"مستر إربيل" تلتقط صورا جماعية بانتظام كانت أولها في القلعة القديمة في إربيل

الصراع والعمليات المسلحة قد يكونان أول شيء يخطُر على بال الكثيرين عند الحديث عن الأوضاع في العراق، لكن مجموعة من عشاق الموضة من الأكراد يأملون في إبراز صورة أكثر إشراقا وتفاؤلا بل وربما إحداث تغيير اجتماعي عبر مسيرتهم.

تُطلق هذه المجموعة على نفسها "مستر أربيل" أو (السيد إربيل) على اسم عاصمة إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي شمالي العراق وكان في واجهة النضال ضد مسلحي ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية.

ترك الإعلان في فبراير/شباط الماضي عن إطلاق مجموعة "مستر أربيل" والتقاط أول صورة جماعية لهم انطباعا هائلا على مواقع التواصل الاجتماعي. والتُقطت هذه الصورة التي تحمل اسم "السادة المتأنقون" في القلعة القديمة بمدينة أربيل، أحد مواقع التراث العالمي للأمم المتحدة.

أصبحت الصورة التي يظهر فيها عشرون رجلا من مجموعة "مستر أربيل" وهم يرتدون أحدث ملابس الموضة الغربية للرجال تحظى بشعبية واسعة على تطبيق انستغرام . وأسلوب الموضة لمجموعة "مستر إربيل" أقرب إلى ذلك الذي يشتهر به الشباب المتأنق الذي يميل للاستقلالية في السياسة والموضة والفنون وأسلوب الحياة والمعروفين بـ"الهبسترز"، ويتميز بارتداء البدل الجذابة والسراويل الضيقة واللحى المهذبة بشكل أنيق.

تضم هذه المجموعة التي وصفت بأنها "أول ناد لموضة الرجال المتأنقين في العراق" حاليا نحو 30 عضوا رئيسيا وأكثر من 25 ألف متابع على انستغرام، ولديها وجود قوي أيضا على موقع فيسبوك الاجتماعي.

"مستر إربيل" تسعى إلى تقديم صورة جديدة عن إقليم كردستان العراق

قد يكون أسلوب الموضة هذا غربيا، لكن "مستر أربيل" تؤكد على أنها تجمع بين "الحداثة" والتراث الثقافي من خلال الرجوع مرة أخرى إلى أساليب الحياة التي كانت تتميز بها طبقة ملاك الأراض التقليدية من الأكراد المعروفة باسم "الأفندية".

كان "الأفندية" في الماضي يفضلون ارتداء الملابس الأكثر أناقة لحضور الصالونات الثقافية أو زيارة المقاهي.

وتقول مجموعة "مستر أربيل" إن محور اهتمام نشاطهم يتمثل في تنظيم المعارض التجارية والمناسبات الثقافية من أجل تعزيز الموضة بوصفها "تعبيرا عن الجمال".

تغيير اجتماعي

لكن الأمر لا يتعلق فقط بالموضة إذ أن هناك جانبا جديا يتعلق بالجانب السياسي إلى حد كبير.

ترى "مستر أربيل" نفسها بأنها أقرب إلى حركة تعبر عن الشباب من أكراد العراق الذين يبحثون عن حياة أفضل ويريدون تعزيز مكانة الثقافة الكردية على الصعيد العالمي.

تأمل هذه المجموعة أيضا في إحداث تغيير اجتماعي وتحدي الاتجاهات التقليدية، خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة.

أسلوب الموضة لمجموعة "مستر إربيل" أقرب إلى "الهبسترز" أي الشباب المتأنق الذي يميل للاستقلالية في السياسة والموضة والفنون وأسلوب الحياة

وتنشر المجموعة في حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل متكرر صورا وآراءا تتعلق بقضايا المرأة في كردستان والعراق والعالم.

وتسلط المجموعة أيضا الضوء باستمرار على تأثير الصراع شبه الدائم في العراق على حياة النساء.

تكتب "مستر أربيل" كل يوم خميس تعليقا بشأن "الفتيات كمصدر إلهام" يشيدون فيه بإسهامات النساء في العمل لصالح المجتمع.

دشني مراد كانت واحدة من النساء اللائي تحدثت عنها المجموعة، وتقدم مراد ورش عمل في مهارات القيادة للنساء اللائي نجين من المجزرة والاغتصاب من الطائفة اليزيدية شمالي العراق على يد مسلحي تنظيم الدولة.

وقالت "مستر أربيل" في تعليق لها نُشر في 19 يناير/كانون الثاني الجاري إن "الجهد الذي تبذله (دشني مراد) من أجل الإنسانية والحب والسلام هو أمر مذهل للغاية".

ودعت المجموعة مراد إلى مواصلة العمل وقالت إن هذه المرأة هي "مصدر فخر بالنسبة لنا".