يهدد التلوث البيئي بانقراض عدد من الحيوانات والحشراتن من بينها الفراشات التي يتراجع عددها في مناطق الالب والبحر المتوسط.

إعتدال سلامه من برلين: في الوقت الذي يهجر فيه الانسان بلده بحثا عن وضع اقتصادي أفضل تهاجر بعض انواع الحيوانات والكائنات موطنها هربا من انعكاس ونتائج التلوث البيئي الذي يزيد في العالم. وهذه الحال تنطبق على الفراشات التي تعتبر الازهار المتنقلة التي تزين الحياة. فالحيز التي تعيش فيه يضيق شيئا فشيء، وفي اوروبا فان التلوث يزيد من المخاطر التي تحيط بحياة الفراشات. وتقول دراسة المانية ان ثلث انواع الفراشات سوف يكون نادر الوجود قبل انقضاء منتصف هذا القرن، واربعة في المائة فقط ستتوفر له الامكانيات للتكاثر، والسبب في ذلك بالدرجة الاولى هو فقدان الفراشات لمحطيها الطبيعي الذي يمكّنها من مواصلة العيش، نتيجة تحول قطاع الزراعة الى قطاع زراعي صناعي، ما يعني ان المزروعات التي يتم زعها هي لتلبية الحاجات الملحة للسوق دون الاخذ بعين الاعتبار حياة الكائنات التي تعيش في الحقول والمزارع ما يجعلها تهجر الى اماكن اخرى قبل ان يقضى عليها، ومن اسباب ذلك زارعة انواع معينة لا توفر الغذاء المطلوب للفراشات او الاكتفاء بالزراعة الاحادية.

وفي هذا الخصوص اصدرت مؤسسة نابو للبيئة وحمايتها مع مؤسسة حماية الفراشات برئاسة العالم اوتاكار كودرنا اطلسا لمواطن الفراشات في اوروبا اظهر مدى خطور الوضع والعوامل التي تهدد كيان هذه الكائنات الجميلة.

ويحتوي هذا الاطلس على 441 نوعا من الفراشات في اوروبا اضافة الى 665 الف معلومة عنها وعن تواجدها، وهذا اقل بنسبة اكثر من 34 في المائة مقارنة مع دراسات قبل 25 عاما، والسبب في ذلك هجرتها الى مناطق اخرى او موت اعداد كبير منها.

فالفراشات كما هو معروف بحاجة الى مساحات خضراء طبيعية او مناطق زراعية واراضي عشبية وضوء وغابات دافئة. الا ان الزراعة الحديثة اليوم تتبع اسلوب الزراعة المكثفة واستخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية، وهذه كلها عناصر قاتلة للفراشات، وتكاد توفر حيزا معيشيا لها.

والشئ نفسه ينطبق على الحدائق العامة والجنائن والمستوطنات والغابات، اذا يتم في اكثر الاحيان الاكتفاء بالحشائش الخضراء وقصها عندما تنمو. والمشكلة تصبح اكبر لان الاقتصاد الزراعي واقتصاد الغابات والانسان مع الوقت اصبح يتطلب المزيد من المساحات، ما يضيق من حيز البيئة الحيوية لكائنات مثل الفراشات وغيرها.
وهنا يقول اولاف تشمبيكه خبير حماية البيئة والطبيعة ومدير منظمة نابو الالمانية لقد اظهرت البيانات الاخيرة مدى الخطورة التي تهدد الفراشات في اوروبا، وكانت تعتبر جزءا مهما من جمال الطبيعية، ومن اجل حماية ما تبقى وانقاذه اصبح الامر ملحا اكثر من اي وقت مضى لتوفير اماكن طبيعية لها. فالاطلس الجديد يشير الى ان انواع نادرة من الفراشات مهددة بالانقراض، والكثير منها موطنه جبال الالب وحوض البحر المتوسط، وباتجاه شمال اوروبا يقل التنوع البيولوجي بشكل متواصل، لذا نرى ان الجزر البريطانية فقيرة بالفراشات وكذلك في بلجيكا وهولندا والدانمارك.

ففي جبال الالب والبحر الأبيض المتوسط يوجد عدد كبير من انواع الفراشات المستوطنة، اي انها لا توجد في اي مكان اخر، وما يقرب من 30 في المائة منها يعيش على واحد في المائة فقط من الأراضي الأوروبية. واذا ما تم تدمير هذه البيئات، عندها لا يمكن للفراشات الهروب بل يهددها الفناء. كما وان ذلك يظهر بالدرجة الاولى ان الالب ومحيط البحر المتوسط حدثت فيهما

تغييرات بيئية او تم الاكثار من استغلال الارض الزراعية بشكل يلحق الضرر بالبيئة والكانئات فيها، منها الفراشات. فعلى سبيل المثال فان الفراشة المسماة فغاريس الكون التي يغلب عليها اللون الازرق وتعيش في المانيا ايضا تتراجع اعدادها، لانها لا تجد غذاءها المفضل وهو زهرة الجنطيانا التي تضع فيها ايضا بيضها، فهذا الزهرة اصبحت قليلة بسبب الزراعات الاحادية.