بمناسبة مرور مئة عام على إنشاء حديقة بلفدير طالب عدد من محبي الحديقة باعادة الاعتبار لها.


محمد بن رجب من تونس:بقرار من المجلس البلدي تقرر إحداث منتزه البلفدير عام 1892 وتم الإختيار على غابة من الزيتون تمسح 110 هكتارا تقع على ربوة وتم توفير الأشجار من الحديقة التجريبية التي بعثت بتونس عام 1891.

وبعد الإنتهاء من أعمال التهيئة والزراعة في سنة 1897. بقي منتزه البلفدير مغلقا أمام الزائرين لمدة عشر سنوات من أجل ضمان أفضل الظروف لنمو كسائه النباتي وفي سنة 1910 وقع تدشين المنتزه بصفة رسمية و اليوم، وحسب تعداد بلدي، يعد المنتزه أكثر من 230.000 شجرة.

لقد تقرر إنشاء حديقة الحيوانات بتونس عام 1963 و شمل المشروع خمسة هكتارات عام 1969 و يتواجد بها 155 نوعا من الحيوانات و1200 حيوان.
وتتوزع حديقة الحيوانات بمنتزه البلفدير على مساحة 13 هكتارا وهي مقصد كل الفئات الاجتماعية، خاصة أطفال المدارس ويوجد بها حاليا نحو 90 نوعا من الطيور و60 نوعا من الثدييات و5 أنواع من الزواحف.

حديقة الحيوانات كانت بتصميم من قبل مهندسي المناظر الطبيعية لمدينة كولونيا الألمانية وهي عبارة عن نظام بيئي حقيقي في المناطق الحضرية مع مجموعة غنية من النباتات، منطقة لا تزال تحتفظ بأصالتها و أسلوب المناظر الطبيعية وهي عبارة عن تراث ثقافي و ليست قطعة من الطبيعة و مكان للإسترخاء و اكتشاف الطبيعة.
يعد منتزه البلفيدير أول منتزه حضري يقع تركيزه بالعاصمة. وهو لا يزال إلى اليوم أكبر المنتزهات الحضرية وأكثرها أهمية في البلاد. منذ أن تم فتحه للعموم، صار منتزه البلفيدير المكان المفضل للنزهة والتجوال بالنسبة لسكان العاصمة

يحتضن المنتزه حفلات راقصة و سباقات للسيارات واستعراضات عسكرية. منذ افتتاحه أمام الجمهور أصبح منتزه البلفيدير مكان التجوال المفضل لدى التونسيين، يشهد السفح المشرف على كامل المنتزه أيام الآحاد والعطل تدفق العائلات لتناول الغداء في الهواء الطلق وممارسي رياضة الكرة الحديدية وبالرغم من منافسة فضاءات ترفيهية أخرى فإن منتزه البلفيدير يظل الفضاء الأكثر تميزا والأكثر جذبا للزوار الذين يزورونه بالآلاف يوميا.

يعتبر منتزه البلفدير القلب النابض للمدينة يتوجب إعطاؤه المكانة التي يستحقها وخاصة حمايته من مختلف أشكال التردي كالتلوث والرعي وصيد العصافير واقتلاع النباتات والزحف العمراني... لحماية هذه الثروة البيئية والثقافية عمد مجموعة من المتطوعين المهتمين بمستقبل المنتزه إلى تأسيس جمعية لهذا الغرض بمساعدة بلدية تونس، هكذا عرفت جمعية quot;أحباء البلفيديرquot; النور يوم 10 مارس 1989 في إطار الحرص على التراث البيئي و الثقافي لهذه الحديقة. ومن أهدافها الحفاظ على التوازن البيئي و دمج الأنشطة الإبداعية و التعليمية و الدعوة إلى خلق مساحات خضراء وحدائق عامة في المناطق الحضرية في مدن أخرى.

يحتضن المنتزه حفلات راقصة و سباقات للسيارات واستعراضات عسكرية. منذ افتتاحه أمام الجمهور أصبح منتزه البلفيدير مكان التجوال المفضل لدى التونسيين، يشهد السفح المشرف على كامل المنتزه أيام الآحاد والعطل تدفق العائلات لتناول الغداء في الهواء الطلق وممارسي رياضة الكرة الحديدية وبالرغم من منافسة فضاءات ترفيهية أخرى فإن منتزه البلفيدير يظل الفضاء الأكثر تميزا والأكثر جذبا للزوار الذين يزورونه بالآلاف يوميا.

حديقة البلفدير تتضمن مقهى على الطراز الأندلسي و بحيرة اصطناعية مليئة بالبط إلى جانب الممرات الملتوية التي يطوف من خلالها الزائرون بمختلف أرجاء الحديقة.
ويتجاوز عدد زائري حديقة البلفدير المليون سنويا، زوار في سائر الأيام و خاصة في الأعياد و عطلات نهاية الأسبوع و خلال العطل المدرسية ومن جميع مدن البلاد لأنها الأهم في الحدائق التونسية.

أحد الخبراء اليابانيين في البيئة قال بأن غالبية أشجار حديقة البلفدير تنحدر من أصول أجنبية وبالضبط من القارات الخمس وتعد أشجارا مسنّة و بالتالي اصبحت غير قادرة على القيام بدورها في امتصاص الغازات و بالتالي يجب العمل على تجديد الأشجار بغراسات جديدة و اقترح تقسيم الحديقة إلى فضاء خاص بالحيوانات وآخر للترفيه إلى جانب تهيئة بحيرات وتتضمن تربية الأسماك وغراسة النباتات المائية.

وكانت جمعية أحباء البلفدير نظمت قبل أسبوع بمناسبة الإحتفال السنوي بعيد الشجرة ورشة للتفكير حول السبل الكفيلة بإعادة الإعتبار للحديقة ذات المساحة الشاسعة فهذه الحديقة التي تعتبر الرئة التي يتنفس بها سكان العاصمة التونسية لما تتضمنه من أشجار متنوعة تقوم بتنقية الهواء المنبعث من كل مكان، الحديقة تتوفر على عدد من النباتات المهددة بالانقراض وذلك للحفاظ على التراث الجيني والأنواع النباتية القديمة الموجودة في الحديقة ومن الأنواع المهددة بالإنقراض وهي اللبخ ((rubginosa و دراكو (Dracena) و فينيكس ( Canarinsis) و الصفراء (secondiflora) و ( Sapotillier) و كذلك إدخال النباتات إلى العادات التونسية والمحافظة عليها.

اعتبر زين العابدين بن عيسى رئيس جمعية أحباء البلفدير في حديث لـquot;إيلافquot; أنّ الثورة التونسية أنقذت فعلا هذا المعلم التاريخي و البيئي الذي كان من أطماع الرئيس المخلوع و أصهاره وهو وأعضاء جمعية أحباء البلفدير تمكنوا أخيرا من الإحتفال بعيد الشجرة.

و أشار زين العابدين بن عيسى إلى اقتراحه على إقامة مشروع الحدائق المشتركة بهدف تشريك السكان المحيطين بالحديقة و المجاورين لها في الحفاظ عليها و على نظافتها و بالتالي المحافظة على المساحات الخضراء وذلك من خلال تمكينهم من مساحات يتم استغلالها في نباتات الزينة ويمسح المشروع قرابة الهكتارين.

ومن بين المشاكل التي أشار إليها رئيس جمعية أحباء البلفدير أنّ رخصا عديدة للبناء منحت لعديد المواطنين الذين بنوا مساكن في محيط الحديقة وقد تمّ الآن إيقاف ذلك كما أنّ البعض يفتقد للسلوك الحضاري من جيران الحديقة فتراه يرمي بالفضلات المنزلية داخل المنتزه خلال الليل وقال :quot; نهيب بهؤلاء المحافظة على نظافة الحديقة quot; و أضاف بن عيسى :quot; طالبنا بأن يصدر قانون من وزارة الثقافة يعدّ حديقة البلفدير من بين المعالم التاريخية والأثرية التي يجب المحافظة عليها و احترام خصوصيتها.quot;