تستضيف عاصمة مملكة البحرين الشقيقة مدينة المنامة في النصف الثاني من شهر شباط (فبراير) القادم مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي بمبادرة سامية كريمة من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة ملك مملكة البحرين، حفظه الله ورعاه، وتأتي هذه المبادرة في إطار سلسلة المبادرات السامية لجلالته لتعزيز التعايش والوحدة الإسلامية والحوار بين المسلمين باعتباره ضرورة مُلحّة لأجل لَمّ شمل الأمة الإسلامية والتلاحم والتضامن بين مختلف مكوناتها في مواجهة التحديات المشتركة والانطلاق من مساحة الاتفاق الواسع في الاعتقاد والفكر والقِيَم باعتبار المسلمين جميعاً أمة واحدة، وقد أظهرت مملكة البحرين نموذجاً يُحتذى به في تعزيز التعايش السلمي بين مختلف المجتمعات، فالمتابع يستذكر الجهود الكبيرة التي بذلتها حكومة جلالة الملك لتنظيم ملتقيات حوارية تهتم بالسلام والمصالحة باعتبارها الطريقة المُثلى نحو إقامة مجتمع يكون فيه التفاهم أساس كل شيء.

ويأتي مؤتمر المنامة خطوة مهمة نحو تعزيز الحوار الإسلامي - الإسلامي بما سيوفره من فرصة مواتية للمسلمين من مختلف المذاهب للالتقاء ومناقشة مخاوفهم وآرائهم بشكل حضاري، حيث الهدف الأسمى الوصول إلى نقاط التقاء متعددة حيال القضايا المشتركة، كما يأتي هذا المؤتمر ليؤكد التزام البحرين بدعم مسارات الحوار المثمر الذي من شأنه تعزيز الوحدة بين المسلمين، ويعكس حرص جلالة الملك حمد، حفظه الله، على أهمية التفكير المشترك والابتعاد عن الفتن المهددة لاستقرار المجتمعات، واستخدام الحوار كوسيلة للتقارب، مما يستوجب مسؤولية كبيرة على العلماء لقيادة هذه الاتجاه، خصوصاً في ظل الظروف العالمية المتغيرة والتي يعاني فيها العالم الإسلامي أزمات متعددة، ما يجعل من مسألة الوحدة مهمة أكثر من أي وقت مضى، وذلك لمواجهة الصعوبات وتحقيق الأمن والاستقرار لضمان مستقبل أفضل للجيل الحالي والأجيال القادمة.

وأشير هنا إلى البيان الختامي الصادر عن المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الخامسة والأربعين يوم التاسع والعشرين من جُمادى الأولى 1446ه الموافق للأول من كانون الأول (ديسمبر) عام 2024م الذي انعقد في دولة الكويت الشقيقة، حيث أشاد أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس بمبادرة جلالة الملك حمد بن عيسى ملك مملكة البحرين بإقامة مؤتمر المنامة للحوار الإسلامي - الإسلامي، وقد نظرتُ إلى هذه الجزئية من البيان كدعم مباشر للبحرين في مساعيها الخيّرة نحو هذا المؤتمر، مع خالص الدعوات والأمنيات بالتوفيق والسداد للمملكة الشقيقة بنجاح أعمال المؤتمر ومخرجاته.