بحلول عام 2050 سيتحول ثلاثة ارباع سكان الارض للعيش في المدن مما يتطلب قيادة مستقبلية طموحة لايجاد حلول لبناء مدن مستدامة حيث تشير التقارير ان التكنولوجية الخضراء من شأنها ان تدخر77 تريليون دولار على المدى الطويل في الولايات المتحدة وحدها.


مروة كريدية من دبي:تنتج المدن حاليًّا ما نسبته 80% من انبعاثات الكربون المسبب للتلوث ويتوقع الخبراء انه بعد مرور اربعة عقود سيتحول 75 % من سكان الأرض للعيش في بيئة حضرية حيث تُشكل دول الخليج (على سبيل المثال ) تناميًّا غير مسبوق في الطلب على الطاقة يزيد عن 250 % بحلول عام 2030 وذلك بسبب تحول كافة البدو الى الحياة المدنية بعد ان أصبح التكييف والتبريد جزءًا ضروريا في حياة المواطن الخليجي مع ما يتطلب ذلك من زيادة الطلب على الطاقة، بينما تسعى الدول الاوروبية والولايات المتحدة الى ايجاد الحلول المستدامة للحد من من التلوث بعد ان دقّ خبراء البيئة الطبيعية ناقوس الخطر لمواجهة الخطر الداهم المتمثل في الهدر اللامحدود للطاقة الذي يسببه تنامي quot;الكتل الاسمنتية quot; الامر الذي شكل ضغطًا على الحكومات لضرورة تبني منظومة عمرانية خضراء وتصميم مدن اكثر أمنا على البيئة.

ويشير تقرير اعده الصندوق العالمي للحياة البرية الى ان التكنولوجيا الخضراء يمكنها ادخار 77 تريليون دولار اميركي على المدى الطويل في الولايات المتحدة وحدها.

الابراج quot;ابنية مدمرة quot; والتكنولوجية الخضراء اداة البناء المستدام
للاطلاع على الخطوات المتخذة في هذا السياق ايلاف التقت على هامش اسبوع البناء العربي الذي عقد في ابوظبي واختتم اعماله امس ببعض خبراء التصميم المدني حيث قال توماس نيك خبير في التكنولوجية الخضراء ان اطلاق كلمة quot;البناء المستدام يعني تصميم بناء مناسب قابل للاستمرار خلال سنوات طويلة وهو امر يتطلب بنية تحتية خضراء مناسبة تعتمد الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة quot;.

توماس وصف الابراج بأنها quot;مدمرة quot; بكل المعايير مشيرا الى انها تستهلك نسبة هائلة من الكهرباء كما تحشر اعدادا كبيرة من البشر في مساحات صغيرة وتفتقر الى اعتبارات الكفاءة البيئة quot; متسائلا عن عدد الضحايا الذي يمكن ان تسببه حال حصول الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية، مشيرا ان مجردعطل كهربائي ممكن ان يؤدي الى عواقب وخيمة.
توماس اكد على ضرورة اعتماد quot; التكنولوجية النظيفة الآمنة علاوة على التركيز على نمط عيش يعتمد على الحد من استهلاك غير مبرر للطاقة وهو امر يقوم به المجتمع المحلي من ممارسات كاعتماد وسائل نقل جماعي و اعتماد مصابيح ذات استهلاك طاقة منخفض وغيرها من الامور التي تحد من التلوث quot;.

من جانبها قالت سوزي سميث الباحثة في تصميم المدن :quot; ان التدابير التي تتخذها الولايات المتحدة -على سبيل المثال - غير كافية مشيرة الى ان ناطحات السحاب التي بُنيت اواسط القرن الفائت مدمرة للبيئة وان الجهود تتكثف الآن لإيجاد طرق تحد من انبعاثات الكربون وتزيد من كفاءة الطاقة مشيرة الى ان احد اهم المشاريع الخضراء هو مبنى أمبايير ستيت الذي يكتمل بنائه عام 2013.

سوزي قالت ان هناك متطلبات حقيقية يجب اخذها في عين الاعتبار للحفاظ على البيئة عند التخطيط المدني منها قدرة المدن على استيعاب عدد السيارات ووسائل النقل مشيرة الى ان نسبة انبعاثات الكربون التي يسببها الفرد الاميركي الواحد يعادل ثلاثة اضعاف الفرد الأوروبيquot;

المانيا : هامبورغ عاصمة اوروبا الخضراء وانبعاث ثاني اوكسيد الكربون سينخفض 40 % بحلول عام 2020.
ادولف شمايخر باحث بيئي ألماني أكد على ان بلاده تمضي قدما في المجال البيئي منوهًا بجهود quot;حزب الخضر quot; في الضغط على الحكومة لتبني منظومة اقتصادية تضع البيئة في الاولويات قائلا :quot; لقد اكتسح حزب الخضر الانتخابات المحلية التي جرت مؤخرا لا سيما بعد الكارثة التي تسبب بها مفاعل فوكوشيما في اليابان وان الناس اصبحوا اكثر وعيا ويريدون دولة لابنائهم ومستقبلا آمنا لهم لا حكومة تنشغل بالسياسة الخارجية quot;
شمايخر اكد ان هامبورغ هي عاصمة اوروبا الخضراء لعام 2011 وقد منحت اللقب من قبل المفوضية الأوروبية بعد ان التزمت 700 شركة عاملة بها الشراكة بين الاقتصاد والبيئة لا سيما وانها تضم ثالث أكبر ميناء في اوروبا مشيرا الى اعتماد بلاده على الطاقة المتجددة وهي رائدة في quot;طاقة الرياح quot; حيث ان 60 % من المعرفة والابحاث في هذا المجال تقع في هامبورغ قائلا ان quot;هدف المانيا يتمثل في الحد من انبعاث ثاني اوكسيد الكربون 40 % بحلول عام 2020. quot;