رأس الخيمة: سينضم المعهد الفدرالي التقني العالي بلوزان quot;EPFLquot; إلى قائمة الجامعات العالمية المرموقة التي فتحت فروعا لها في الإمارات العربية المتحدة، بحيث وقع مؤخرا اتفاق تعاون لإنشاء مُركب جامعي جديد في رأس الخيمة. ويتوقع أن يستثمر الشريك الإماراتي ما لا يقل عن 100 مليون فرنك على هذا المشروع التعليمي والبحثي الذي سيـُركز على مـجالي البيئة والطاقة.

quot;على غرار جامعات كبرى مثل هارفارد في دُبي أو معهد ماساشوستس للتكنولوجيا quot;MITquot; والسُّـوربون في أبو ظبي، يستطيع اليوم المعهد الفدرالي التقني العالي بلوزان EPFL كتابة صفحة جديدة في مسيرة تطوره على المستوى الدولي، بحيث سيصبح نشـِطا في منطقة الشرق الأوسط من خلال تطوير مُركب جامعي جديد في رأس الخيمة، إحدى الإمارات العربية المتحدة السبعquot;.

هكذا استهل معهد quot;EPFLquot; بيانه الصحفي الذي أعلن فيه يوم 4 فبراير الجاري في لوزان عن توقيع اتفاق تعاون مع إمارة رأس الخيمة التي شدّد على أنها quot;تتخـذ من سويسرا نموذجا لهاquot;.

ونوه المعهد إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة، انخرطت منذ سنوات عديدة في مشاريع لتنويع مواردها وتعزيز تطورها بصورة ليس لها مثيل في الشرق الأوسط، بحيث quot;أدركت ضرورة تنويع مصادرها وتقليص اعتمادها على البترولquot;. وجدير بالذكر أن التقديرات تشير إلى أن الاحتياطات النفطية للإمارات تتراوح بين 7 و9% من إجمالي الإحتياطات العالمية من الذهب الأسود.

وإذا كانت أبو ظبي قد فرضت نفسها كعاصمة سياسية وثقافية للإمارات، في حين تحولت دبي إلى العاصمة المالية والتجارية والسياحية، فإن رأس الخيمة quot;هي بصدد الحذو حذوهما في مجال التربية والتعليم والبحث والتطوير الصناعيquot;.

دور حيوي لهيئة رأس الخيمة للإستثمار

وينص اتفاق التعاون بين معهد EPFL ورأس الخيمة على إنشاء مركب جامعي يمثل فرعا جديدا مستقلا بذاته في إطار المعهد السويسري. وسيُعنـى هذا الفرع بتوفير برامج تعليمية للسـّلكيـن الجامعيين الثاني والثالث، وتطوير برامج بحوث دقيقة، خاصة فيما يتعلق بالبيئة والطاقة.

وأوضح المعهد أن المشروع سيشتمل أيضا على إنشاء هيكل مالي، مملوك بالتساوي من قبل EPFL وهيئة رأس الخيمة للاستثمار التي تضمن تمويل المشروع. فقد التزمت هذه الأخيرة، حسب ما ورد في بيان المعهد السويسري، بتمويل برامـج البحث (من خلال إنشاء 5 كراسي جامعية) والتكوين وشراء المعدات العلمية والتقنية وتشغيل البنية التحتية التي ستوفرها إمارة رأس الخيمة مجانا للمعهد.

ويتضمن البرنامج أيضا قسما علميا مخصصا للتعاون مع مُركب لوزان، أي توفير 5 كراسي جامعية quot;مماثلةquot; في سويسرا، وتطوير مشاريع مشتركة بين المركبين الجامعيـين.

وسيقوم الشريكان خلال الأشهر القادمة بمواصلة العمل على تطوير برامج التكوين والبحث وتوفير البنى التحتية. وأكد جيروم غروس، المتحدث باسم المعهد السويسري، في تصريحات لسويس انفو، أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، وأن الجانبين سيعلنان في منتصف هذا العام عن المزيد من التفاصيل حول مختلف جوانب المشروع.

وكان السيد غروس قد أشار في تصريحات صحيفة سابقة أنه من المستحيل في الوقت الراهن معرفة المبلغ الذي سترصده إمارة رأس الخيمة للمشروع الذي تم تطويره خلال العام الماضي، quot;فربما يكون بقيمة 100 مليون فرنك، أو حتى مئات الملايينquot;، إذ يجب أولا تحديد كافة تفاصيل المشروع واحتياجاته.

quot;صفقة جميلةquot; هنا...

أما مدير معهد EPFL، باتريك إيبيشير، فقد وصف الاتفاق المُوقـّع مع رأس الخيمة والذي يفترض أن يتواصل، في مرحلة أولى، لمدة سبع سنوات، بـ quot;صفقة جميلة!quot;.

وفي معرض شرحه للأسباب الكثيرة الكامنة وراء هذا الخيار، قال في حديث نشرته يوم 5 فبراير مجلة quot;ليبدوquot; الأسبوعية (تصدر بالفرنسية في لوزان، كانتون فو): quot;هنالك بوضوح أشياء يُمكن القيام بها هناك بشكل أفضل من لوزان (في إشارة إلى الإمكانيات المادية للإمارة والفضاء الجغرافي المتاح فيها، التحرير)، ولم تعد هنالك ضرورة للتواجد في مكان معين عندما يتعين البحث عن حلول لمشاكل عالمية، مثل التحديات في مجال الطاقة أو تحلية المياهquot;، مؤكدا أن quot;الحدود تختفي بالنسبة للمدارس الكبرىquot;.

ومن الأمثلة التي قدمها مدير معهد لوزان عن إيجابيات التعاون مع رأس الخيمة فرص التوفر على إمكانيات لا يُمكن تصورها على المستوى السويسري، إذ قال: quot;إن بناء نفق رياح تجريبي ذي مستوى عال شيء لا يمكن تخيله في سويسرا، في المقابل، يصبح هذا أمرا ممكنا هناكquot;.

من جهة أخرى، أعرب السيد إيبيشير عن اعتقاده بأن حضور معهد EPFL في الإمارات سيكون بمثابة جسر سيُفيد قطاع الصناعة السويسرية بأكمله، قائلا في تصريحاته لنفس المجلة: quot;إنها منطقة تتحرك، هي بالتأكيد لا تحظى دائما بسمعة ممتازة، لكن ذلك ليس حال الإمارات العربية المتحدة التي تشهد تطورا لا مثيل له. فهي باب الدخول إلى الشرق الأوسطquot;.

ويـُذكر أن الوزير السويسري، موريتس لوينبرغر، كان قد تحول في شهر يناير الماضي إلى أبي ظبي في زيارة رسمية حيث وقع مذكرة تفاهم مع نظرائه الإمارتيين في مجالي البيئة والطاقة. وزار السيد لوينبرغر بالمناسبة مدينة quot;مصدرquot; بالعاصمة الإماراتية حيث حضر افتتاح ورشة العمل المخصصة لهذا المشروع الهادف إلى بناء مدينة خالية تماما من ثاني أوكسيد الكربون والنفايات. وشارك في الورشة حوالي 20 ممثلا عن الشركات والمؤسسات السويسرية.

وذكـّرت مجلة quot;ليبدوquot; في سياق متصل بأن العديد من الشركات السويسرية تشارك في مشاريع طلائعية بمنطقة الخليج، مثل بناء قرية سويسرية في مدينة مصدر التي انطلقت أشغال تشييدها.

ومن المؤسسات العلمية السويسرية النشيطة في المنطقة المركز السويسري للإلكترونيات والتقنية الدقيقة في نوشاتيل، الذي هو بصدد إنهاء بناء نموذجه التجريبي لجزيرة شمسية عائمة في صحراء إمارة رأس الخيمة. (انظر الموضوع المرافق أدناه: quot;جزر عائمة لإنتاج الطاقة الشمسية في رأس الخيمةquot;).

... وquot;فرصة هائلةquot; هناك!

وقد أقر مدير المعهد الفدرالي التقني العالي بلوزان، باتريك إيبيشير في حديثه مع quot;ليبدوquot; أن العلاقات الجيدة مع رأس الخيمة ما كانت لتتحقق دون شخصية علمية إماراتية بارزة، قائلا: quot;كل هذا تـم بفضل خاطر مسعد، الذي حصل على شهادة الدكتوراه في علم الرياضيات بمعهد EPFLquot;.

ويدير الدكتور مسعد حاليا أكبر شركة للخزف في العالم أجمع وهي quot;راك سيراميكquot; التي أسسها. كما يدير هيئة رأس الخيمة للإستثمار التي تشرف على التطوير الاقتصادي لهذه الإمارة الصاعدة.

وبمناسبة الإعلان عن توقيع اتفاق التعاون بين معهد EPFL ورأس الخيمة، صرح الدكتور مسعد في البيان الصحفي الصادر عن المعهد يوم 4 فبراير الجاري: quot;إنها فرصة هائلة بالنسبة لإمارتنا لتستفيد من السمعة الدولية لمعهد EPFL ومن خبرته ودرايته العلمية على المستوى الأكاديمي، وفي مجال نقل التكنولوجياquot;.