استقبل معرض ميونيخ الثالث للسيارات الكهربائية الزائرين من مختلف دول العالم وسط إهتمام إعلامى وجماهيرى كبير.


صلاح سليمان من ميونيخ: تبدو أهمية معرض هذا العام واضحة من ذلك الإقبال الكبير من قبل الشركات العالمية التى تتنافس فيما بينها على تقديم الجديد من أحدث ما وصلت إليه

شحن السيارة الكهربائية بالطاقة بدلا عن الوقود

تقنيات السيارة الكهربائية الى جمهور الزوار، حتى أن عدد الشركات التي تشارك فى معرض هذا العام وصلت الى 503 شركة من 24 دولة من دول العالم المختلفة ووفق نشرة المعرض الداخلية فإن معرض هذا العام سجل زيادة فى عدد الشركات أكثر من المعرضين السابقين، جدير بالذكر أن الشركات الكورية لفتت الأنظار فى معرض هذا العام لدخولها منافساً جديداً على قدم المساواة مع الشركات الألمانية والصينية واليابانية.

فى معارض السنوات السابقة كان التحدى الأكبر الذى يواجه المهندسين هو بطارية السيارة الكهربائية التى يتوجب شحنها بالكهرباء، فعمرها الزمنى في مجال الشحن قصير نسبياً إذ ينفذ الشحن بعد ساعات قليلة مما يلزم إعادة الشحن من جديد وهو نقطة الضعف الوحيدة في السيارة الكهربائية،خاصة أن هناك اسئلة عديدة تم طرحها من قبل الزوار عن محطات الشحن ومدى توافرها.

فى معرض هذا العام استمر التركيز على هذه القضية والسؤال عن مدى التطور الذى لحق ببطارية الشحن؟

يقول quot;روبرت متسجرquot; من الهيئة المنظمة للمعرض إن هناك جديد بالفعل هذا العام فالتطور فى تقنية الشحن يتزايد عام بعد عام ومن ثم سوف يتم التغلب علي هذه المشكلة ونحن نرحب بالزوار فى كل الأحوال حتي تتزايد الثقة بين الناس وسيارة المستقبل، ويستطرد قائلاً ان المهتمين بالأمر من الزوار يمكنهم بطبيعة الحال تجريب السيارة والقيام بجولة على الطريق المعد لذلك خارج المعرض حتي يتأكدوا من جودة السيارة الكهربائية.

الجولة في اجنحة المعرض المختلفة تتيح للزائر التعرف على كل شئ،بطارية الشحن، محطة الشحن بالكهرباء، الهياكل المختلفة للسيارة الكهربائية، بل أيضا كيفية شراء السيارة وكيفية الدفع وكل ما يهم الزائر المشترى.
ان زيارة المعرض تؤكد على أن هناك خطوات جادة لا تراجع فيها على طريق إنتاج السيارة الكهربائية لتصبح السيارة الأولى في العالم.
الشركات الألمانية لها الريادة فى المعرض، فألمانيا رائدة فى هذا المجال فهى تعمل من خلال شركاتها الشهيرة كمرسيدس والبى ام دبليو على تطوير السيارات الكهربائية حتى يبقى لها مركز الصدارة كما هو الحال مع السيارات العادية، فالشركات الألمانية تعرف أنه بحلول عام 2022 ستكون هى البداية الفعلية فى ألمانيا لإنتاج السيارة الكهربائية علي نطاق واسع، ووفق تقارير الخبراء فإن عددها سوف يصل عندئذ الى المليون سيارة.

إنك تشعر وأنت داخل المعرض بأنك تعيش في المستقبل، فخطط الصناعة الألمانية وخطط الشركات لا تتوقف ولا تتجمد على الزمن الحاضر بل هى تنقلك الى العشرين سنة القادمة بغض النظر عن ما هو الموجود الأن،فألمانيا تبحث بجدية عن الصناعات المستقبلية التى لاتضر بالبيئة، لذلك فإن تطوير السيارة الكهربائية يلزمه ايضا تطوير في وسائل إمداد السيارات بالطاقة فى كلا المجالين الطاقة الكهربائية والطاقة الشمسية التى هي ايضاً طاقة المستقبل.

ان انواع السيارات وأحجامها تتفاوت تفاوتاً كبيراً في صالات المعرض،كذلك محطات الشحن بالطاقة بالكهرباء وكلها دقيقة الصنع ومتقنة الهيئة.
كل شئ في المعرض هو استثنائى،فانت تتعرف علي كابلات شحن السيارة المختلفة الأشكال والأحجام والبطاريات التى لازال العمل مستمراً على تطويرها حتي تقوم بتشغيل السيارة فترات زمنية طويلة.
يقول السيد متسنجر انه قبل البدء فى تشغيل السيارات الكهربائية في المانيا رسمياً فإنه سيتم قبل ذلك القرار تشيد محطات الشحن بالطاقة اولاً.
فى اجنحة المعرض المختلفة نجد دائما أن الزحام أمام شركات تصنيع بطاريات الشحن، ولازال السؤال دائم عن زمن وحجم الشحن بالكهرباء والمدة التي تلزم ذلك خاصة اذا ما عرفنا ان قدرة السيارة لاتزيد على مسافة 120 كيلو متر حتى يلزم اعادة شحنها مرة اخرى.

ولاية بافاريا التى هى احدى قلاع صناعة السيارات فى المانيا تخطط لإقامة صناعة رائدة فى انتاج السيارات الكهربائية بحلول عام 2030 وفى هذا الإطار ستمنح الولاية 5 ملايين يورو في ميزانيتها الى برامج تحفيز هذه الصناعة المستقبلية، من جهة اخرى ستشرع الحكومة الألمانية في إتخاذ عدة اجراءات من شأنها تشجيع المواطنين على شراء السيارة الكهربائية حيث ستقدم اغراءات ضريبية واغراءات مالية وذلك بخصم 3000 يورو من الضرائب لكي مشتري جديد للسيارة الكهربائية، هذا فى الوقت الذى اعلنت فيه الحكومة الاتحادية الى أنها ستخصص 500 مليون يورو لبرامج إحلال السيارات الصديقة للبيئة في ألمانيا.

يبدى الكثير من زوار المعرض اعجابهم بالسيارات الكهربائية بصفة عامة، خاصة وأن مندوبى الشركات يشرحون الميزات العديدة التى تتمتع بها السيارة فمحركها قد تم تطويره عدة مرات حتي بات أكثر فعالية من المحركات التى تعتمد على النفط بأربعة أضعاف فمن الناحية التقنية علي سبيل المثال يصل 8% من الطاقة المخزونة فى البطارية الى عجلات السيارة مقارنة ب20% من الطاقة في السيارات العادية وهو مايجعلها اكثر نظافة حيث لا يتم الحرق بالمعدل الذي يتم فى السيارات التى تعتمد علي الوقود النفطي.