لندن: أفاد تقرير أن تغيير المناخ قد يقود إلى تقليص النمو العالمي بنسبة الخمس، أي بكلفة إجمالية قدرها 3.68 تريليون جنيه استرليني، وذلك ما لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة لمعالجة المشكلة. و يقول عالم الاقتصاد السير نيكولاس ستيرن، الذي أشرف على إعداد التقرير، إن اتخاذ إجراء الآن سيكلف مجرد واحد بالمائة من الناتج الإجمالي العالمي. ويضيف أنه بدون اتخاذ أي إجراء فإن حوالي 200 مليون إنسان قد يصبحوا لاجئين بسبب الجفاف أو الفيضانات التي ستدمر منازلهم.

ويقول التقرير إن وزير الخزانة البريطاني جوردن براون سيعد العالم بأن تقوم بريطانيا بقيادة رد الفعل الدولي لمعالجة مشكلة تغير المناخ. ويفيد التقرير الذي أشرفت الحكومة البريطانية على إعداده أن براون سيقول: quot;الحقيقة هي أنه يتعين علينا معالجة تغير المناخ عالميا وإلا فلن نقوم بمعالجته على الإطلاقquot;.

وسيذكر quot;تقرير ستيرنquot; إن مفتاح حل الأزمة يكمن في حمل الدول الكبيرة التي تسبب التلوث، كالولايات المتحدة الأمريكية والصين، على تقليص نسبة انبعاث الغازات التي تتسبب بها. و بحسب التقرير فأنه ينبغي حمل الذين يتسببون بالتلوث على quot;دفع ثمنquot; المشاكل التي يسببونها للكوكب.

و يحذر التقرير من أنه ما لم يتحرك العالم للتقليل من انبعاث غازات البيوت البلاستيكية، فإنه لا محالة سائر إلى quot;تغير مأساوي للمناخquot; قد يخلق أسوأ حالة ركود لم يسبق أن شهدها الاقتصاد العالمي من قبل.

ويرى تقرير ستيرن أنه يتعين صرف الواحد بالمائة من الناتج الإجمالي العالمي في الحال على معالجة مشكلة تغير المناخ. كما يحذر التقرير من أنه ما لم يتخذ إجراء فإن:

-الفيضانات الناجمة عن ارتفاع منسوب مياه البحر قد تؤدي إلى تهجير حوالي 100 مليون شخص.

-ذوبان الأنهار الجليدية سيتسبب بانقطاع الماء عن واحد من كل ستة أشخاص من سكان الكرة الأرضية.

-الحياة البرية ستتضرر، وفي أسوأ الأحوال قد ينقرض حوالي 40 بالمائة من أنواع الكائنات الحية.

-الجفاف والفيضانات قد تجعل العشرات، لا بل الآلاف من ملايين البشر quot;لاجئي مناخquot;.

يذكر أن التقرير المذكور سيؤدي إلى نشوب جدل سياسي حاد في بريطانيا بشأن ضرائب البيئة، فهو أول إسهام جوهري يقدمه اقتصادي أكثر من كونه عالم في النقاش الدائر حول التسخين الكوني.

فقد أعلن وزير البيئة البريطاني ديفيد ميليبند أنه يفكر بفرض حزمة من الضرائب جرى تصميمها خصيصا لتغيير سلوك البشر وذلك بغية وضع حد للتسخين الكوني. أما براون فقد قام عين نائب الرئيس الأمريكي السابق آل جور مستشارا له لشؤون البيئة.

في غضون ذلك، قال حزب المحافظين البريطاني إنه يدرس إمكانية فرض ضرائب على السفر بالجو.