إيلاف من دبي: أثار مسلسل "الآنسة فرح" موجة من ردات الفعل على منصات التواصل الاجتماعي؛ إذ وجد البعض أن القصة جريئة ولا تلائم المجتمعات العربية المحافظة خصوصًا أنه مستلهم من مسلسل أجنبي عنوانه "جاين العذراء" (Jane the Virgin)، بينما اعتبره آخرون مسلسل "لايت كوميدي" جميل، ولا ضرر في طرح موضوعات تتسم بالجرأة في الدراما العربية.

وتتمحور قصة المسلسل حول "فرح"، الفتاة المحافظة التي أرادت أن تتجنب الوقوع في أخطاء والدتها دلال (رانيا يوسف) التي أنجبتها من زواج عرفي. الحياة بالنسبة الى "فرح" يجب أن تسير وفق خطة محكمة، فلا مجال للخطأ. حتى إن علاقتها بخطيبها طارق (محمد الكيلاني) كانت شديدة التحفظ، إلى أن حصل ما لم تكن تتوقعه. وجدت فرح نفسها حاملاً نتيجة خطأ طبي، لتتوالى حوادث المسلسل في إطار كوميدي خفيف.

إنها تحصل
"إيلاف" قابلت الفنانين رانيا يوسف ومحمد الكيلاني في دردشة مشوقة، بدأتها مع يوسف التي أسرّت أنها لم تشاهد العمل الأصلي كله، بل حضرت حلقة أو حلقتين "لنشوف المرجع إيه".
على الرغم من أن مجتمعاتنا العربية لا تتقبل الزواج العرفي والطريقة التي حملت فيها "فرح"، لم تتردد يوسف في قبول أداء دور دلال، والدة فرح، وتقول لـ "إيلاف": "لأننا حتى لو رفضنا هذه الأدوار، فهذا لا يعني بالضرورة أنها لا تحصل في الواقع. نرفض أحيانًا الاعتراف ببعض الأمور لأننا نخجل منها، لكن هذا لا يعني أنها لا تحصل".
إلى ذلك، باتت المسلسلات العربية تعالج موضوعات جريئة، وتطرح أمورًا ما كانت مقبولة في المجتمعات المحافظة. في هذه الجرأة التي يتسم بها بعض الأعمال العربية الجديدة، تعتقد يوسف أن المسلسلات العربية بدأت تعيش في الواقع، ولم تعد منفصلة عنه، "والأعمال الجديدة تواجه الواقع بجرأة أكبر، وهذا هو الدور الأساس للدراما التي يجب أن تعبر عن الواقع وأن تُظهر المشكلات المختبئة التي تعانيها المجتمعات".

لا مقارنة
تضيف يوسف لـ "إيلاف": "شخصيًا، أحب أن أعلم بناتي ما هو الصح وما هو الخطأ، وهذا ما تفعله المسلسلات عمومًا، أي تعرض أمام الجمهور ما هو صح وما هو خطأ، ويبقى لكل إنسان حرية الاختيار بين ما يصنف صوابًا وما يعتبر خطأً.
ثمة مقالات نقدية أشارت إلى أن يوسف قلدت أداء الممثلة الاصلية حتى بطريقة ضحكها وبحركاتها. تعلّق يوسف: "لم أشاهد من النسخة الأجنبية إلا حلقتين فقط. وكان ذلك بغرض الاطلاع على كيفية تصوير المسلسل لا أكثر. فلا مقارنة بين النسختين، لا بالشكل ولا بالمضمون ولا بالآداء، فالممثل الأجنبي يقدم دوره لمجتمع أجنبي، وأنا قدمت الدور بأسلوب يلائم المجتمع العربي الذي أتوجه إليه".
تؤكد يوسف أنها تتقبل ابنتها بأي وضع كان، حتى لو تزوجت أو حملت بنفس الطريقة التي حملت بها فرح، "لأنها ابنتي، وسأحبها بأي حالة هي فيها، وسأحاول أن أساعدها على تجاوز أي مشكلة قد تواجهها".
تنتظر يوسف عرض عملها الجديد وعنوانه "مملكة إبليس" الذي لم تتبلغ بعد بموعد عرضه.

لم تُخطئ
من جانبه، يؤدي محمد الكيلاني دور "طارق" خطيب "فرح"، وهو يرى في دردشة مع "إيلاف" أن ردة فعل طارق كانت طبيعية وواقعية، "لأن فرح لم تُقدم على أي عمل خاطئ، إنما وقعت ضحية خطأ طبي ولا ذنب لها في ما حصل. أنا شخصيًا، لو واجهت هذه المشكلة في الواقع، سأتصرف بطريقة مختلفة تمامًا، وسأفكر بكيفية تصحيح الخطأ".
بعض العرب لا يفصلون بين الدراما والواقع، فهم يبحثون عن القيم التي تربوا عليها ويستاؤن إذا تم تحديها في أعمال فنية من هذا النوع. لكن الكيلاني يرد على منتقدي العمل بالقول لـ "إيلاف": "لم يحمل المسلسل أي رسالة تؤيد الزواج العرفي أو الحمل خارج إطار الزواج، بل يعكس حالات قد تحصل في الواقع. لم يكن حمل فرح بإرادتها بل كان نتيجة خطأ لا ذنب لها فيه. من الصعب تغيير الطريقة التي تربينا عليها في مجتمعاتنا، لكن ربما يمكن أن تكون طريقة معالجة أي موضوع مختلفة بما يراعي عادات وتقاليد المجتمعات العربية"، وهو لا يخشى مقارنة النسخة العربية بالنسخة الأصلية؛ إذ يرى أنه قدم الدور بأسلوب مختلف، "والمقارنة غير واردة، وأنا لم أشاهد من المسلسل الأصلي إلا أول حلقتين".