تزداد ظاهرة التدخين في العراق بشكل لافت دون سن اي قانون يحد منه حفاظا على البيئة والصحة العامة

وسيم باسم من بغداد: لازال التدخين في العراق ظاهرة يومية لا يردعها قانون، في ظل هوس جمعي على ممارستها في الشوارع والبيوت والدوائر الحكومية.

ويعاني أمين كاظم ( 54 سنة ) من أعباء المدخنين من حوله في السيارات و المقاهي والدوائر الرسمية، مطالبا بقانون يحارب التدخين في الأماكن العامة والدوائر الحكومية والوزارات والمستشفيات.

وتكشف مشاهدات وتحقيقات ميدانية بان العراق أصبح ممرا لأنواع المخدرات والسكائر، حيث تزداد نسبة المدخنين ويرتفع مستوى التلوث في البيئة.

وفي مدينة مثل كربلاء ( 108كم جنوب العاصمة بغداد ) فان عدد المدخنين وصل إلى أكثر من 35% من عدد السكان الذي وأن 85% منهم هم من الشباب.

وتنطبق هذه الاحصائية على بقية مدن العراق حيث يبلغ التفاوت مقدارا ضئيلا.

وينتقد الخبير الصحي توفيق الياسري من ظاهرة الترويج لأنواع السكائر في العراق، لافتا الى لوحات الإعلانات الكبيرة التي تشجع شراء الدخان من دون ان يكون الدافع البيئي والصحي رادعا لذلك.

ويدعو مدير شعبة تعزيز الصحة في صحة كربلاء الدكتور عصام سلطان عيسى الى قوانين فعالة تحد من التدخين وإزالة كافة الإعلانات المروجة له.

وينظر المدخن سعيد فاضل ( 30 سنة ) بقلق إلى الفلتر الأبيض في نهاية السيجارة وقد أصبح اسودا قاتما بسبب النيكوتين، لكنه لا يستطيع مقاومة إغراء التدخين وهو يسحب الدخان إلى الفم والصدر.
وينفث في أجواء العراق يوميا سحابات كثيفة من دخان السكائر مسببة زيادة هائلة في تلوث الأجواء.

وبحسب تقارير علمية فان حوالي ستة آلاف مركب سام يستنشقها الشخص المدخن مع كل نفس للسيجارة، حيث يعيد المدخن نفثه في الهواء، مصحوبا بغاز ثاني اوكسيد الكاربون.


ويدخن عراقيون السيكارة من دون فلتر مما يجعلهم عرضة لعدد كبير من المركبات السامة.

ويؤدي استخدام التبغ المستمر بالاشتعال مع الورقة الرقيقة المشبعة بمواد زيتية الى دخان لا ينقطع سببه المدخنون في أنحاء العالم.

ويشير سعدون الجزائري الى كثرة الحرائق التي يرجع سببها الى السيكارة.


وبحسب إحصائية فأن اغلب الحرائق في المنازل والأحياء الصناعية في محافظة بابل كانت السيكارة عاملا مهما في نشوبها.

ويروي ليث حسين كيف اتت النيران على مصنع السجاد الذي يملكه بسبب السيكارة عام 1998.

واضافة الى ذلك فان الدخان يسبب تلفا لديكورات المنازل والمؤسسات، ويكلف مبالغ طائلة بسبب الحاجة الى تنقية الهواء عبر مرشحات بالغة التكاليف للحفاظ على بيئة نظيفة.

وتعد مادتي النيكوتين والقار من المواد الخطيرة على الصحة والبيئة حيث تكون بمثابة مادة عازلة بين جدار خلايا الجهاز التنفسي والشعيرات الدموية المحيطة بها.

ويقترح الطبيب رحيم الكلابي فرض رسوم على متعاطي الدخان بغية حثهم على ترك السيكارة.

لكن المدمن على التدخين ليث كامل (28 سنة) يرى ان ذلك لن يجدي نفعا، ومن وجهة نظر شخصية فان سيستمر في التدخين طالما أمكنه شراء التبغ من الاسواق.

وتغيب عن شوارع العراق وميدانه بل مؤسساته الرسمية اعلانات أو دعوات تحث على منع التدخين.
ويمكنك بسهولة ان ترى في العراق موظفا ينفث دخان السيكارة بين زملائه.

و ينتج المدخن في الثانية الواحدة نحو 6 آلاف مليون ذرة تتراوح أحجامها بين الواحد الى الستة ميكرون.

وتغزو العراق أنواعا عديدة من السكائر، من شتى المناشيء والماركات.

ولا يجد الفتى صعوبة في شراء الدخان نظرا لان أسعار السكائر رخيصة جدا قياسا الى دول الجوار.
ويعود السبب في رخصها الى السياسة الضريبية في العراق والتي لا تفرض رسوما على مستوردي الدخان.

ويعزي الدكتور في الجهاز التنفسي عصام نعمان الكثير من الأمراض وحالات الوفاة إلى التلوث الهوائي الذي يسببه المدخنون.