أهميته قصوى للإنسان في كل المجالات
الماء سريع التلوث وينقل الامراض


د.مزاحم مبارك مال الله: لايمكن إعادة التفكير مرة ثانية حول أهمية الماء للكائن الحي، خصوصًا الإنسان والذي يشكل حوالى ثلثي وزنه و90% من دمه وحوالى 22% من عظامه ، ولايمكن للإنسان أن يعيش فترة طويلة( أقصى فترة ممكنة خمسة ايام ) بدون ماء حيث تتوقف كل الفعاليات والأنشطة الحيوية في داخل الجسم . إن الحد الأدنى لما يحتاجه الإنسان يومياً وبشكل عام حوالى لترين وتزداد الكمية عند مزاولة الأنشطة المختلفة وبارتفاع درجة حرارة الجو أو حسب الظروف البيئية والمهنية .
الماء سريع التلوث وناقل سريع أيضاً للعديد من الأمراض والسبب كونه مذيبا طبيعيا للكثير من المواد والعناصر فإلى جانب إذابته للفيتامينات والمعادن فبإمكانه أن يحوي وينقل البكتيريا الفيروسات والفطريات والطفيليات والأشنات والخمائر والمواد المتفسخة إضافة الى المواد المشعة .

هناك مجموعتان من الماء وكما معروف، الماء الجوفي والماء السطحي وكلاهما قابلان للتلوث ولايوجد ماء نقي إلا ذلك الذي تتم معالجته في خزانات ومعامل التنقية الصحية، لقد ثبت أن الماء الذي اعتاد عليه الناس كمياه الأمطار مثلاً حينما يُخزن للاستعمالات الشخصية المختلفة وللشرب، إنه متلوث بالعديد من الملوثات المنتشرة بالجو كعوادم السيارات والمعامل وكالأتربة وما تحتويه من بكتيريا وغيرها ،وكذلك مياه الينابيع فإنها تحتوي على العديد من المواد الصلبة المذابة . إن الماء النقي يجب أن يكون نقياً من الناحيتين الكيماوية (مواد وعناصر كيماوية) والحياتية ( بكتيريا وغيرها ) .
المدن والقرى والأرياف والصحارى والجبال ، ولكل من هذه التشكيلات خصائصها ولكن في جميع الأحوال يجب مراعاة وصول الماء الصالح للاستعمال البشري الى هذه المناطق وهي من واجبات الدولة . المدن يصلها ماء الأسالة والذي يفترض فيه أن يكون ماء صالحا للاستعمال ، أما في القرى والأرياف فهم غالباً ما يستخدمون ماء السواقي والترع والجداول ، أما المناطق الجبلية فتكثر فيها العيون ، وكل هذه المياه تحمل نسبا متفاوتة من التلوث الكيماوي و/أو الحياتي

إن مد شبكة الأنابيب الحديثة لنقل الماء الصافي أو الصالح للاستعمال الى المواطنين هي أحد أهم واجبات أي حكومة تتبوأ سدة الحكم . أما الواقع الحالي فيقول إن الماء الذي يصل الى المواطنين غير صالح ، وفيه العديد من الملوثات فشبكة أنابيب نقل الماء قديمة وفيها الكثير من التكسرات ما أدى الى اختلاط الماء المعالج بالكلور بالمياه الثقيلة ، إن تلوث هذا الماء أدى الى تحويل العديد من المناطق الى بؤر وبائية لأخطر الأمراض منها التيفوئيد ، إلتهاب الكبد الفيروسي والكوليرا والعديد من الأمراض المعوية الحادة .
إن المواطن ساهم بشكل أو بآخر بالوصول الى هذه النتائج وهذا الواقع الأليم، فلديه عادات وسلوكيات غير صحية فعلى الجهات الصحية المختصة أن تساهم بشكل جاد في إعلان ثورة تثقيفية توعوية تحد من مخاطر انتشار الأمراض الفتاكة والتي تنتقل بوساطة الماء .وتتحمل وزارة البيئة الوزر الأعظم في الحد من مظاهر التلوث ، فليس اصدار التعليمات والأوامر والقوانين بكافٍ لتحديد أو تقليل مخاطر التلوث والقادمة من المعامل والمصانع والتي ترسل بنفاياتها الى النهرين والفروع المتصلة بهما ، وإنما المتابعة العملية الدقيقة لتنفيذ والالتزام بتلك التعليمات والقوانين .

إن الشعب في حيرة كبيرة من أمره فهو بين مطرقة تلوث الماء وسندان الاحتياج إليه فصور الحصار المائي متعددة الأوجه من الماء الخالي من الكلور ، الى الثلج الملوث بشتى أصناف الملوثات مروراً بانقطاعه لأيام فيضطر المواطن للعودة الى الأساليب القديمة في استعمال مياه السواقي والجداول ، أما إذا كان متمكنا فيشتري الماء المعبأ ومع ذلك فالعديد من هذه الأنواع غير صحية .
ولأجل اكتمال الفائدة فلابأس ان نعرّج على طرق معالجة الماء :
1.الغلي : يمكن غلي الماء للتخلص من التلوثات الحياتية ولكن لا يساعد على التخلص من شوائب الرصاص والزئبق رغم ضآلة نسبتيهما .
2.التعقيم بالكلور:ويمكن ضمان قتل البكتيريا بوساطته ، الكلور يزول بارتفاع حرارة الماء فيتبخر بعد أن يؤدي مفعوله شريطة إضافته من مصادر الضخ . ( هناك نوع من الحبوب المعقمة وهي من مشتقات الكلور وتباع في الصيدليات يمكن إضافة حبة واحدة لكل عشرين لتر من الماء ).
3.التقطير : وهذه طريقة واسعة الاستخدام حيث يسخّن الماء ومن ثم يترك ليبرد .
4.الترشيح : وذلك بإمرار الماء بفلاتر خاصة وهي أنواع ( فلاتر مؤكسدة، ميكانيكية ، محايدة وفلاتر الكاربون ) .
5.التناضح : خاصية يحدث فيها تبادل بين السوائل مختلفة الكثافة ومفصولة عن بعضها بغشاء خاص فيتجانس تركيبها ثم يمرر الماء بفلاتر خاصة .