يفيدنا الباحثون، في جامعة هارفارد، أن استهلاك اللحوم الحمراء غير ضالعة في الاصابة بالأمراض القلبية. ويؤكد الباحثون غياب هذه العلاقة بعد تحليل عشرات الدراسات السابقة التي طالت مئات الآلاف من المتطوعين. ولا علاقة أيضاً لأكل لحوم الخروف والخنزير، في الاصابة بهكذا أمراض، في حال لم يتم الاستهلاك بصورة مبالغ بها. مقابل ذلك، نجد أن اللحوم المصنعة، كما المقانق(الهوت دوغ) وغيرها، تدخل قفص الاتهام. اذ ان أكلها يزيد خطر الاصابة بأمراض الأوعية القلبية، بنسبة 42 في المئة، والسكري بنسبة 19 في المئة. ويعود السبب في ذلك الى أن تصنيع هذه اللحوم يعتمد على استعمال المواد الحافظة، أي المواد الكيميائية التي تضاف الى الأطعمة. كما تحتوي على كمية كبيرة من الملح والدهون والكولسترول. في الحقيقة، لا ينبغي ازالة اللحوم المصنعة من الحمية شرط أن يتم استهلاكها، باعتدال، من قبل أولئك الأصحاء، القادرين على الحصول على منافع عدة، من جراء أكلها.

في مطلق الأحوال، ما زال الأطباء السويسريين يجدون علاقة بين أكل اللحوم الحمراء وارتفاع خطر الاصابة بالأمراض القلبية من جراء كميات الدهون العالية التي تحويها. كما أن اللحوم الحمراء تحتوي على عامل، معروف باسم (Red Meat Factor)، ضالع في تطوير السرطان. ولا يعزي السويسريين الأمر الى اللحوم الحمراء، بحد ذاتها، انما الى طريقة الطهي، السليمة أم الضارة. فالأجزاء المحروقة مثلاً، لدى شوي اللحوم الحمراء، تساعد في انتاج نوع من الأحماض الأمينية، المسرطنة.

بالطبع، فان طهي اللحوم الحمراء، بصورة سليمة، يحمل معه فوائد صحية ضخمة بسبب القيمة البيولوجية للبروتينات، المخزنة داخلها، وهي الأفضل اطلاقاً، انما تأتي في المركز الثاني بعد الفوائد العظيمة لأكل البيض. لنمو الطفل ولصحة الحامل، ينصح الأطباء السويسريين أكل اللحوم الحمراء المتوجب طبخها وفق بارومترات معينة. وان توقفنا مثلاً للتحدث عن لحم الحصان لوجدنا أن كل 100 غرام منها يحوي 3.9 مليغراماً من مادة الحديد سهلة الامتصاص، بالجسم.