طلال سلامة من روما: تلقي دراسة جديدة الضوء على التركيبة المعقدة للدموع، المعروفة علمياً باسم الفلم الدمعيٌ. وقد يجلب هذا الاكتشاف معه المنافع لملايين الأشخاص، حول العالم.
وتتكون تركيبة الدموع من ثلاث طبقات رئيسية. الأولى مخاطية والثانية مائية والثالثة دهنية، وهذه كلها تخرج معاً من كل قناة من القنوات الدمعية. ولكل طبقة من هذه الطبقات وظيفة حيوية وأساسية. فالطبقة المخاطية(موجودة في قلب تركيبة الدموع) وظيفتها الحرص على توزيع السائل الدمعي على شتى أجزاء العين كي لا تتعرض أجزاء منها للجفاف. فالإنسان الواقف مثلا تبقى عيناه لزجتان مرطبتان في الجزء العلوي على الرغم من أن قانون الجاذبية يقضي بنزول الدمع إلى الجزء السفلي. وكذلك الحال لمن ينام على جنبه الأيمن أو الأيسر فإن عينه تبقي مرطبة بالدموع وغير معرضة للجفاف.
أما الطبقة الثانية فهي الطبقة المائية ونجدها بين الطبقة المخاطية وتلك الدهنية. وتتكون هذه الطبقة من عناصر ومركبات كما الالكتروليت والأحماض العضوية والأمينية والبروتينات المضادة للبكتيريا. أما الطبقة الثالثة فهي الطبقة الدهنية وهي الواجهة الخارجية للدمعة. وتكمن وظيفة هذه الطبقة بشكل أساسي في منع تبخر الدموع لتفادي تعرض العين للجفاف، من جهة، وإبقاء حواف الجفون والقرنية رطبة لزجة نتيجة كثافة المادة الزيتية الموجودة فيها، من جهة أخرى.
في المدة الأخيرة، تركزت دراسة الباحثين في جامعة quot;أوهايوquot; على الطبقة الدهنية أين اكتشفوا أنواع معينة من الدهون، كما الأوليوميد (Oleamide) الذي كان حضوره في تركيبة الدموع مجهولاً قبل اليوم. بالطبع، سيساعد الاكتشاف على فهم بعض الأسباب المجهولة التي تؤدي الى جفاف العيون وهو نقص في دموع العين. ويمكن حل هذه المشكلة جزئياً بواسطة الدموع الاصطناعية. في بعض الأحيان، تسبب هذه المشكلة في مشاكل جدية في الرؤية. إن الأشخاص المصابين بجفاف في العيون لا يستطيعون العيش في البيئة الجافة أو الغرف المكيٌفة. وقد تلحق هذه المشكلة أضراراً ميكروسكوبية بقرنية العين التي قد تتحول تدريجياً الى أضرار تؤذي مباشرة الرؤية.
يذكر أن جفاف العيون يصيب على الأقل 13 مليون شخص، في الولايات المتحدة الأميركية وحدها.