حادث مؤسف تعرضت له طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الأذربيجانية بالقرب من مدينة أكتاو الكازاخستانية يوم الأربعاء 25 ديسمبر (كانون الأول) 2024، أسفر عن مقتل 38 من أصل 67 شخصًا كانوا على متنها.

وافتُرض تعرض الطائرة المنكوبة لنيران أرضية دفاعية من قبل منظومة الدفاع الجوي الروسية (بانتسير-إس) أثناء اقترابها من غروزني الشيشانية، اعتقادًا أنها مسيرة أوكرانية، وقد ذهب بعض محللي الطيران إلى هذا الترجيح بفعل وجود ثقوب في جسم الطائرة.

فهل تعرضت الطائرة المنكوبة لنيران أرضية عسكرية بالخطأ، حيث كانت تحلق في منطقة تم الإبلاغ فيها عن نشاط للمسيّرات الأوكرانية، أم أنَّ الأمر مجرد افتراض قد تثبت التحقيقات خطأه؟ ولم يصدر أي تقرير رسمي بخصوص التحقيقات في الحادث حتى حينه.

هذا الحادث المؤسف يعيد إلى الذاكرة العديد من حوادث الطائرات المدنية لأسباب عديدة، ومنها ضبابية الحروب حيث تتعرض سلامة الطائرات المدنية للخطر، كهذا الحادث المؤسف، نظراً للتداخل الجوي بين خطوط الملاحة المدنية ومناطق طيران الصواريخ والمسيرات العسكرية المعادية أو مناطق الاشتباك معها، وقد يصل الضرر للطائرات العسكرية الصديقة فيما يسمى بالنيران الصديقة.

وأصبح من الضروري مراجعة قواعد وإجراءات مناطق الحظر الجوي ومعدات التعريف والتمييز الجوي المدني وقواعد الاشتباك الجوي العسكري ومعدات الإنذار الجوي وأهمية التدريب والخبرة في التعامل مع الأهداف الجوية والتمييز بين المدنية والعسكرية والصديقة والمعادية.

إقرأ أيضاً: اليمن والحوثي السعيد

إنَّ سلامة الطائرات وخطوط الملاحة الجوية مسؤوليَّة دوليَّة مشتركة في السلم والحرب، وبسبب الحرب الروسية - الأوكرانية والاضطرابات في الشرق الأوسط، حيث تعد هذه المناطق حيوية وبمثابة شريان جوي حيوي للتواصل بين الشرق والغرب، فإنَّ من الواجب مراعاة سلامة النقل الجوي فيها وتكريس الجهود الدولية لتعزيزها وعدم تأثرها بمناطق النزاعات في ظل الاعتماد القوي الحالي في الحروب الحالية على الصواريخ والمسيرات.

ولا شك أنَّ سلامة النقل الجوي أصبحت هاجسًا ومسؤوليَّة مضاعفة للحكومات ووزارات الدفاع ووزارات النقل ومنظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو - ICAO) والاتحاد الدولي للنقل الجوي (الإياتا - IATA) ولشركات الخطوط الجوية ولشركات التأمين.

إقرأ أيضاً: مهرجان الملك عبد العزيز للإبل السنوي

وسلامة خطوط الملاحة الجوية والنقل الجوي والمسافرين مسألة لا تقبل الخطأ، ومن الواجب الحرص والتشديد على المحافظة على سلامة ملايين المسافرين والأطقم الجوية حتى لا تتعرض أرواحهم للخطر كما حدث لطاقم الطائرة الأذربيجانية المنكوبة.

وهذا الحادث المؤسف يعد حدثًا عالميًا لا يجب أن يمر مرور الكرام في ظل حروب ضارية دمرت الأرض وعرضت خطوط الملاحة الدولية بحرًا وجوًا للخطر.