بالرغم من الإسقاط الذي يقيمه المجتمع العربي على كل دور يقوم به أي ممثل، إلا أن بعض الفنانين العرب تحلوا بالجرأة الكافية لتقديم مشاهد مثلية، فثبتت شهرة البعض وانحسرت عن البعض الآخر.


القاهرة: على الرغم من اقتناعنا جميعاً بأن ما نراه على شاشة السينما هو محض تمثيل وخيال وأن الشخصيات التي يقوم بها الممثلون لا تعبر عن شخصياتهم الحقيقية، إلا أن البعض ما زال يعتقد أن ما يقوم به الممثل فيه جزء من شخصيته.

وفي مجتمع مثل هذا يكون أداء الممثل لشخصية المثلي جنسياً أمراً محفوفاً بالسمعة السيئة، ولكن بعض الممثلين العرب تغلبوا على هذا العائق وقدموا أدواراً أدوا فيها شخصية المثلي ومن أبرزهم

يوسف شعبان
أكد يوسف شعبان في حوار أجري معه أخيراً أنه نادم على تقديمه لشخصية المثلي في فيلم (حمام الملاطيلي)، وأشار إلى أنه لو عاد به الزمن إلى الوراء لما قدم هذا الدور مطلقاً، وذلك على الرغم من اعترافه بأن هذه الشخصية موجودة في المجتمعات، وقدم يوسف شعبان شخصية شاب مثلي يذهب إلى حمامات الرجال ليقيم صداقات مع بعضهم، وفي الفيلم يلتقي محمد العربي ويأخذه معه إلى شقته لتبدو عقدته الدفينة التي دفعته للمثلية وهي عجزه عن التناغم مع المجتمع ومراعاته له وعجزه عن الحياة كما يريد.

رؤوف مصطفى
قدم الممثل رؤوف مصطفى دور المثلي في فيلم (ديل السمكة) الذي قام ببطولته عمرو واكد وكتبه وحيد حامد، وفي الفيلم يطرق عمرو واكد باب أحد الإرستقراطيين الذي يجسد دوره مصطفى ويبدأ بمعاملته معاملة ناعمة يتوجس منها عمرو واكد ويكتشف حقيقة نواياه فيرفض تحقيق طلبه، ويدافع الفيلم عن المثليين على لسان رؤوف مصطفى حيث يؤكد لعمرو واكد أن قرار المثلية ليس قراره وأنه خلق هكذا، ويبدو تعاطف بطل الفيلم معه على الرغم من رفضه للقيام بعلاقة تجمع بينهما.

خالد الصاوي
يعد خالد الصاوي أشهر من قدم دور المثلي في السنوات الأخيرة في فيلم عمارة يعقوبيان، والطريف أن هذا الدور رفضه محمود حميدة وفاروق الفيشاوي بشدة، بينما قبله خالد الصاوي الذي كان يخطو خطواته الأولى في طريق الشهرة، وقد أسهم الفيلم في شهرة خالد الصاوي بعد النجاح الكبير للفيلم، ويؤكد خالد الصاوي أنه على الرغم من جرأة تلك المشاهد إلا أنه قدمها بشكل غير مبتذل وهو ما ساعد على تقبل الجمهور لها، خالد الصاوي نجح في أن يستغل هذا الدور لتحقيق انطلاقة كبرى، على الرغم من أن الجميع توقع أن يعرقل هذا الدور مسيرته الفنية، ومع ذلك فإن قطاعات من المشاهدين لا تحب مشاهدة أعماله بسبب الصورة الراسخة عن مثليته الجنسية نتيجة أدائه الشديد الاتقان في الفيلم.

علي حسنين
قدم الفنان علي حسنين دور المخرج المثلي (شوكت حلبي) الذي لا يوافق على اسناد أي دور لأي ممثل رجل إلا بعد ممارسة الجنس معه، وتأتي النهاية الصادمة بموته في أحداث الفيلم، وحُذفت مقاطع من مشاهد علي حسنين وخففت، وعلى الرغم من ذلك فقد اتهم البعض المؤلف ماهر عواد باسقاط تلك الشخصية على مخرج معروف، ولقد أثار المشهد استياء الكثيرين من العاملين في السينما وقتها واتهموه بأنه يسيء إلى سمعة الفنانين ويزيد من الصورة السلبية التي يأخذها البعض عنهم.

نور الشريف
قدم نور الشريف شخصية أمين الذي يعيش قصة حب مثلية مع صديقه في فيلم (قطة على نار)، وتؤثر هذه القصة على حياته مع زوجته البالغة الأنوثة التي قامت بدورها بوسي، وعلى الرغم من جمالها وفتنتها فإن نور الشريف يؤثر عليها صديقه، وعندما يكتشف أن صديقه غير مخلص له، يصاب نور الشريف بانتكاسة نفسية، كما أن صديقه لا يتحمل فكرة أن يكتشف نور الشريف خيانته فيقدم على الإنتحار، مما يجعل نور الشريف يقبل على الخمر ويعامل زوجته بقسوة شديدة.

محسن محي الدين
قدم محسن محي الدين في فيلم (اسكندرية ليه) دور يحيى الذي يعيش قصة حب ناعمة مع جندي انكليزي، وعرض يوسف شاهين أحداث القصة بشكل رومانسي متعاطف مع العاشقين، وتظهر شاعرية شاهين في المشهد الذي يقوم فيه يحيى بالبحث عن ضريح حبيبه الانكليزي في القبور البيضاء الموجودة في العلمين، ويعد يوسف شاهين هو أكثر من قدم نماذج العلاقات المثلية في أفلامه بشكل مليء بالرومانسية والتعاطف.

عبد الله محمود
قدم عبد الله محمود شخصية الشاب متولي الذي يعاني من الفقر والحاجة ويضطر للعمل في أحد محال الديسكو، ولكنه لا يستطيع أن يلبي احتياجاته المالية فيمارس الجنس المثلي مقابل المال، وقد أثر هذا الدور على مسيرة عبد الله محمود الفنية فبعد أن كان بطلاً لكثير من الأعمال التلفزيونية بدأت الأضواء تنحسر عنه، ولم ينل البطولة المطلقة إلا في فيلم واحد هو (كابتشينو) الذي أنتجه وعرض في 2005، ومع ذلك قدم مجموعة من الأدوار المتميزة أهمها دوره في فيلم (المواطن مصري).