وادي العلاقي محمية في أقصى جنوب مصر تحمل الكثير من الحكايات وتقف حارساً على التنوع البيولوجي.

فتحي الشيخ من القاهرة: تقع محمية وادي العلاقي، على امتداد 275 كم، وبمتوسط عرض واحد كم، ويقف الوادي وحيد في قلب الصحراء ليحكي عن قصة دروب العلاقي،

التي ضمرت، بعد أن كانت تمتد من جبال البحر الاحمر في الشرق إلى النيل الغرب لتحكي قصة رافد للنيل يمده بمياه الامطار التي تتساقط على الجبال،وتتجه للنيل، لتمده الارض بالخصوبة بما تحمله من طمي الجبال الغنية بالمعادن، أيضا هناك حكاية اخري عن الوادي الذي كان طريق للحجيج والتجارة قديماً وكان مصدر لتفاؤل المسافرين حتى انهم كانوا يستقبلونه قائلين (السلام عليك يا وادي العلاقي الحمد لله جيناك بالسلامة)، وهناك حكاية الذهب الذي تمتد عروقه في جبال الوادي وكان مطمع دائما للباحثين عن الذهب في دروبه وصخوره، اما حكاية الوادي الاخير فهي حكايته كمحمية متميزة بعد أن جف نهره وبقيت اثاره في تنوعه النباتي والجيولوجي والحيواني شهود على تاريخ الوادي.


تتميز محمية وادي العلاقي كما أكد لإيلاف الدكتور حسن الطحطاوي رئيس فرع جهاز شؤوون البيئة بأنها منطقة خصبة للبحوث العلمية، وخاصة المتعلقة بدراسات الجيولوجيا والحيوان والنبات، ولهذا دخلت المحمية قائمة محميات المحيط الحيوى تحت إشراف منظمة اليونسكو، وذلك في ظل وجود 140 نوعأ من النباتات الدائمة والحولية منها الطرفه والزريقه والهليج وبلح اللالوب والسيال ونباتات طبيه مثل الحنظل والسينامكى والعفين والسواك وغيرها، كما يوجد بالوادى حوالي 15 نوعأ من الثدييات منها الجمال والماعز والأغنام وابن آوى والحمار البرى والغزال والضبع والقط الرملي كما تم رصد حوالي 100 نوعأ من الطيور المقيمة مثل النعام والقنبرة المتوجة والعقاب السنارية والحدأه والصقر والحبارى والقطا والحجل والرخم وغيرها ويوجد أيضأ بعض الزواحف مثل الحية والقرعاء وهناك الكثير من اللافقاريات التى تعيش معظمها تحت الشجيرات مثل النمل والخنافس.

الحفاظ على الغطاء النباتي في المحمية هو اولي أهداف مسؤولي المحمية كما يؤكد المهندس منير محجوب مدير المحمية، وهو ما يفسره قائلا: quot;الكساء الخضري في الوادي له أهمية قصوي لنوعية الحياة، وذلك لابقاء سكان الوادي على قيد الحياة حيث تمدهم بالطعام والادوية والوقود والرعى لحيواناتهمquot; وفي هذا الاطار تقوم المحمية بتنفيذ برامج أعادة تأهيل واكثار أشجار السيال وبلح اللالوب والخروب والحلفا بر والحرجل وغيرها.

وأشار محجوب إلى تقسيم المحمية إلى ثلاث أقسام هي منطقة القلب للبحوث العلمية الأساسية وتبلغ مساحتها حوالي 350 كم مربع ولايسمح فيها بالرعى أو التحجير، وهناك منطقة اخرى تجري بها المشروعات البحثية التى تهدف الى التوصل لطرق استخدامات الأرض بمتطلبات بيئية تجعل منها تنمية متواصلة، ويتم فيه عمل مشروعات بحثية لاستزراع نباتات طبية، اما المنطقة الاخيرة، تعد منطقة انتقال، ويسمح فيها بالزراعات التقليدية والرعي والتعدين.

ويضيف مدير المحمية أن سكان وادي العلاقي من البدو يعتمدو في حياتهم علي الموارد الطبيعية الموجــودة في الوادي، وبخبرات السنين يتفننون في تطويع هذه الموارد بما يتناسب مع أحتياجاتهم، مثل الاشجار الجافة التي يقومون بحرقها ودفنها تحت الرمـال لفترة، وذلك لعمل الفحم والذي له شهرة كبيرة في المناطق المجاورة، لمـا يتميز به من سرعة وقوة الاشتعال ولكن يبقي الرعي هو النشـاط الذي يعتمد عليه المجتمع البدوي بشكل أسـاسي في حياتهم، فهم يستغلون النباتات الخضراء الحولية منها والدائمة في رعي الأغنام والماعز والأبل ويقوم النظام الاقتصادي في المجتمع البدوي على عدة أنشطة مثل رعي الأغنام والماعز والإبل وتجــارة الفحم وتجميع النباتات الطبية والتجارة بها.