نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا لمراسلتها روث ميكيلسن، عن الأوضاع في مستشفى الشفاء في غزة، حيث لجأ آلاف النازحين الفلسطينيين، في ظل الحرب الدائرة في القطاع.
وتقول روث إنه في ظل الحصار الذي تفرضه القوات الإسرائيلية على قطاع غزة بأسره، وتقدم جنودها تدريجيا نحو المستشفى، تثور المخاوف من اقتراب الاشتباكات من المستشفى، خاصة وأن بعض أجزائها قد انهار بالفعل، وبالتالي يشعر الكثيرون بعدم قدرة المبنى على تحمل المزيد من المعارك، والتي يتوقع أن تكون أكثر شراسة.
وتنقل روث عن ويليام شومبيرغ، من اللجنة الدولية للصليب الأحمر قوله "هناك أحياء صغيرة في مدينة غزة يعيش فيها البعض، لكن عندما تدخل إلى مستشفى الشفاء، تجد حشدا ضخما وشعورا بالإحباط والغضب، ففي كل ركن تنظر إليه ترى أناسا يبحثون عن الأمان، هناك الكثير من الشك والخوف".
وتشير روث إلى أن ساحة المستشفى تحولت إلى موقعا للتخييم، حيث نصبت الخيام لإيواء النازحين، منذ بداية نزوح سكان القطاع بحثا عن مكان آمن، وحتى اليوم، وامتلأت الساحة بالخيام والأكواخ التي بنيت بالأوراق المقواة، أو تم تغطيتها بالملاءات الملونة، والقماش.
وتنقل روث عن الطبيب العامل في المستشفى، غسان أبوستة أن الأعداد زادت بشكل كبير مع تطور المعارك، ليقدر عدد النازحين في المستشفى حاليا بأكثر من 50 ألف شخص، بينما تقف وسط الخيام شاحنات زرقاء مصممة لحمل الجثث المجمدة والتي زاد عددها عن طاقة المستشفى منذ مدة.
وتعرج روث على مدير المستشفى محمد أبو سالمية، الذي قال في حديث لقناة الجزيرة إن الغارة الأخيرة "كان من الممكن أن تتحول إلى مجزرة بسبب تكدس الناس في الموقع، فقد قصفوا موقعا قريبا من المستشفى في السابق، لكن الآن هناك اشتباكات عنيفة وقصف شديد قرب المستشفى".
وتوضح روث أنه قبل أسابيع ضربت غارة جوية، ألواح الطاقة الشمسية التي توفر الطاقة لنظام المياه في المستشفى، ثم قصفت سيارة إسعاف تابعة لها، في الثالث من الشهر الجاري، على بعد أمتار قليلة من مدخل المستشفى الرئيسي، ما أدى لمقتل وإصابة أكثر من 21 شخصا، حسب منظمة هيومان رايتس ووتش.
وتنقل روث عن مارتن غريفيث، منسق الإغاثة في حالات الطوارىء لدى الأمم المتحدة قوله عبر حسابه على منصة إكس، تويتر سابقا "حياة آلاف المرضى، والعاملين والمشردين من المدنيين في خطر".
وتختم روث بالقول إن المستشفى تعمل الآن على المولد الاحتياطي للطاقة، بسبب نقص الوقود، بعد أسابيع من الحصار، كما أن العديد من غرف العمليات، ومعدات المستشفى أصبحت خارج الخدمة بسبب نقص الكهرباء، وأجرى الأطباء بعض العمليات الجراحية دون تخدير لعدم توفر الموارد، وأكد الأطباء أنهم غير قادرين على علاج العديد من المصابين بسبب نقص الإمدادات، خاصة المصابين بالحروق.
مستقبل غزة
ونشرت الفايننشال تايمز تقريرا موسعا لعدد من مراسليها، وصحفييها بعنوان "هل تمتلك إسرائيل خارطة طريق لمستقبل غزة"؟
يقول التقرير إنه عندما أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قواته المسلحة بالشروع في الحرب في غزة، تعهد بأن يقوم بمحو حركة المقاومة الإسلامية حماس من الوجود وإلى الأبد، لكن خلال الأسابيع التالية حاصر الجيش الإسرائيلي القطاع، وحاصرت إسرائيل حماس سياسيا، إلا أن النظرة بعيدة المدى للسياسة الإسرائيلية بالنسبة لمستقبل القطاع لا تزال غامضة، بالنسبة للإسرائيليين أنفسهم، وكذلك بالنسبة إلى أقرب حلفائهم.
وينقل التقرير عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي قوله قبل أيام، خلال مقابلة مع شبكة سي إن إن، "أظن أننا نواجه العديد من الأسئلة، والقليل من الإجابات"، وأضاف "نعرف ما لا نرغب في حدوثه في غزة بعد الحرب، لكن ما سيحدث بالفعل أعتقد أنه لا يزال أمرا غامضا".
ويعرج التقرير على سقوط أكثر من 11 ألف قتيل في غزة حتى الآن، حسب المصادر الصحية الفلسطينية، والأزمة الإنسانية المستفحلة التي يواجهها القطاع، ومعاناة المدنيين، التي جعلت حتى الولايات المتحدة، التي ساندت إسرائيل بقوة منذ بداية الحرب، تحذر من تزايد أعداد الضحايا، وتبعات الحرب المتواصلة.
ويضيف التقرير أن إسرائيل، وحلفاءها الغربيين، في موقف جديد عليهم، بسبب الهجوم غير المسبوق، الذي شنته حماس، الشهر الماضي، وأوقع 1200 قتيل، حسب المصادر الإسرائيلية، وهو الأمر الذي لم تعرفه إسرائيل منذ حرب عام 1948، وبالتالي شنت أعنف حرب على غزة، منذ انسحابها من القطاع عام 2005.
ويعرج التقرير على الحكومة الإسرائيلية، والتي يصفها بأنها الأكثر تشددا في تاريخ البلاد، وترغب بشدة في محو حركة حماس، إلا أن كل ذلك لم يضف إلا المزيد من الغموض على موقفها من مستقبل القطاع، وليس من الواضح مدى إمكانية محو حركة متغلغلة في المجتمع الفلسطيني، ولديها أذرع سياسية واجتماعية وعسكرية.
ويشير التقرير إلى أن الإدارتين الإسرائيلية، والأمريكية يمكن أن تتغيرا خلال الحملة الطويلة والممتدة في غزة، خاصة إذا تزايدت تعقيداتها، إضافة إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، يبلغ من العمر 87 عاما، وتحيط به مجموعة من القيادات الطامحة إلى الوصول لمنصبه، بينما بدأ نتنياهو يعاني بالفعل من اتهامات بالفشل الأمني، ما سمح لحماس بشن هجومها الأخير، كما أن استطلاعات الرأي الأسبوع الجاري، في الولايات المتحدة أوضحت أن الناخب الأمريكي يميل إلى انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب، أكثر من الرئيس الحالي جو بايدن في الانتخابات المنتظرة العام المقبل.
ويقفز التقرير إلى الساحة الداخلية الفلسطينية، موضحا أن التساؤل الأكبر هو إمكانية أن تعود السلطة الفلسطينية لبسط سيطرتها على قطاع غزة، بعد الحرب، إلا أنه يوضح أن هذا الإجراء قد تكون له تبعات أكثر خطورة، خاصة لو كانت هذه العودة محصلة للغزو الإسرائيلي للقطاع.
وينقل التقرير عن مسؤول بارز في السلطة الوطنية قوله "لا توجد مؤسسة فلسطينية، حتى السلطة الوطنية نفسها لا تستطيع السيطرة على غزة، كمحصلة للتعاون مع إسرائيل في مواجهة حماس، هذا مستحيل، وكذلك لا يمكن لجهة فلسطينية الانخراط في أي تحالف دولي ضد حماس".
ويختم التقرير بالقول إن وجهة النظر الفلسطينية والعربية في هذا الأمر هي أن الحل الوحيد لتحييد حماس، هو تحييد فكرها من جذوره، عبر تأسيس دولة فلسطينية تعيش إلى جوار إسرائيل.
"يجب وقف قتل النساء والرضع"
الإندبندنت نشرت تقريرا، بعنوان "ماكرون يطالب إسرائيل بوقف قتل النساء والرضع بالقصف في غزة".
تناول التقرير التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون في حوار مع شبكة بي بي سي، والذي أكد خلاله أنه "لا مبرر" للقصف الإسرائيلي المستمر لقطاع غزة، والذي أسقط آلاف القتلى، وذلك رغم إدانته صراحة في الحوار نفسه "الهجوم الإرهابي" على إسرائيل في السابع من الشهر الماضي.
ويشير التقرير إلى أن ماكرون رفض الكشف بصراحه عن رأيه في مدى انتهاك إسرائيل أو التزامها بمبادىء القانون الدولي خلال الحرب في غزة، قائلا "لست قاضيا، أنا رئيس دولة" وأنه لا يبدو أمرا صائبا أن ينتقد دولة "حليفة وصديقة" بعد شهر من تعرضها لهجوم صادم.
ويضيف التقرير أن ماكرون أكد في حواره أن من حق إسرائيل "الدفاع عن نفسها"، وأضاف أن رؤيته الآن تنصب على ضرورة وجود وقف إطلاق النار قائلا "لا حل آخر سوى هدنة إنسانية، تتحول إلى وقف لإطلاق النار، ما يسمح لنا بتوفير الحماية للمدنيين، ولا علاقة للمدنيين أبدا بالإرهابيين".
وأضاف ماكرون أن "الأمر الواقع اليوم هو أن المدنيين يتعرضون للقصف، الأمر الواقع أن هؤلاء الرضع، والنساء وكبار السن يتعرضون للقصف، والقتل، ولا يوجد أي مبرر لذلك ولا أي شرعية، لذا نطالب إسرائيل بالتوقف".
التعليقات