في ملء الفراغ السياسي عندما سارعت بدفع الثوار للوصول إلى دمشق قبل انهيار الأسد ونظامه من الداخل.
إقرأ أيضاً: هل يستطيع نتنياهو أن يغير الشرق الأوسط؟
نقرأ هذا رغم تمنياتنا لسوريا بالخروج من هذا التيه السياسي وسرعة استعادة القرار، والدور العربي الفاعل في الشرق الأوسط، من خلال توجه القيادة الجديدة في سوريا إلى الحاضنة العربية والدول الفاعلة فيها، لتستمد القوة اللازمة من عمقها العربي العريض.
لا يمكن إنقاذ سوريا من التدخلات أو حتى مخاوف التقسيم إلا بتوجه السوريين نحو العرب.
التعليقات