الشارقة: تكتنز خزانة التراث الإماراتي بصنوف من ألوان الفنون الشعبية، تتمايز بتاريخها وإيقاعاتها ورقصاتها وآلاتها أيضاً، هذا ما يتأكد لزائر فعاليات "أيام الشارقة التراثية 18" حيث تتوزع الفرق الشعبية في ساحة التراث في قلب الشارقة، بآلاتها التقليدية ورقصاتها المتنوعة.

"الهبان" أحد الفنون الشعبية التي حجزت لها مكاناً في الحدث، إذ تجمع الزوّار على فقرات راقصة مصحوبة بإيقاع الطبول وصوت "مزمار" أو "مبسم" الهبان الخشبي المتصل بالقربة.

يصطف الإماراتي شعبان سالم وفرقته، ليشكلوا دائرة قوامها 12 فرداً، يؤدون معاً مجموعة من الرقصات التي تتمايز عن بعضها البعض باختلاف إيقاع الطبول ونغمات مزمار القربة، بينما يردد أعضاء الفرقة أثناء الرقص "شلات" شعبية، تفيض فرحاً، حيث تتجسد حفلات الزفاف والأعراس، بحسب تعبير سالم، قائد الفرقة.

البحث في تاريخ "الهبان" ليس هيناً، فهو مغرق في القدم، ووفق ما يقوله سالم، فإن أصولها تعود إلى جزيرة "قيس" الواقعة وسط الخليج العربي، ومع مرور الوقت انتقلت لتسكن مدن الإمارات، حيث تحترفها بعض الفرق الشعبية، ويبين أن نغمات مزمار آلة القربة أو "الجربة" التي تصنع من جلد الماعز، عادة ما تكون شجية في بدايتها، وسرعان ما تتواءم مع طرقات الطبول المنتظمة، لترسم بألوانها لوحة من الفرح، التي تتزين بـ "الشلات الشعبية".

في رقصات "الهبان"، يلعب عازف القربة دور البطولة، فهو عادة ما يتوسط أعضاء الفرقة الذين يتحلقون حوله، عازفاً ألحاناً وجدانية، سرعان ما يتلمسها المشاهد من ملامح وجهه البشوش، فيما تتمايل أجساد أعضاء الفرقة بطريقة تنسجم مع طرقات الطبول التي يتراوح أعدادها ما بين 6 إلى 8 طبول، ليظل الفرق بين رقصة وأخرى كامناً في حدة الإيقاع.

وبحسب سالم فإن رقصات "الهبان" مختلفة، فمنها كما يوضح: "الخميري" و"دسمالي"، و"الدان"، و"كيالي"، بالإضافة إلى رقصة "هبان دواري"، و"السحبة"، التي يقول إنها "عادة ما تستخدم في الأفراح، عند زفاف العريس".