أوقفت موجة الصقيع التي تجتاح العواصم الأوروبية أكبر المشاريع التجريبية لإنتاج السيارة الكهربائية صديقة البيئة في العاصمة الألمانية برلين. وكان المشروع العملاق المسمي quot; بي موبيلتي quot; قد دخل حيز التنفيذ بداية هذا الشتاء، غير أنه توقف مؤقتا بسبب تدني درجات الحرارة الي ما دون الصفر.


صلاح سليمان من ميونخ: الصقيع والبرودة الشديدة التي بلغت فيها درجات الحرارة الي ما دون الصفر بكثير هي من أكثر العوامل التي تضر بالسيارت الكهربائية، وهذا ما يعكف العلماء علي دراسته الأن ومن ثم التوصل الي وضع التحسينات التي تشمل بطاريات شحن السيارات بالطاقة الكهربائية مستغلين مناخ الصقيع الذي مازال يخيم علي أرجاء القارة الأوروبية.

ان طاقة شحن السيارات الكهربائية تتقلص بنسبة الخمس تقريبا في ظل المناخ البارد الذي يتحول الي صقيع، وهو ما يسبب صعوبة في سير هذه السيارات الي مسافات طويلة، ذلك أن حاجة السيارة الي شحن البطاريات يتزايد بدرجة كبيرة في ظروف مثل هذا المناخ وذلك وفق ما يقوله quot; فرانك فولترquot; منسق برنامج quot;بي موبيلتيquot; الذي يستطرد قائلا أن هذا الطقس البارد الذي مازلنا نمر به سبب صعوبات جمة للمشروع الذي نحن بصدده، فالأمر يستلزم منا أن نقوم بمزيد من الإجراءات وتغير العديد من المواعيد مع ورش السيارات التي نتعامل معها ومع الفنيين والمهندسين، فالطقس الذي نمر به لا يساعد علي تجربة السيارات الكهربائية.

الحكومة الألمانية تشّجع إنتاج السيارة الكهربائية

إن برنامج quot;بي موبيلتيquot; هو برنامج طموح سيؤدي نجاحه الي نشر فكرة السيارات الكهربائية في ثقافة الشعب الألماني إذا أن القائمين علي المشروع يطمحون في نسبة مبيعات كبيرة للسيارات الكهربائية في غضون السنوات القليلة القادمة.لهذا السبب تقوم الحكومة الالمانية بتدعيم المشروع بخمسة ملايين يورو إضافة الي خمسة ملايين آخريين لتدعيم شركات الطاقة والنقل ومزودي الخدمات والبحوث التي ساهمت في إنجاز هذا المشروع العملاق،وأهم هذه الشركات التي تعمل بفاعلية في إنتاج السيارات الكهربائية هي شركة القطارات الرئيسية في ألمانيا quot; الدويتشه بان quot; وشركة quot;بي ام دبليوquot; وشركة quot;بوشquot; و quot;تي يو برلين quot; وغيرها...وكلها ساعدت في أبحاث وفي فحص السيارات الكهربائية وإدخالها نطاق الخدمة التجريبية المرتقب في المانيا.

من المقرر أن تحمل سيارات التجارب الكهربائية شعار شركة quot; الدويتشه بان quot; وهي تسير في شوارع المانيا،وسوف يكون بمقدور الناس التعرف علي نوعية السيارات صديقة البيئة بسهولة لآن هذه النوعية من السيارات ستكون مميزة بعلامة خضراء توضع عليها، يقول quot;فولترquot; ان هناك الكثير من المفاهيم التي تتعلق بهذا النوع من السيارات علينا أن نقنع به الناس خاصة إذا ما اخذنا في الحسبان أن قرابة الثلاثة ملايين مواطن يسافرون بالقطارات يوميا يضاف عليهم الذين لايملكون سيارات في الوقت الراهن وهي أعداد تغرينا بان نطرح عليهم ما يفكرون في إستخدامه كوسيلة نقل مستقبلية وهي السيارة الكهربائية صديقة البيئة.

يقولquot; فرانك فولترquot; إن برنامج quot;بي موبيلتي quot; يشارك فيه أكثر من 500 فرد من أجل إختيار مواصفات السيارة المناسبة، إن التجربة ستبدأ ب16 سيارة كهربائية فقط من ماركات مختلفة وإنتاج شركات مختلفة وبالطبع كلها مصنعة خصيصا للسير بالطاقة الكهربائية وسيتم تزويدها جميعا بالطاقة الكهربائية النظيفة المستخلصة من طاقة الرياح أو الشمس أو من المياه.

يأمل فولتر ان تلتزم شركات إنتاج السيارات في المانيا بالموعيد المتفق عليها مع إدارة المشروع ويقول طبقا للخطة التي وضعنها كان من المفترض ان تكون كل السيارات جاهزة الأن لكن للأسف فإن الشركات المصنعة لم تلتزم بالمواعيد.

وفي ذات السياق يستطرد قائلا،نحن ننتظر الأن تحديدا 18 سيارة جديدة، من المرجح أننا سندخلها الخدمة في المشروع في شهر مارس أو شهر فبراير القادم وسيكون هناك تعريفة أو إشتراك للذين يرغبون في تجربة هذه السيارات لمدة 3 أشهر ومن ثم إشتراك في المواصلات العامة والقطارات في مدينة برلين. أي يستطيع من يستخدم السيارة تركها في اي مكان ومن ثم استخدام تذكرة المواصلات العامة لمواصلة التنقل داخل المدن.

أنظمة ذكية داخل السيارة

يضيف فولتر مير المشروع التجريبي للسيارات الكهربائية في برلين قائلا: حتي تكون فكرة السيارة الكهربائية مقبولة لدي الجميع فإن كافة الأمور المتعلقة بها يحب أن تكون شفافة مثل نوع البطارية والشركة المصنعة وأين تقع أقرب محطة شحن كهرباء؟ وما هي المسافة التي تبعد عن محطة الشحن القادمة،وأي ماركات السيارات الكهربائية المتوفرة حاليا في السوق؟
ومن المفترض بعد الحصول علي السيارة المطلوبة ان يقوم مشروع quot; بي موبلتيquot; بتقديم كل التسهيلات الممنوحة للمستخدم وفي النهاية يمنح كتاب به شرح وافي عن كيفية طريقة استخدام السيارة.

يقول مدير المشروع بالنسبة لشحن السيارة بالكهرباء سيكون هناك نظام يصل السيارة بالأقمار الصناعية للتعرف علي اقرب محطة شحن للسيارات بالطاقة النظيفة اضافة الي كافة التفاصيل عن استخدام المواصلات العادية كبديل للسيارة في حالة عدم استخدامها.
والبرنامج المزود به السيارة سيعرف السائق علي زضعية البطارية ومدة الطاقة اللازمة للاستخدام.
المرحلة التجريبية ستستمر حتي حتي خريف 2011 وعنئذ سيتعزز اسطول السيارات الكهربائية ومن ثم يعمل المهندسون بتزويد السيارة الجديدة بالعديد من البرامج الجذابة والتي لن يمكن الاستغناء عنها لتلك السيارة.