نجح باحثون في إنتاج جسم مضاد جديد يحد بنسبة تزيد عن الـ 60 % من الآثار المدمرة للنوبات القلبية والسكتات الدماغية التي قد تداهم الإنسان. ____________________________________________________________________________________

أشار باحثونبريطانيونأن الكشفعن جسم مضاد للحد من النوبات القلبية من الممكن أن يستخدم أيضاً لمنع الجسم من مهاجمة الأعضاء التي يتم نقلها عند الخضوع لعمليات زراعة الأعضاء. وقال البروفيسور فيلهلم سكوايبل، الذي أجرى العمل البحثي الجديد في جامعة ليستر البريطانية الرائدة، إن هذا الكشف قد يكون الإنجاز الأكبر حتى الآن على طريق معالجة اثنين من أبرز الأمراض القاتلة في بريطانيا. ومن المعلوم أن النوبات القلبية والسكتات الدماغية يحدثان نتيجة لوقف تدفق الدم بسبب حدوث جلطة أو نزيف، ومن ثم حرمان بعض الأجزاء والمناطق في الجسم من تيار الأكسجين.

لكن الجزء الأكبر من الضرر الدائم يحدث في وقت لاحق ndash; عندما يتم استعادة الدورة الدموية في نهاية المطاف ndash; وتقوم دفاعات الجسم بمهاجمة الخلايا التي تحتاج للأكسجين. ويتسبب هذا التأثير، الذي يبدأ بعد مرور مدة تتراوح ما بين 9 إلى 12 ساعة بعد التعرض لأزمة قلبية أو سكتة دماغية ndash; في حدوث التهابات ضخمة وأكثر من 80 % من الأضرار الدائمة. وهو ما يؤدي غالباً إلى الوفاة وخفض كبير في جودة الحياة بالنسبة للأشخاص الذين ينجون من النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

وتوصل الآن باحثون في جامعة ليستر إلى حقنة طبية جديدة، يزعمون أنها تمنع بفعالية الجسم من مهاجمة الخلايا التي تحتاج للأكسجين. وهو ما يسمح لتلك الخلايا بأن تحصل على ما تحتاجه من الأكسجين بصورة عادية، وبالتالي يقل الضرر الدائم بشكل كبير. وقد تم تجربة هذا البحث على مجموعة من فئران التجارب وحيوانات ثديية أكثر تقدماً وتم عرضه أيضاً لكي يُجرّب على دم الإنسان في المختبر.

وقالت صحيفة التلغراف البريطانية إنه يُتَوقع أن تبدأ التجارب البشرية في غضون عامين. ونقلت الصحيفة في هذا الإطار عن البروفيسور فيلهلم، قوله quot; قد تكون هذه هي أكبر طفرة في علاج النوبات القلبية والسكتات الدماغية من أي وقت مضى. لم نصدق نحن وأطباء القلب ما شاهدناه. والأمر المذهل هو أن العقار الجديد يمكن أن يُمنَح للمريض بعد مرور مدة طويلة من تعرضه للنوبة القلبية أو السكتة الدماغيةquot;.

ولفت فيلهلم إلى أن العلاج الجديد هذا قد يحظى بتأثيرات إيجابية أكبر من أدوية quot;ستاتينquot;، التي تعني بتخفيض نسبة الكولسترول في الدم ويتناولها أكثر من 2 مليون بريطاني. ومن الجدير ذكره أن ما يقرب من 200 ألف مواطن بريطاني يموتون سنوياً جراء الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية، بما فيها أمراض القلب والسكتة الدماغية.