رحاب ضاهر من بيروت: لم يحاول يوما فنانو العالم العربي الاقتراب من الواقع والحقيقة وأصروا دائما ان يكونوا ضمن هالة البطولة الخارقة والدور المكتوب على مقاساتهم وحجم نجوميتهم التي وصلت حد القداسة والبعد عن الدنس في أعمالهم سواء كانت التلفزيونية او السينمائية الا في ما ندر ولم يكفوا يوما عن مج عبارةquot; الفن رسالةquot; ولكن للأسف رسالة لم تصل يوما الى المشاهد وان وصلت لايستوعبها ولا يصدقها ورغم انتهاء quot;عهد الرسائلquot; وطغيان عصر quot; الايميلات الالكترونية quot; إلا ان فناني فترة الرسائل ما زالوا متمسكين بإرسال الرسائل ربما لانهم لم يتعلموا طريقة ارسال quot;ايميل quot;! حيث أطلوا علينا في رمضان وقد جهزوا رسائلهم ومثاليتهم في الاعمال الرمضانية التي رغم سقوطها في فخ الملل والرتابة والقصص المعروفة النهايات quot; كما افلام الابيض والاسودquot; قديما حيث ينتهي الشرير نهاية مأسوية وينال عقابه فيما يعم الخير الارض وتمتلئ عدلا وخيرا مع نهاية الفيلم .
ينطيق هذا الكلام على الفنانة يسرا التي يبدو انها قررت ان ترتدي ثوب القداسة منذ مسلسل quot; قضية رأي عامquot; للقبض على الاشرار واطلاق الخير وهذا ما لم يحصل ولن يحصل أبدا حيث لا وجود لمدنية فاضلة الا في مسلسل quot;في ايد امينةquot; حيث استطاعت يسرا ان تغير مسار البشر خلال فترة quot;ثلاثين يوما فقطquot; لتنال مرتبة القداسة وتجري المراسم في القاهرة لتطويبها فقد حلت مشاكل أطفال الشوارع وquot;أبو فرجquot; الذي عاش عمره كله يتاجر بالأطفال أعلنها quot;توبة من دي النوبةquot; على quot;ايدي يسراquot; فيما quot; quot;انصلح حالquot; رئيس التحرير وتحول إلى عاشق رومانسي يطلب quot; امينة للزواجquot; ليعوضها من خيانة زوج لم يقدرquot; رسالتهاquot; وخانها .
فإذا كان هدف الفنانين هو ارسال رسائل عليهم حاليا ان يتحولوا الى عصر quot;الايميلquot; وان يتمهلوا قليلا قبل الاستمرار في ظهورهم بأدوار الطوباويين الذين هو فوق مغريات الحياة وان quot;يبحلقواquot; كثيرا ليشاهدوا كيف ان الشر هو المنتصر دائما في الواقع فيما صورة الفن غائبة وراء هالة بطولتهم الزائفة والأدوار التي تفصل على مقاس نجوميتهم وquot;أعمارهمquot;.