حذرت منظمة ووتر آد من تفاقم الوضع االبيئي والصحي بسبب شبكات مياه الشرب والصرف الصحي في أفريقيا.

أحمد عباّس من الرباط: ذكر تقرير منظمةquot;ووتر آدquot; الصّادر حديثاً، بأنّ بلدان أفريقيا- جنوب الصّحراء، تحتاج إلى أزيد من 20 سنّة لإعادة تأهيل شبكات الماء الصالح للشرب، وكذلك لتعمير شبكات الصرف الصحي، أو إنشاء جديدة. وبما أن الوضع الأقتصادي للبلدان الآنفة الذكر، يتفاقم سوءاً بإستمرار، لذا، سينعكس هذا الوضع الكارثي على صحة المواطن أولاً، وبدوره سيضاعف مشكلات البيئة، التي تعاني أصلاً من الإهمال والتخريب.

وأشار خبراء البيئة إلى أن التصّدع الذي يحصل في شبكات الصرف الصحي التي هي قديمة أصلاً وتعاني من الثقوب والانكسارات، سوف يزيد من تلوّث الآبار، التي هي المعين للسكان في أفريقيا، تزودهم بالماء الصالح للشرب، وكذلك لارواء المزروعات. لذا يجب العمل سريعاً على إصلاح تلك الشبكات ، ويفضل إستبدالها بجديدة، وإلاّ، سيكون الوضع كارثياً.

وليس بعيداً عالمنا العربيّ من هذا الموضوع، الذي يعاني من شحة المياه، فمثلاً، يمتنع المواطن اللبناني بتاتاً من شرب الماء من الصنبور، مستعيضاً عنه بمياه القناني، ولا يخلو بيت في العراق من فلتر تصفية المياه، كما تحذر الدول الأوربيّة مواطنيها في حال سفرهم إلى العراق من شرب الماء مباشرة من الصنبور.

ولا تنجو بقية الدول العربية من هذه المشكلة التي تتفاقم بعيدة من ايجاد الحلول الناجعة لها. وفي موضوع متصّل، يتعلق الأمر بشبكات الصرف الصحي، إذ، تلجأ بعض الدول العربية إلى تصريف المياه الثقيلة إلى البحر ما يهدّد الأحياء البحرية مباشرة، والثروة السمكيّة. ويعرّض ماء البحر إلى التغيير في نسبة مكوناته. والأنكى، تعتمد بعض المناطق الزراعيّة في الريف المصري، على المياه الثقيلة في انتاج وري المحاصيل الموسمية والفواكه. ما يرفع نسبة الإصابة المباشرة بالامراض الخطيرة، بسبب السموم التي تحتويها تلك المياه.

وذكر التقرير: quot;بأن الماء الملوّث يقتل أربعة آلاف طفلاً يوميّاً في أفريقيا-جنوب الصحراءquot;. ما يخفض عمر هؤلاء الأطفال، مقارنة بأقرانهم في الدول الأوربية، أو في حتى البلدان الأخرى الأقل فقراً من أفريقيا. أصبح خطر الماء الملّوث بمنزلة الأوبئة والحروب، والجدير ذكره، بحسب التقارير الدوليّة، أن هناك فرداً واحداً من بين خمسة محروم من الماء، وفرداً واحداً من بين أثنين، يستعمل الماء الصالح للشرب، وأن 304 مليون شخصاً يموتون سنوياً، نصفهم أطفال، بسبب الماء الملّوث.

تبقى هذه النسب مقبولة على الرغم من خطورتها، التي تشير إلى همجيّة الإنسان في تعامله مع أخيه الأنسان ومع البيئة، ولكن الوضع التراجيدي سيتفاقم بسبب حروب المياه القادمة نيابة عن حروب النفط، إن، لم تنظّم الموارد المائية بين البلدان ذات العلاقة المباشرة، بما يسمى دول المنبع والمصّب، مثل؛ العراق وسوريا، مصر والسودان.