موسكو: يقع جاسوس شاب في جهاز المخابرات السوفيتي (كيه.جي.بي) في حب مضيفة طيران إسمها لودميلا ثم يغزو الكرملين. هل تبدو هذه القصة مألوفة.. إنها حبكة أحدث الأفلام الروسية وتحمل تشابها واضحا مع قصة حياة الرئيس فلاديمير بوتين. والفيلم quot;قبلني خلسةquot; يكسر احد المحظورات وهي ضرورة الابقاء على حياة بوتين العاطفية طي الكتمان. وسيبدأ عرض الفيلم رسميا في عيد القديس فالنتين قبل اسبوعين من توجه الناخبين الروس الى صناديق الاقتراع لانتخاب خليفة لبوتين الذي تولى رئاسة البلاد ثمانية أعوام. ويأمل منتجو الفيلم ان تتجاوز ايرادات مبيعات اقراص الفيديو الممغنطة الخاصة بالفيلم في روسيا ايرادات فيلم quot;قراصنة الكاريبيquot; الذي انتج في هوليوود.

وأبلغ المنتج اناتولي فوروباييف وهو نائب حاكم اقليمي سابق مؤتمرا صحفيا ان احدا لم يستشر الكرملين بشأن الفيلم الذي تم تصويره ما بين 2001 و2003. ونفى تقارير بأن زوجة بوتين ساعدت في كتابة الفيلم. وقال quot;نحن نعيش ونعمل تحت قيادة شخص أول بعينه ولذلك فعندما نتحدث عن السياسة لا يمكننا تجاهل ذلك ببساطة.quot; وحاول بوتين دائما أن يبقي عائلته بعيدا عن الاضواء كما ان لودميلا (50 عاما) كان يبدو عليها التوتر احيانا في المناسبات العامة. ولبوتين ولودميلا ابنتان هما ماريا وكاترينا ولكن وسائل الاعلام الروسية لم تنشر اخبارا عنهما قط. ويصور الفيلم الروسي quot;قبلني خلسةquot; مشاهد رئيسية في حياة بوتين بما فيها اللقاء الاول مع لودميلا وزواجهما في عام 1983 وانتقالهما للاقامة في دريسدن بألمانيا حيث عمل بوتين جاسوسا لجهاز كي.جي.بي.

وتظهر لودميلا وهي تعاني من اصابات بالغة بعد حادث سيارة كما يصور الفيلم نجاة الاسرة الاولى في روسيا مستقبلا من حريق في منزل ريفي للعائلة على اطراف مدينة سان بطرسبرج. بل تظهر لودميلا وهي تستجوب بوتين المنفعل عن حقيقة طبيعة وظيفته في دريسدن. ويلعب دور بوتين (55 عاما) اندريه بانين وهو ممثل يحظى بالاحترام واشتهر لقيامه بدور رجل شرطة فاسد في quot;بريجاداquot; وهو مسلسل تدور أحداثه حول العصابات الاجرامية في أوائل التسعينات.

وردا على سؤال بشأن اوجه الشبه بينه وبين بوتين قال بانين بابتسامة ساخرة quot;هل انا اشبهه .. ربما من الخلف.quot; وبعد الالحاح عليه ليتحدث عن الصفات السلبية المشتركة بينه وبين الرئيس بدا أن بانين لا يجد ما يقوله الى أن قال quot;نعم ...انه دائما متأخر.quot; ومن المعروف ان بوتين دائما يصل متأخرا. وقال الصحفي السياسي البارز سيرجي دورينكو ان حظر الغوص في حياة بوتين السياسية جعل من الصعب عرض مثل هذا الفيلم لدى الانتهاء منه في عام 2003. وأضاف quot;روسيا دولة لها تقاليد بيزنطية العائلة فيها شأن مغلق بالمقارنة بأوروبا الغربية.. مجرد التفكير في مثل هذه النوعية من الافلام كان مخيفا قبل عامين.quot;

quot;ولكن لان الجميع يرون أن بوتين سيغادر السلطة هناك محاولة لاستغلال ذلك وبيع قصته. وهذا مزيج مثير للاهتمام بين التسويق الرأسمالي والثقافة البيزنطية.quot; وقال اوليج فومين المخرج الفني للفيلم انه فيما سيجذب بوتين الحشود لمشاهدة الفيلم فان البطلة الحقيقية هي لودميلا. وأضاف quot;هي قصة حب عائلية قبل كل شيء. انها قصة امرأة زوجها مشغول للغاية بعمله.. امرأة ترغب في عائلة واطفال وترغب في رؤية الشخص الذي تحبه بقربها.quot; ويعرف بوتين بمفاجاته المباغتة ولذلك كان من المتوقع تماما ان يرفض صانعو الفيلم الكشف عن نهايته.