طلال سلامة من برن (سويسرا): أضحى من السهل تشخيص الملاريا، التي تقتل سنوياً أكثر من مليون شخص، حول العالم، أغلبهم يعيشون في الدول النامية. و90 في المئة من حالات الوفيات تحصد الأطفال الفقراء. هذا ويعتبر تشخيص مرض الملاريا مشكلة بحد ذاته في الدول النامية التي تنقصها المختبرات وحتى الميكروسكوبات الضرورية لتحليل عينات الدم. وفي أغلب الأوقات، لا نجد أثراً لأي فحص منوط بالعثور على أنتيجين الملاريا، وهو بروتين سكري.في هذا الصدد، ابتكر الباحثون في جامعة كاليفورنيا الأميركية علكة ثورية ستزيل العقبات أمام آلية تشخيص، شبه مستحيلة في الدول الفقيرة.

تدعى العلكة quot;ماليفاquot; (Maliva) وينبغي مضغها كأي نوع من أنواع العلكة التقليدية. وتستطيع هذه العلكة جمع عينة لعاب كافية لرصد المؤشرات الرئيسية لمرض الملاريا من دون الحاجة الى أخذ عينة من دم المريض. وثمة ثلاثة بروتينات، عثر عليها في فحوص أنتيجين الملاريا، يمكن تعقبها في اللعاب كذلك. بواسطة زرع جزئيات نانومترية مغناطيسية داخل العلكة ينجح الطبيب في رصد هذه البروتينات الثلاثة أم لا. ثم يكفي مضغ علكة quot;ماليفاquot; لبضع دقائق. ما يسمح للعاب، الذي يحتوي على جزئيات انتجتها بكتيريا الملاريا، الصعود الى الفم. هنا، تدخل الجزئيات النانومترية المغناطيسية، المغطاة بأجسام مضادة قادرة على استقطاب جزئيات الملاريا، عملها.

في المرحلة الأخيرة، يتم وضع العلكة الممضوغة على نوع من الورق الخاص. هكذا، ينبغي على الجزئيات النانومترية، التي التصقت بها بروتينات الملاريا، أن تكوٌن خطاً مستقيماً رقيقاً على هذه الورقة. في حال عدم تكوٌن هذا الخط، فان الشخص غير مصاب بالملاريا. سيتم استعمال علكة quot;ماليفاquot; طبياً اعتباراً من العام القادم.