دخل السجن في 1998 واستخدم صداقاته هناك للقيام بالمهمة
الزوج المثالي.. قتل زوجته من اجل عشيقته الليتوانية!

مع صديقته الليتوانية
زيد بنيامين من دبي: لم يكن احد ليشك ان ذلك الرجل المدعو فادي نصري والواقف امام الكاميرات يبكي زوجته بمرارة بعد ان وجدها غارقة في دمها في منزله، هو الرجل الذي يقف وراء مقتلها من اجل ان يعيش حياة باذخة مع عشيقته الاوكرانية التي عرفت بعملها في بيع جسدها ليلاً قبل ان تتعرف على نصري. لعدة ايام ظلت الشرطة البريطانية تتابع التحقيق مع العديد من المشتبه بهم فيما كان نصري ( 34 عاماً ) يدعوها لسرعة الكشف عن الجناة قبل ان تتغير الامور قبل عدة شهور عندما كشفت الشرطة وجود عدد من الصور لصديقته الليتوانية على هاتفه المحمول حيث بدأت الحقيقة بالظهور شيئاً فشيئاً.

الزوج المثالي كان يعيش حياة مزدوجة حيث كان يصرف اموال طائلة في الفنادق والسفر خارجاً مع فتاة ليل ليتوانية كانت تجني 200 جنيه استرليني كل ليلة من عملها قبل ان يلتقي الاثنان، وبسبب عيشه في هذا البذخ سرعان ما بدأ الرجل يقع تحت طائلة الديون وسعياً للهرب منها قرر الرضوخ لمطالب زوجته نيشا باتال لترك كسله وفتح شركة لتاجير سيارات الليموزين بالاستعانة باموال نيشا التي كانت تعمل في الشرطة الخاصة البريطانية وكانت كل ما تريده انجاب طفل وهو امر رفضه الزوج.

هذا الرفض ترجمته نيشا الى تهديد بالطلاق وهو ما قاد فادي الى الاستنتاج ان حياة البذخ ستودعه الى الابد ويعود الى التسكع والديون ان تم، فجاء الحل في تلك البوليصة التي وقع عليها الزوجان للتأمين على الحياة بقيمة 350 الف جنيه استرليني في فبراير 2006.

ولد فادي في العاصمة اللبنانية بيروت وانتقل للعيش الى بريطانيا مع والده وهو في السابعة من العمر حيث اعتنت به جدته وعمته اثر طلاق والديه، سجن نصري عام 1998 لتسعة اشهر بعد ان حاول الهرب من شرطي ساله عن بطاقة ضرائبه منتهية الصلاحية وهناك تعرف على اناس سيستخدمهم في تنفيذ الجريمة بحق زوجته.

تعرفت نيشا على نصري من خلال صديقة في العام 2001، وقد تزوج الاثنان في السادس من مايو 2003 وقبل ذلك التاريخ بستة اشهر كانت نيشا قد نجحت في الحصول على وظيفتها في الشرطة الخاصة في مركز ويمبلي للشرطةمحققة العديد من النجاحات ايضاً في حياتها حيث كان لديها محلها الخاص لتزين الشعر للسيدات وطالبت زوجها عدة مرات للتفرغ للعمل معاً وهو ما تم حينما فتح الاثنان شركة لتأجير سيارات الليموزين بالاستعانة بالمال الذي ادخرته نيشا. ويقول اصدقاء مقربين من الزوجين ان نيشا كانت غالباً ما تشتكي من كسل نصري الا انها كانت تحبه كثيراً وكانا quot;يظهران كما لو كانا طيور حبquot;.

في عام 2006 بدأ الجدل بين الزوجين يزداد حول انجاب طفل وكانت نيشا تشتكي من عدم وصول زوجها الى البيت الا في ساعات الصباح الاولى وغالباً ما كان يقول انه quot;غير قادر على ممارسة الجنس بسبب التعبquot; خصوصا بعد ان بدأ في مواعدة فتاة ليل ليتوانية في اواسط العشرينات من عمرها تدعى لاورا موكيني وذلك في وسط العاصمة البريطانية لندن حيث سرعان ما بدأ فادي وموكني بالمواعدة في العديد من فنادق العاصمة وسافرا سراً الى مصر.

وتعتقد الشرطة ان قرار نصري بقتل زوجته وتعيين رجل للقيام بالمهمة جاء بعد ان اخبرته صديقته الليتوانية انها حامل حيث تعتقد الشرطة انها اجرت عملية للاجهاض في ليتوانيا بالاستعانة باموال زوجة نصري.

في السادس من مايو 2006 ترك نصري نيشا وحيدة في منزلها بعد ان نسق مع خمسة شبان ليقوموا بكسر زجاج المنزل في ويمبلي لكن نيشا نجحت في منعهم من الدخول فعلاً ، بعد ذلك قام نصري بالتنسيق مع روجر لوسيل وهو تاجر مخدرات ليقوم بتسديد (ضربة احترافية) ضد زوجته فاستعان الاخير بمجرم اخر هو جيسون جونز.

في الحادي عشر من مايو ترك فادي زوجته للمرة الثانية وحيدة طالباً منها غلق الابواب حيث سبق ان قدم مفاتيح منزله الى القاتل حيث دخل جونز (38 عاماً) الى المنزل واستعان بسكين من المنزل موجهاً اياها الى ساق نيشا التي حاولت الهرب لتبدأ فيما بعد سلسلة من الطعنات التي وجهت الى اماكن متفرقة من جسدها.

قام احد الجيران بالاتصال بنصري الذي وصل الى المنزل ليمثل دور الزوج المصدوم وليرى زوجته تنقل عبر سيارة الاسعاف الى المستشفى وهي تلفظ انفاسها الاخيرة ولكنها توفيت قبل الوصول الى المستشفى كمية الدم الذي نزفته.

بعد اسابيع من الحادثة، قام نصري بتحويل اموال زوجته باسمه وذهب في رحلة مع عشيقته الى اسبانيا وليتوانيا والولايات المتحدة لكن هذا الوضع لن يدوم لفترة طويلة حيث ستلعب الصدفة دورها للكشف عن القاتل.

فقد نجحت الشرطة في متابعة بعض وقائع الجريمة من خلال كاميرا مراقبة وضعت فوق احدى المحلات في مقابل المنزل حيث شوهد جايسون جونز وهو يرمي بالسكين قبل ان ينطلق بسيارته الاودي التي سجل رقمها من خلال الصور التي التقطتها الكاميرا وقد تم معرفة صاحبها الذي عرف صاحب السكين ومن خلال متابعة سجلات الاتصالات الهاتفية تم معرفة كل من ليسيل ونصري وعلاقتهما بالجريمة.

شقيق الضحية: كان من الصعب علي معانقته!

كاتن باتال (35 عاماً) شقيق نيشا التي قتلها زوجها تحدث مؤخراً عن زوج اخته quot;حينما اخبرنا الطبيب ان نيشا لم تنجو وضعت يدي على كتفه وقلت له لا تقلق ساعتني بكquot;! مضيفاً quot;لكنني لم استطع ان اعانقه حتى اثناء دفنها، سلمت على جميع الناس الا هوquot;.

كان باتال يستعد لزواجه بعد ثلاثة ايام من الجريمة ولكن بدل ذلك انضم الى زوج اخته في مؤتمر صحفي للدفاع عنه quot;لحد هذه اللحظة لا اصدق ان له دور في هذه الجريمة ولكن هناك شيء في داخلي لم يسمح لي بوضع ذراعي حولهquot;.

ويقول باتال رغم ان زواجهما استمر لثلاث سنوات وكان الاثنان يبدوان سعيدين الا انني عرفت ان هذا الزواج لن يدوم بسبب اختلاف شخصيتهما quot;كانت نيشا منظمة بشكل غير معقول، بينما كان هو يقضي جل وقته في الخارج فان ارادت منه فعل شيء ستراه يبدأ ذلك لينتهي الوقت وهو يعمل شيء اخرquot;

كان باتال يضع كل ثقته في فادي ولكن قبل اربعة اشهر تغير كل شيء quot;قال فادي لي انني اعلم بانه لن يعمل شيء يؤذي نيشا ، انت تعلم انني احبها ، ولكنني كنت اواعد فتاة اخرى، فكرت في نفسي كيف يمكنك فعل ذلك؟ كان الامر مقرفاً بالنسبة الي وقلت له انني بحاجة الى وقت اختلي فيه لنفسي ثم اعاود الاتصال به ولكنني لم انوي الاتصال به بعد ان اكتشفت خيانته لشقيقتيquot;.

بعد ذلك بعدة اسابيع وجد باتال لوحة قانونية موضوعة خارج منزله يطالب فيها (الزوج المكلوم) شقيق زوجته في حصته في المنزل الذي امتلكه quot; لقد كرهته بعدما فعله بنيشا وكرهته اكثر بعد ما اقترفته بحق عائلتهاquot; ويضيف شقيق الزوجة quot;حينما وصلت الى المحكمة في اليوم الاول فعلت ذلك لانني تعاملت مع الموضوع على انه حادثة وقعت بالخطأ او سرقة تطورت الى جريمة قتل ولكن بالنظر الى الحقائق والسماع الى الافادات ومشاهدة ردود افعاله فان الامر لا يدع في قلبك اي شكquot;.

ويؤكد باتال معلقاً على تحركات فادي في المحكمة quot;كنت تشاهد فادي وهو سعيد في منزله ولكن حينما يأتي الينا في المنزل يبدو غاضباً وسرعان مايبكي امام والدي واصدقائنا ، اذا تركت عينك مفتوحة لدقيقة سرعان ما تبدأ الدموع بالانهمار ، كانت دموعه تنهمر ولكنها لم تكن حقيقيةquot;.