إيلاف من لندن: يروي فيلم سترو (Straw) قصة أمٍّ عزباء تُدعى جانايه، تؤدي دورها تراجي هانسون، تنهكها الظروف القاسية من كل جانب. تعمل في وظيفتين لتغطية نفقات الحياة وشراء أدوية باهظة الثمن لابنتها، لكنها تفقد عملها ومسكنها، وتجد نفسها في مواجهة واقع يدفعها لاتخاذ قرارات لم تكن لتتخذها بكامل وعيها.
تبدأ القصة بإيقاع درامي واعد مع أداء قوي من تراجي هانسون، ما يبشّر ببناء تصاعدي متين، لكن سرعان ما يخيب الكاتب والمخرج تايلر بيري ظن المشاهد، إذ ينحرف الفيلم تدريجيًا نحو مسار مبتذل، حتى يبدو كنسخة أمريكية من فيلم "الإرهاب والكباب" لعادل إمام!
تصل الحبكة إلى ذروتها حين تجد البطلة نفسها، عن طريق الخطأ، حاملة مسدسًا داخل بنك، فتُحاصر من قبل قوات الأمن. وتتحوّل القصة إلى عرض إعلامي مباشر بعد أن تبدأ موظفة البنك بتصوير ما يحدث وبثه عبر الشاشات، ليُظهر الفيلم ردود فعل الجماهير على ما يدور مع جانايه في الداخل. وهذا التكنيك، المستهلك، يستخدمه المخرج الضعيف حين يعجز عن نقل المشاعر بصدق، فيملي على المشاهد ما يجب أن يشعر به بدلًا من تركه يتفاعل بحرّية مع الحدث.
يغرق النص والأحداث والأداء في المبالغة، وتبدو ردود الأفعال مصطنعة ومكشوفة. وحتى مع وجود "تويست" درامي جيد، فإنه يأتي متأخرًا جدًا، ويتبعه ختام باهت يُفقده أثره.
ورغم كل ذلك، تظل تراجي هانسون نقطة الضوء الوحيدة في الفيلم. أداؤها احترافي وصادق، وتحمل عبء الفيلم بالكامل، لكن موهبتها تضيع وسط سيناريو ضعيف وتنفيذ متعجّل.
قد يكون قبولها بهذا الدور مفهومًا في ضوء ما صرّحت به سابقًا، بأن تايلر بيري كان الشخص الوحيد الذي دعمها بعد سنوات من التهميش، وأنها تدين له بالولاء ولن ترفض أي عرض يقدمه لها، مهما علا شأنها.
ردّ الجميل موقف نبيل يا تراجي، لكنه لا يبرّر هدر طاقتك ومجهودك في فيلم لم يرتقِ إلى مستواك.
التعليقات