لم تنفع كل المظاهرات التي قامت مجموعات حماة البيئة والطبيعة من اجل الغاء مشروع شق طرقات سريعة في أجمل المناطق البوليفية.


نهى أحمد من سان خوسيه: يتساءل سكان منطقة ايزيبورو سيكور جنوب بوليفيا عن سبب تجاهل الرئيس البوليفي ايفو موراليس مطالبهم لحماية مناطقهم والغابات المطرية من الدمار، فهو في الاصل هندي احمر من سكان بوليفيا الاصليين ويعرف مدى اهمية حماية الجبال والتلال والانهار والبحيرات والبيئة والطبيعة.

تقع منطقة ايزبورو سيكور على ارتفاع 3000 متر عن سطح البحر، وتعتبر الرئة التي تتنفس منها مناطق كثيرة واراض فسيحة هي اغني الاراضي الزراعية التي تشكل موزاييك طبيعي، يوفر الحياة والعيش للانسان والحيوان والنباتات. ففي عام 1965 اعترفت الحكومة البوليفي رسميا ببيني وشاباريه في المنطقة كحديقة وطنية وتصل مساحاتها الى 1،2 مليون هكتار.

ويعيش في منطقة ايزيبورو سيكور ثلاثة قبائل من الهنود الحمر وهي شيمان وماخونيو ويوراكاري، حيث تمكن السكان من حمايتها، وكانوا قد كافحوا لسنوات طويلة من اجل نيل حقهم بامتلاكها، الى ان اعترفت الحكومة بهذا الحق العام الماضي، ومع ذلك تريد الان شق الطرقات دون اعطاء اي اعتبار لحماية البيئة والطبيعية الانسان هناك، بعد ان منحت تصاريح بناء لاتحادات شركات نفط ومضاربين في الاراضي وتجار كوكا(وهي النبة التي يستخرج منها الكوكايين، لكن تستخدم ايضا لاغراض طبية) وشركات صناعة الخشب والصناعات الغذائية، ما يعني تدمير الاف الهكتارات من الغابات التي كان من المفترض ان تكون تحت حماية الدولة.

ويقول المناهضون لهذا المشروع التجاري انه لا يتماشي ابدا مع مبادئ الرئيس موراليس، الذي امضى طفولته في منطقة شاباريه، كما انه كان اول هندي احمر يكافح من اجل حقوق الهنود الحمر والام الارض، وهي قصة يعرفها الكثير من شعوب اميريكا الجنوبية. الا ان محللين سياسيين يعيدون موافقة موراليس، التي تمكن في الماضي من تحويل شركات النفط الكبيرة في بلاده الى قطاع عام، الى اهتمام جارته البرازيل الواسعة النفوذ المشاركة في المشروع وعدم تمكنه من الفرار منها. ففي عام 2009 وقع موراليس مع الرئيس البرازيلي السابق لولا دي سيلفا اتفاق تنفيذ هذه المشروع الضخم لشق الطرقات بين البلدين تصل كلفته الى 415 مليون دولار. ولان البرازيل تتحمل 80 في المئة من تكاليفه في الوقت الذي لا يسمح الاقتصاد البوليفي بذلك فان شروط البرازيل سوف تنفذ.
وفي الرسالة التي بعثتها الى الرئيس البوليفي قالت المجموعات المناهضة لهذا المشروع ان المنطقة تضم الالاف من انواع النباتات والحيوانات، وحتى الان واكبت الحكومة البوليفية على حماية هذه المناطق، لكن شق الطرقات سوف لن يقتل النباتات والحيوانات بل وسيقضى الى الذين يعيشون فيها، ويقضى الى نظام حماية البيئة، ما يسهل عمليا عمل عصابات المخدرات وشركات النفط، وهذا لن يوفر المجال للحكومة كي تحمي نفسها وشعبها بعد الان لان هذا المشروع سوف يدمر المزارع والحقول والطبيعية ويعرضها الى كوارث طبيعية.