أظهر استطلاع للرأي بين مختلف شرائح المجتمع العراقي حول تحديات البيئة في العام المقبل 2012 ان اغلب العراقيين يبدون قلقا كبيرا من عدم القدرة على مواجهة التحديات البيئية في البلاد بسبب نقص الوعي وغياب التقنيات وعدم رصد الميزانيات التي تتيح انجاز المشاريع والخطط.

وسيم باسم من بغداد: يرى الباحث في جامعة بابل (100 كم جنوب بغداد) أحمد عبيد أن أهم تحد بيئي من وجهة نظره عام 2012 يتلخص في ظاهرة التصحر.
وبحسب عبيد فان تلوث التربة والماء والهواء، ترتبط بشكل مباشر بالتصحر. ولا يعتقد عبيد ان العراق سيكون قادرا على التعامل الجدي مع هذا التحدي.

ويقول سليم الأسدي وهو خريج كلية العلوم، ان العام 2011 شهد
انتكاسة في المتغيرات البيئية في العراق لصالح من يقوم بنشاط تخريبي غير مسؤول واغلبه ( غير متعمد ).

فيما يرى سليم ان اكبر تهديد لبيئة البلاد في عام 2012 سيكون
مخلفات الحرب والنفايات حيث تجمعات القمامة في أطراف المدن والتي تتكاثر من دون معالجة.

ولا يعتقد سليم ان الدولة ستكون قادرة على رصد ميزانية وانجاز مشاريع استرجاع للنفايات في العام القادم. ويتابع : هذا يتطلب جهدا مركزا وخبرة وميزانية كبيرة.

وشهدت السنوات السابقة في العراق فتورا في تطبيق الشروط البيئية فيما يتعلق بمخالفات المؤسسات الحكومية و شركات المعامل الأهلية وكذلك المواطن لضوابط الحفاظ على سلامة البيئة.

وتقول هيفاء الحلي وهي خريجة علوم الحياة في جامعة بغداد ان اهم خطر يواجه بيئة وادي الرافدين من وجهة نظرها هو تزايد
الأراضي القاحلة وانحسار المناطق الخضراء بسبب نقص المياه والزحف العمراني.

وتدعو هيفاء ان يكون عام 2012 هو عام الشروع في مشاريع زراعة الغابات لمكافحة التصحر.

اما جواد الشمري ( مدرس رياضيات ) فيرى ان أهم تحد في العام المقبل هو نقص الوعي البيئي لدى العراقيين.
ويدعو الشمري المواطن العراقي الى تغيير سلوكه اليومي فيما يتعلق بالبيئة ويشمل ذلك تغيير طبيعة حياته اليومية لتحقيق ذلك.

ويشير كاظم الحجازي (فاحص مختبري ) في مستشفى كربلاء (108 كم جنوب غربي بغداد) ان أهم التحديات هي مخلفات المصانع والسيارات التي تلوث بيئة العراق بشكل مستمر من دون رادع.
ويرى الحجازي ان الانفتاح الاقتصادي والاجتماعي في العراق سيزيد من حجم التلوث البيئي في البلاد، وان العراقيين سيدفعون ثمن الرفاهية التي بدأت تظهر اذا لم ينتبهوا إلى سلوكهم البيئي.


ويذهب كريم حسين ( مدرس فيزياء ) الى ابعد من حدود العراق في نظرته إلى التهديد البيئي الذي يتهدد البلاد حيث يقول ان النشاط النووي في إيران والسدود التي تقيمها تركيا وسوريا في مجرى نهر الفرات، سيكون له عواقب وخيمة على البيئة العراقية في السنوات المقبلة.
وفي ذات الوقت يقلق ليث كامل من النجف من التهديد البيئي في مدينته والمتمثل في أبخرة مصانع الاسمنت ودخان معامل الطابوق لان هذه المصانع تقع قريبة من الأحياء السكنية مما يتسبب في أمراض خطيرة على السكان.

ويرى عادل الخفاجي (مدرس كيمياء ) ان الخطر المحدق اكثر من غيره هو كثرة السيارات القديمة في العراق والتي تطلق الكثير من الغازات والأبخرة الملوثة للبيئة.

ويتوقع الخفاجي ان تتحول سماء العراق الى سحابة سوداء اذا استمر استيراد السيارات بهذا الشكل (المفزع) في العراق.

من جانبه يشير المهندس الزراعي وائل الفتلاوي الى ان التحدي الأكبر للبيئة في العراق عام 2012 هو انحسار الغطاء النباتي من الغابات وانجراف التربة و التصحر.

ويتابع : كانت المنطقة الممتدة جنوب بغداد الى بابل تمتلئ بالمزارع وغابات النخيل، أما الآن فأنها مناطق شبه قاحلة.

ويتابع : لم تسلم الأشجار وبساتين النخيل من التخريب عبر بناء المساكن او قطع الأشجار لأغراض البناء والوقود.