"إيلاف" من القاهرة:بمناسبة مرور الذكرى الـ44 لرحيل كوكب الشرق أم كلثوم، تُسلِّط "إيلاف" الضوء على مواقف سياسية في حياتها. علماً أنها لا تزال إحدى أيقونات الغناء في العالم العربي من المحيط إلى الخليج.
في الحلقة الثانية، تنتاول قصة حبها التي لم تتم مع الموسيقار محمود الشريف وقصة طلب خال الملك الزواج منها عرفياً. الحلقة الأولى

غرام وانتقام
واجهت المطربة الراحلة أم&كلثوم معركتها الأشهر مع القصر الملكي، عندما نشر مصطفى أمين في أخبار اليوم عنوانه الصحفي المثير الذي قال فيه "زواج العصر". وفي تفاصيل العدد الصادر يوم 7 /12/1946 قال أمين إن زواج أم كلثوم من أهم أخبار السنة، لأنها&ذخيرة وطنية. وإذ كانوا يتحدثون عن عصر شوقي في الشعر، فسوف يتحدث التاريخ عن عصر أم كلثوم في الموسيقى والغناء.

وأضاف: "لقد تقدم إلى خطبة أم كلثوم كثيرون ولكنها لم تفتح قلبها ولا مرة، قيل إن مسؤولاً كبيراً طلب يدها وكبيراً عرض عليها الزواج، ووزيراً سابقاً عرض عليها اسمه وثروته وحياته، كل هولاء أرادوا أن يتزوجوا أم كلثوم ولكنها رفضت كل هذه الأيادي الممدودة وقررت ألا تتزوج منصباً أو مالاً أو جاهاً بل رجلاً، ولم يكن هذا الرجل إلا الموسيقار محمود الشريف".

لم تكن تلك كلمات هذا الموضوع الصحافي سوى المقدمة الساخنة لتلك المعركة السياسية الأخيرة في حياة أم كلثوم خلال العهد الملكي والتي خاضتها ليس دفاعاً عن هذا الزواج فقط، بل&دفاعاً عن رفضها لفكرة زواجها عرفياً من أحد أفراد الأسرة المالكة. وذلك لإن إقدام أم كلثوم على الزواج من الموسيقار الشعبي محمود الشريف لم يكن إلا رداً قوياً على رفضها الاقتران عرفياً بخال الملك فاروق.

&



وترجع القصة إلى لقاء شريف باشا صبري مع أم كلثوم وبداية قصة حب بينهما، طلب فيها الباشا الزواج عرفياً من كوكب الشرق خوفاً من أولاده وزوجته والتقاليد، فرفضت هي ذلك وأرادت أن يكون زواجها شرعياً. فقام الباشا بنقل الرفض إلى القصر الملكي واعتبره جريمة في حقه، فكيف – من وجهة نظره- لأم كلثوم أن تتجرأ وترفض طلباً مثل ذلك لخال الملك فاروق الذي لم يكن يقف أمامه أي عقبات عندما يريد الاستيلاء على امرأة أو فتاة، ولم يكن لهذا الامر تأثير فقط على حياة أم كلثوم العاطفية ولكن أيضاً على حياتها الشخصية بعدما تخلى عنها كل الأصدقاء إما خوفاً من الملك وإما اشفاقاً على مستقبلها الفني.

وعند الإعلان عن الخبر في الصحف، أسرع شريف باشا صبري خال الملك فاروق إلى فيلا أم كلثوم بالزمالك وبرفقته بهي الدين بركات خال سعد باشا زغلوي الذي أعلن رفضه واستنكاره لفكرة هذا الزواج وذكرها في هذه الزيارة بنيشان الكمال الذي تحمله وأن زواجها وفق ما جاء في براءة هذا النيشان مرهون بإرادة الملك فاروق شخصياً ومتوقف على رضاه السامي باعتبارها من أصحاب لقب "صاحبة العصمة، وبعدها ذهب إليها مصطفى أمين وأخبرها بأن الملك فاروق ضد هذا الزواج وإذ لم تنهيه فسوق يتخلصون من محمود الشريف.

في مذكراته يقول محمود الشريف أن "هناك قوى لا يعرفها وقفت ضد الزواج وحاربته، وأرادت الفتك به وتمزيق هذه الرابطة، اتصلت بي أم كلثوم وروت لي هذا الخبر، وقالت لي وهي تبكي دول مجرمين يا محمود ويعملوها وحياتك".
شعرت أم كلثوم أن كل القوى السياسية آنذاك وعلى رأسها الملك وحاشيته يضيقون عليها الخناق من أجل التنصل من فكرة زواجها من محمود الشريف ليس اعتراضاً على شخص هذا الموسيقار الشعبي ولكن لتواضعه اجتماعياً بالنسبة لخال الملك فاروق. و
ولقد كان هناك هدف آخر أكثر تأثيراً على حياة أم كلثوم نفسها وهو ايقاف كل مشاريع الزواج الشرعي في حياتها حتى تتوب وتتراجع وتقبل الزواج العرفي من خال الملك فاروق، وأمام إصرارها على عدم التراجع على الأقل وقبول هذا الأمر ظلت جميع مشاريع الزواج العلنية في حياتها متوقفة ولم ينقذها منها إلا زواجها الشرعي الأول والاخير من الدكتور حسن الحفناوي الذي تم في العام 1954 بعد انقضاء عهد الملكية وبزوغ عهد سياسي جديد.

انتهت الأزمة مع القصرآانذاك بالإعلان عن فسخ خطوبة أم كلثوم من الموسيقار محمود الشريف، لتنتهي قصة حب سوما والشريف مبكراً، لكن الأخير يصرّ في مذكراته بأنه تزوجها سراً لمدة 3 أشهر خلال تلك الفترة وأن هذه الفترة انتهت بالطلاق.