مشكلة الصرف الصحي وعدم توافر دورات مياه صحية في الدول الفقيرة أصبحت تشكل خطراً داهماً علي صحة الإنسان وعلى البيئة.
صلاح سليمان: هناك أكثر من 2.6 مليار إنسان حول العالم ليس لديهم حمامات أومراحيض وذلك وفق لجان شؤون البيئة العالمية أي نسبة تقدر ب 40% من سكان العالم،الغالبية العظمي منهم هم من الفقراء، يقضون حاجتهم في الخلاء وفي الطرق والمياه الجارية وهو الأمر الذي يترتب عليه أثار وخيمة من جراء ذلك قد تصل الي إنتشار الأوبئة بين البشر والإضرار بنظافة البيئة وتلوث مصادرالمياه التي قد يستخدمها الفقراء في الشراب علي سبيل المثال ينتشر وباء الكوليرا في المناطق الفقيرة نتيجة تلوث المياه. يذهب الإنسان غالباًالي الحمام من 5 الي 6 مرات يومياً للتخلص من فضلات الطعام المتبقية بعد الهضم وجملة ما يقضيه الإنسان في الحمام تقدر بحوالي 3 سنوات من عمره.لذلك نري أن الدول المتقدمة تهتم بنظم الصرف والمجاري الصحية، حيث يمكن الإشارة الي أنه ليس ثمة مشكلة توجد بشأن صرف المجاري في أوروبا وأمريكا وأن الحمامات العمومية مثل حمامات البيوت نظيفة للغاية. من المفجع أن يموت كل يوم عدد 4 الي 5 آلاف طفل يومياً من جراء محنة سوء الصرف الصحي في الدول الفقيرة وفي تفنيد آخر للكلمات فإن هذا العدد من الموتي يضاهي نفس العدد موزع علي 15 طائرة ركاب كبيرة الحجم ومن المثير ان سقوط طائرة واحدة تجذب أهتمام وسائل الأعلام في العالم كله لكن موت كل هذا العدد من الأطفال بسبب مشكلة الصرف الصحي لايحرك مشاعر العالم ولا يجذب انتباه أحد. إن الدول التي تتمتع بمستوي إقتصادي مرتفع عليها واجب انشاء وسائل صحية للتخلص من الصرف الصحي بطريقة صحية، في الهند مثلا نجد أن مدينة تشيناي تتمتع بمناخ حار لمدة 10 اشهر في السنة، لذلك فإنك تلاحظ أن الرجال يتبولون طوال الوقت علي قارعة الطريق وفي هذا الإطار يتساءل البعض لماذا تستطيع النساء التحكم في التبول ولا يفعل الرجال ذلك ويطالب البعض بفرض غرامة علي التبول في الطرق العامة والحدائق العامة.
إن مشكلة الصرف الصحي لائؤدي الي خسائر بيئية أو صحية فقط إنما ايضاً الي خسائر إقتصادية ذلك أن مرض الأطفال يجعل الأمهات يجلسن معهن في البيوت من أجل الرعاية والتمريض وهذا يعني عدم ذهابهن الي العمل مما يتسبب في خسائر إقتصادية في البلاد علي المدي البعيد.
ان عدم الإهتمام علي المستوي السياسي من قبل الحكومات في الدول الفقيرة بمشلكة الصرف الصحي يرجعها البعض الي الحساسية المفرطة من قبل الوزراء في الخوض في مشاريع من هذا الشكل في نفس الوقت الذي يرحبون فيه بمشاريع من نوعيات اخري مثل افتتاح المستشفيات والمدارس وغيرها من تلك المشاريع، من ناحية أخري يري خبراء الصرف الصحي أن تلك المشكلة يمكن حلها عن طريق التكنولوجيا الجديدة وعن طريق استثمارات عاجلة في مجال الصرف الصحي عن طريق تصنيع مراحيض صديقة للبيئة لاتكون باهظة الثمن ولا تستهلك ماء كثير.
لقد قامت إحدي الشركات العالمية بتطوير تواليت يمكنه الفصل بين الماء والبراز حيث يتم استخدامه في السماد ويتم معالجة الماء واعادة تدويره لاستخدامه في المشاريع الزراعية.
قد لايعرف البعض ان هناك منظمة عالمية يطلق عليها quot;منظمة المراحيض العالميةquot; وهي منظمة خيرية تتخذ من سنغافورة مقراً لها وتبني سياستها علي الدعوة الي المبادئ الصحية في الأماكن العامة وهي تهدف الي اخراج وسائل الصرف الصحي من دائرة السخرية والمحظورات بحث يتم مناقشتها مناقشة مستفيضة دون حرج فالناس تتحدث بكل حر ية عن ما يدخل في فم الانسان ولا يتحدثون عن ما يخرج منه لذلك فهي تدعو الناس الي ابداء استيائهم من المراحيض القذرة والعمل علي بناء مراحيض صحية،تضم هذه المنظمة في عضويتها رابطة المراحيض البريطانية و17 منظمة مماثلة من 13 دولة ووضعت قائمة ضمت عشرة مواصفات للمراحيض وان العمل بها يجعل الانسان سعيد وبعيد عن الأوبئة والأمراض وتقيم في يوم 19 من نوفمبر من كل عام يوماً عالمياً للمراحيض يتم فيه القاء النصح والإرشادات والدعوة لآن يمتلك كل شخص حمام نظيف وجيد.
ان الحمام الجيد في اي بيت هو ببساطة عنوان لمستوي اهل البيت الجيد ففي الدول الآوروبية والدول المتقدمة هناك أهتمام كبير بمستوي نظافة الحمام غير المستوي الذي يظهر به في الدول الفقيرة علي أنه مجرد ركن مظلم وكريه في البيت.
التعليقات