"إيلاف" من القاهرة:&توفيت&الفنانة القديرة محسنة توفيق عن عمر يناهز 79 عام في&منزلها. فيما&حرص على رثائها مجموعةً كبيرة من الفنانين، ووزيرة الثقافة قبل أن تقام جنازتها عقب صلاة ظهر اليوم بغياب النجوم المصريين! حيث&اقتصر تشييعها على حضور أهلها وأقربائها، وغابت عنه الوجوه المعروفة في&مسجد السيد نفيسة بالقاهرة عدا&بعض أعضاء مجلس نقابة المهن التمثيلية، وعدد محدود من الفنانين بينهم سلوى محمد علي.

&

&

الفنانة الراحلة التي وافتها المنيّة أمس عن عمر ناهز الـ80 عاماً، ولدت في 29 كانون الأول العام 1939 بالقاهرة، وكانت بداية شهرتها الكبيرة مع دور "بهية" في فيلم "العصفور" للمخرج الراحل يوسف شاهين، وقد اشتهرت شخصيتها تاريخياً، بعدما كتبها الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم "مصر يا أمة يا بهية".

وقدّمت عدداً من المسلسلات التلفزيونية الناجحة، منها "ليالي الحلمية"، "الشوارع الخلفية"، "الوسية"، "أم كلثوم".

الجدير ذكره أن الراحلة واحدة من الفنانات اللاتي تألقن في المسرح المصري، وبالرغم من قلة أعمالها السينمائية إلا أنها قدمت أدواراً بارزة أهمها دور "بهية" في "العصفور" مع المخرج يوسف شاهين، كما قدمت عدداً من الأدوار المميزة درامياً منها في مسلسل "الوسية"، وهي شقيقة الاعلامية القديرة ابلة فضيلة ولديها ابن وابنة، فيما كان آخر تكريم لها بالدورة الثالثة من مهرجان أسوان لسينما المرأة.

&

&

عرفت الراحلة بمواقفها السياسية المساندة للمواطنين البسطاء وهو ما عرضها لمواقف صعبة أقصتها عن العمل. حيث&تعرضت&للعزل السياسي إبان حكم الرئيس السادات بسبب اعتراضها على سياساته تجاه السلام. حيث تم منعها من العمل لفترة، فيما كانت من أوائل الفنانات المشاركات في ثورة 25 يناير.

وفي عام 2012 حصلت&على جائزة الدولة التقديرية وهي الجائزة التي قالت عنها "على مدار تاريخي لم أكن من الفرحين بالجوائز والتكريمات وكانت سعادتي بنجاح عمل فني أكبر بكثير من حصولي على جائزة أو تكريم. فقد حصلت على وسام الدولة في العلوم والفنون عام 1967 بعد سنواتٍ قصيرة من عملي بالفن وكنت أصغر من حصل على هذا الوسام حتى الآن. وبعدها تسلمت جوائز عديدة وتكريمات. ولكن الفرح الأكبر كان بنجاح العمل الفني واستقبال الجمهور له. لكن هذه الجائزة بعد كل هذا العمر وفي وقتٍ أعيش فيه حالةً نفسية سيئة بسبب ظروفي الصحية، وأيضا بسبب تجاهل الوسط الفني لي. فقد كانت بمثابة قبلة الحياة التي رفعت حالتي النفسية وأشعرتني بالسعادة، وبأن هناك من&يتذكرني بعد سنواتٍ طويلة من التجاهل".

&

&

وعن سبب غيابها عن الدراما التلفزيونية&لفترات طويلة وكذلك السينما كانت تقول "هذا السؤال يوجه للمنتجين والمخرجين وليس لي، في البداية كانت تعرض على اعمال دون المستوى وبالطبع كنت أرفض. أما الآن ومنذ فترة طويلة لا يُعرَض علي أي شيء، ما أزعجني جداً وأحزني لأني&طاقة فنية جيدة لا يتم استغلالها. الأمر الذي&جعلني أتوقف عن متابعة الأعمال التلفزيونية حتى لا أجد عملاً يصلح لي وأحزن لأنه لم يُعرَض علي".

&

&

وعن الشخصيات التي أثرت في حياتها قالت في حوارٍ سابق لها: "يوسف شاهين اكتشف بداخلي طاقات لم أكن أدركها وقدمت معه أفضل أدواري "بهية" في العصفور ثم أم يحيى في "اسكندرية ليه" وايضا هناك المخرج المبدع عاطف الطيب الذي قدمت معه أدواراً جيدة في "قلب الليل" و"الزمار" وفي المسرح الراحل كرم مطاوع وهو من أكثر المخرجين الذي تألقت معهم ونجحت في أعماله المسرحية وهو في المسرح من المخرجين المجددين ولا يقل عن يوسف شاهين في السينما.

وعن الانتقادات التي كانت توجه ليوسف شاهين كانت الراحلة تقول "يوسف شاهين من أفضل المخرجين في تاريخ السينما المصرية وهو عبقري الإخراج لكن وعيه السياسي كان مشوشاً وكان يشبه طريقته في الكلام. وهو ما ظهر في بعض أفلامه. فقد تعرّض شاهين للإضطهاد و لم يكن قوياً بالدرجة التي تجعله يصمد. فعاش مكسوراً&وبداخله أزمة نفسية كبيرة لأنه في النهاية ابن الطبقة التي ينتمي لها وأصبحت تحكمه المؤامرات&والتوازنات بعكس فنانين كُثر وأنا منهم لم ننكسر بعد ما حدث لنا وحافظنا على مبادئنا".

&

&

وتضيف "معظم أفلامه وصلت للجمهور، باستثناء بعض الأعمال التي كانت تحمل أفكاراً مشوشة كما قلت. لكن في المجمل، هناك أعمال عظيمة وصلت للناس مثل "الأرض والعصفور" وغيرها. وهناك اأعمال أخرى كانت سيئة مثل "الآخر" وهو العمل الذي لا أعرف لماذا قدّمه إلى جانب أعمال أخرى قدمها بنتيجة أزمته&النفسية.

ومن المواقف التي كانت تتذكرها الراحلة، ما حدث في مسرحية "اجا ممنون" حيث عرض عليها الدور من كرم مطاوع بعد انسحاب الفنانة سهير البابلي بعد خلافات بينهما أثناء عرض المسرحية وتحقيقها لنجاح كبير على مدار3 أشهر. وبعد قبولها الدور وخضوعها للتمرينات، عادت سهير للدور وكانت في موقف محرج. لكنها&تحدثت مع كرم ورفض تنازلها عن الدور وقرر ان تعرض كل منهم لمدة اسبوع فوافقت لأنها كنت متوقفة عن العمل بسبب السياسة وكانت أمام التحدي لمن منعها من العمل، وأيضا أمام التحدي دفي الدور الذي قدمته "البابلي" وعادت لتسحبه منها".


&

&