في حلقة إختيار لجنة التحكيم لأربعة مواهب أقصاها الجمهور لمنحها فرصة ثانية للعودة الى حلبة المنافسة، خذلت دموع نانسي المشتركة المصرية ميرنا، وتغلبت عنصرية أحلام على المنطق فأقصت أسامة، وجامل راغب الخليج بحنان رغم وجود من هو أجدر منها بالحصول على فرصة ثانية.
بيروت:كانت مفارقة مؤسفة فعلاً، وأقرب للعبثية، أن تبدأ حلقة الأمس من برنامج quot;أراب أيدولquot; بحديث للفنان راغب علامة وجهه للجمهور شدد فيه على ضرورة التصويت بدون عصبية مناطقية، أو قطرية، وأن يعتمد التصويت على مدى الإقتناع بموهبة المشترك.
ذكاء راغب
وهو كلام جميل لكنه للأسف لم يجد صدى لدى أعضاء لجنة التحكيم وأولهم راغب الذي منح البحرينية حنان رضا فرصة مساوية للمغربية سلمى بالعودة الى دائرة المنافسة ليكسر قاعدة جديدة للبرنامج ضمن تمثيلية التحدي الدائرة بينه وبين أحلام. وليتجنب بذكاء، مطب لا منطقية إختياره لحنان على حساب سلمى، فإختارهما معاً.
حنان لم تكن الصوت الأجدر بين المتسابقين الذين تم إقصائهم من البرنامج في الحلقة الماضية نتيجة لتصويت الجمهور، لكن عودتها مبررة لنقص وجود الأصوات الخليجية فيه، فإختارها راغب بجانب الرائعة سلمى رشيد إستثنائياً ليصبح عدد المشتركين العائدين خمسة بدلاً من أربعة.
عنصرية أحلام الصريحة تجاه أسامة
إختيار راغب لحنان رضا لتعود إستثنائياً بواسطة جلية، يتسق مع لا منطقية إختيار أحلام للمشترك السعودي فارس المدني على حساب من لقبته بـ quot;مزمار أراب أيدولquot; المشترك العراقي أسامة ناجي، وهو المتميز والمتفرد في أسلوبه، وصوته، وحضوره، وتمكنه على المسرح، مبدية عنصرية وتحيزاً صريحين تجاهه، تحت ذريعة أن هناك مشتركين إثنين من العراق به رواس حسين ومهند المرسومي،وبالتالي سنقصي أسامة لحساب السعودي فارس المدني ليكون هناك تمثيل للأغنية الخليجية ولا يهم هنا من هو الأجدر؟!! هذه هي ترجمة أحلام لنصيحة راغب حول الإختيار على أساس الموهبة لا المناطقية؟!!
دموع نانسي تخذل ميرنا
ولم تتغلب نانسي هي الأخرى على منطق المناطقية، فإنتصرت بعد وصلة بكاء درامية، للمشترك اللبناني وائل سعيد، الذي يمتلك صوتاً جميلاً نعم، لكنه يشبه مواهب غنائية عديدة لم تجد لها مكاناً في الصدارة لأنها تفتقر للحضور، ولم تحقق قبولاً لدى الجمهور، بدليل إنحياز مواطنيه للمشترك اللبناني الآخر زياد خوري وإختيارهم التصويت له لأنه تفوق وتميز عليه.
إذن دموع نانسي خذلت المشتركة المصرية الرائعة ميرنا هشام، رغم أنها تمتلك صوتاً وإحساساً جميلين، وشخصية فنية متميزة، وحضوراً رائعاً ومحبباً على المسرح، وتم تبرير ذلك بأنها إستخدمت عرباً زائدة في غنائها، وتحتاج لإكتساب خبرة إضافية، وأن صغر سنها يتيح لها أن تجرب مرة أخرى، وهي كلها أعذار واهية، لا منطقية، وغير مقنعة. المناطقية إنتصرت على الموهبة، وتم إقصاء من يستحق أكثر، لحساب من يستحق أقل لإعتبارات أخرى لا علاقة لها بالفن.
والإستثناء الذي تلاه إستثناء، يعبر عن إنحيازو ليّ للقوانين غير عادل، وغير مبرر. فهل تستحق حنان أو فارسأو وائل التواجد في أراب أيدول أكثر من أسامة أو ميرنا؟ الجواب بالتأكيد لا... لكنها إعتبارات الـ quot;بزنسquot; التي تعود الى الواجهة المرة تلو الأخرى.
ورغم تميز البرنامج إنتاجياً، وقوة المواهب المشاركة فيه، والمتعة التي تحققت للمشاهد خلال الحلقات الماضية، لكن غلطة الشطار أفسدت علينا متعة المتابعةبالأمس، وإنهالت التعليقات الغاضبة والمنتقدة لإختيارات اللجنة الرديئة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، والتي حاول بعض أعضائها كراغب وأحلام مثلاً إلصاقها بجمهور شبكات التواصل الإجتماعي وبأنها تتسق وآرائهم بالمشتركين.
حسن الشافعي حافظ على إنصافه كمحكم
وحده حسن الشافعي كان منطقياً في إختياره ولم يدخل دائرة اللعب بمشاعر المشتركين وإذلالهم لصالح من لا يستحق. فبعد إستدعائه لجمال عباد، ويسرا سعوف، قرر منح الفرصة الثانية ليسرا التي كانت تستحقها بالفعل.
إختيارات محسومة سلفاً؟
يبقى أن ننوه الى أن إختيارات اللجنة على ما يبدو كانت محسومة، ونجحنا في توقعها منذ البداية، وخصوصاً فيما يتعلق بأحلام ونانسي، ووصلة الأخيرة البكائية إن صدقت كانت دون شك تعبر عن تأنيب الضمير لإختيار غير عادل ومتحيز وظلم لفتاة ربما سينصفها الزمن يوماً بعد أن ظلمتها نانسي لتكون منافستها اللدودة، وهو الأمر الذي بدا جلياً في تعليق راغب علامة على ضرورة تبني موهبة كميرنا لأنها لا تستحق الإقصاء من البرنامج على الأقل في هذه المرحلة.
أحلام وبه رواس وكردستان دولة مستقلة بالنسبة لـ MBC
ولا بد من الإشارة الى أن أحلام تنبهت الى غلطة MBC التي لا نعلم فيما إذا كانت بريئة أم مقصودة، والتي تكرس لتقسيم العراق مناطقياً، بالإكتفاء بذكرإنتماء به رواس حسينالى كردستان وكأنها دولة قائمة بحد ذاتها، وليست جزءاً من العراق،وتبنيهالغنائها بالكردية لأكثر من حلقة، رغم أن البرنامج لا يتيح الغناء للمشتركين بغير العربية، وهوأمر غير مفهوم، رغم إعتزازنا بالأكراد، ولغتهم،ووجودهم وحقوقهم.
وكان رد به رواسعلى ملاحظة أحلام بأنها تفضل أنيكتب الى جوار إسمها (كردستان العراق) وهوإختيار لا بأسبه ويرضي جميع الأطراف سياسياً وشعبياً على الأقل. ويذكر أن إختيار المواهب في العراق تم في أربيل، وليس العاصمة بغداد، ولا نعلم هل يعود ذلك لأسباب أمنية أم سياسية وهي مسألة تستحق توضيحاً من المحطة.
التعليقات