إيلاف من القاهرة: للمرة الأولى في تاريخ مصر، تتدخل الحكومة المصرية على المستوى السياسي لكبح جماح الانفلات الدرامي والإعلامي والسوشيلاوي في البلاد، وذلك بعد أن أبدى الملايين في مصر غضباً كبيراً من الصورة السلبية التي يصدرها رواد التواصل الاجتماعي وصناع الدراما، مما تسبب في ترسيخ صورة سلبية عن مصر في السنوات الأخيرة، لا تعكس حقيقة وواقع المجتمع المصري.

فقد كشف الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري عن تفاصيل تشكيل مجموعة متخصصة لوضع رؤية مستقبلية للإعلام والدراما في مصر.

وقال مدبولي إن الرئيس عبدالفتاح السيسي وجه بتشكيل لجان متخصصة لوضع رؤية مستقبلية للإعلام والدراما المصرية ووضعها في إطارها المستحق خاصة بأن هناك تعليقات رصدت على الأعمال الدرامية المعروضة خلال موسم رمضان الحالي بأنها لا تعبر عن المعدن الحقيقي للمجتمع المصري ولا الواقع المصري.

الهوية المصرية الحقيقية
وأوضح مدبولي أن اللجان التي سيتم تشكيلها ستضم خبراء ومتخصصين وأساتذة إعلام وشركات الإعلام بما فيهم الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وذلك بهدف الوصول لرؤية شاملة من شأنها أن تعزز الهوية المصرية وتضمن عدم تقييد لحرية الفكر والإبداع.

جاء ذلك خلال كلمته بمؤتمر صحفي عقده الأربعاء بمقر مجلس الوزراء للرد على الأسئلة التي تشغل الشارع المصري.

المعدن الحقيقي للمجتمع المصري
وتطرق الدكتور مصطفى مدبولى ، رئيس الوزراء خلال مؤتمر صحفى عقده اليوم بمقر مجلس الوزراء، إلى ما أثاره الرئيس، بشأن الموضوع الذي لمسناه من كل ردود أفعال الأسر المصرية، تعليقا على المسلسلات والأعمال الدرامية، التي تعرض في شهر رمضان الكريم، حيث لفت نظرنا جميعا أن هناك تعليقات عن أن الأعمال التي عرضت خلال الشهر لا تعبر بأي حال من الأحوال عن المعدن الحقيقي للمجتمع المصري ولا الواقع المصري الحقيقي.

لا مساس بحرية الإبداع
وفي هذا السياق، أكد رئيس الوزراء أن هذا الأمر لن يُقيد بأي حال من الأحوال حرية الإبداع والفكر، فليس هذا هو المقصود على الإطلاق، لكن كل ما ننشده أن تكون هناك دراما تُعبر عن الواقع المصري وتُعالج قضايا المجتمع بحرفية، وتُعزز القيم وتُكرس الانتماء للدولة المصرية، وتعكس الهوية الحضارية الحقيقية للمجتمع المصري، وهذا أمر اعتقد أننا سنكون جميعًا متفقون عليه.

واختتم رئيس الوزراء حديثه قائلاً: أود أن أسترجع الأعمال شديدة التميز للدراما المصرية التي مضى عليها سنوات، وعندما نُشاهدها اليوم نتمنى إعادتها أكثر من مرة، وهذا هو هدفنا أن تظهر أعمال درامية على أعلى مستوى من التميز تعبر بصورة حقيقية عن المجتمع المصري، مُجددًا التأكيد أن هذا لن يصاحبه أي تقييد للفكر أو الإبداع، لكن لابد أن يكون هناك ثوابت أخلاقية وحضارية واضحة للدراما المصرية.

انفلات السوشيال ونموذج سامح حسين
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد شدد على أهمية الإعلام الإيجابى المفيد، حيث تبادل الحديث مع الفنان سامح حسين الإثنين، مشيدًا ببرنامجه خلال شهر رمضان، والذي يقدمه من خلال منصات التواصل الاجتماعي، بطريقة إيجابية هادئة، وهادفة.

وأكد الرئيس على ضرورة تنشئة الأجيال على القيم والأخلاق المصرية الأصيلة، مشددًا على الدور الجوهرى للإعلام المصرى فى هذا المجال، إلى جانب دور الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة فى بناء مجتمع قوي، ووجه الحكومة إلى المشاركة فى هذه الجهود الإعلامية من اجل بناء مواطن مصرى متمسك بمبادئ و ثوابت المجتمع.

وقال الرئيس المصري بصورة مباشرة إن حالة الانفلات والفوضى والتناول السلبي في منصات السوشيال ميديا لا تمثل المجتمع المصري، مشيداً بتجرية سامح حسين الإيجابية.

مصر ترند سلبي يومي
يذكر أن مصر أصبحت خلال الفترات الأخيرة هي الترند اليومي السلبي لمنصات السوشيال ميديا العربية، وعلى الرغم من أن مصر مجتمع كبير به سلبيات وإيجابيات، حيث يقطنه 110 مواطن مصري، إلا أن رواد التواصل الاجتماعي وبعض المنصات العربية والمصرية بما فيها منصات مؤسسية كانت تنشر السلبي فقط، مما تسبب في تكريس صورة سلبية عن المجتمع المصري داخلياً وخارجياً.