تستعد كل من الصين والمانيا لانتاج الطاقة الكهربائية من الفحم الحجري في منطقة تيانجين.


اعتدال سلامه من برلين: مع ان النفط مازال المصدر الاهم للطاقة، ولكن المخزون العالمي منه في طريقه الى النضوب، وذلك على عكس الفحم الحجري الرمادي الذي يتوفر بكميات كبيرة ليس فقط في المانيا بل في الكثير من بلدان العالم ومنها الصين حيث يتم حاليا تعاون صيني الماني لانتاج الطاقة من الفحم الحجري في منطقة تيانجين. ومن المتوقع البدء هذا العام بانتاج قرابة 250 ميغاواط من الكهرباء، لترتفع الى 650 ميغاواط عام 2016.

عدا عن ذلك هناك مشروع رائد في منطقة لاوزيستس شرق المانيا حيث بنت شركة انتاج الطاقة فانتفال اول محطة طاقة عاملة بالفحم وخالية من غاز ثاني اكسيد ا لكربون، حيث يتم عزل الغاز وبعدها تحويله الى سائل وتخزينه في طبقات الارض على عمق حتى 700 مترا.

الا ان الفحم الحجري له جوانب سلبية جدا، فهو يسبب انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون، لذا يرغب القطاع الصناعي الالماني اتخاذ التدابير المناسبة لمواجهة هذه المشكلة، وعكفت منذ سنوات بعض شركات الالمانية بالتعاون مع شركات في دول اسكندنافية على تطوير محطات طاقة نظيفة تكون قادرة على عزل غاز ثاني اكسيد الكربون وتحليله لدى انتاجها للطاقة الكهربائية.

وفي هذا الصدد لا يسبتعد كارل شتراوس اختصاصي علوم الهندسة الحيوية والكيمائية والاستاذ في دورتموند بان ينتج هذا النوع من الغاز النظيف من الفحم الحجري مع حلول عام 2015 حيث تنوي شركة الطاقة الالمانية العملاقة ار في اي RWE تشغيل اول محطة طاقة عملاقة في العالم تعمل بالفحم الحجري ولا تتسبب في انتاج غاز ثاني اكسيد الكربون( الفحم). وبما ان التقنية اللازمة اصبحت اليوم معروفة فان مثل هذه الخطة اصبح امرا قابلا للتنفيذ. وسيتم تخفيض ما يتم نقثه من غاز ثاني اكسيد الكربون بمعدل يتعدى ال80 في المائة.

الا ان المشكلة الان هي في التكاليف، ففي محطة طاقة تقوم بعزل وتفكيك غاز ثاني اكسيد الكربون ترتفع تكاليف انتاج الطاقة الكهربائية بمعدل الضعف مقارنة بالتكاليف في محطات الطاقة العادية المعروفة. الامر الذي سيسبب في ارتفاع اسعار الطاقة الكهربائية للمستهلكين.
لكن ماذا سيحدث لغاز ثاني اكسيد الكربون في مثل هذا النوع الجديد من محطات الطاقة التي ستقوم بتفكيكه؟

حسب قول استاذ علوم الهندسة كاول خطوة يتم تخزينه، وهناك العديد من الامكانيات لهذا، على سبيل المثال في اعماق البحر، حيث ان ثاني اكسيد الكربون يحتاج الى ضغط كبير ليتحول الى سائل، ومثل هذا الضغط الكبير يتوفر في اعماق البحار. في هذه الحال سيتحول الغاز الى ما يشبه كرة الثلج الصلبة، ولكن لا احد يعرف حتى الان ما هي التأثيرات التي يمكن ان تنتج عن هذه الكميات الهائلة من غاز ثاني اكسيد الكربون على الحياة الطبيعية والبحرية. ولهذا يحاول المختصون دراسة امكانيات اخرى منها تحويل مسار الغاز الى طبقات الماء الموجودة في اعماق الارض وتخزينه علىعمق يتراوح ما بين ال600 و700 متر، مع ذلك فان كلا الطريقتين تبدو معقدة، كما يوجد بالفعل تجارب عملية نادرة لهذين الاحتمالين، ولكن من المفترض ان تكون كلاهما قابلة للتطبيق من الناحية التقنية. الا ان محطات الطاقة الخالية من غاز ثاني اكسيد الكربون لها مشكلة اخرى، فمن خلال عملية عزل ثاني اكسيد الكربون تنخفض الفاعلية بمعدل يقارب التسعة في المائة، ومعدل الفاعلية في المانيا اليوم هو 44 في المائة، وفي المستقبل سوف تكون عند نسبة ال35 في المائة، وهو معدل تم الوصول اليه وتجاوزه قبل عشرين عاما، اي ان المصانع الالمانية بحاجة الى كمية اكبر من الفحم، من اجل انتاج نفس الكمية من الطاقة الكهربائية.

واعترف البروفسور الالماني انه وحتى مباشرة محطات الطاقة النظيفة انتاجها، ايضا عن طريق الفحم الحجري بعد عزل غاز ثاني اكسيد الكربون وتفكيكه، فان ذلك سيتطلب سنوات طويلة، والى ذلك الحين ستبقى محطات الطاقة التقليدية المعروفة تنفث ملايين الاطنان من

الغازات السامة والمضرة بالبيئة، والامكانيات الوحيدة لتخفيض هذه الكميات هي رفع الفعالية الكفاءة، ففي المانيا توجد بالفعل محطات طاقة تعمل بطريقة درجة الحرارة العالية وترفع بذلك فعاليتها الى ما يقارب ال50 في المائة.

ولا يمكن لاستاذ الجامعة التبأ منذ الان الى اي فترة سيتوجب على البشرية الاعتماد على الفحم كمصدر من مصادر الطاقة او بنهاية عصر استخدام الفحم، لكن ما هو مؤكد انه سيبقى احد مصادر الطاقة المهمة لفترة طويلة، ولكن الاهم هو ان تبذل شركات الطاقة المزيد من الامكانيات والجهود في تطوير تقنيات اكثر نظافة. في نفس الوقت اشار الى انه وبعد مرور عقود سيكون مزيج مصادر الطاقة هو نفسه الذي نعرفه اليوم، ولكن نسبة مساهمة مصادر الطاقة المتجددة سترتفع بالتأكيد. والامر الذي يمكن ان يكون جديدا تماما هو الاندماج النووي. حيث من المفترض ان تقوم محطات طاقة اندماجية باستبيان آلية انتاج طاقة الشمس، وتقوم على ضوئها بانتاج الطاقة اعتمادا على الطاقة النووية، ومن المتوقع ان يقدم مشروع الابحاث المسمى ITERمعلومات وفيرة حول هذا الامر.