دعت دراسة أميركية حديثة الى ضرورة وضع إجراءات صحية لخفض معدل الوفيات لدى الرجال ليساوي معدل النساء.

____________________________________________________________________________________

إن الاعتقاد السائد الذي يتمحور حول عمر النساء حيث يكون أطول من الرجال أثبتته دراسات علمية عدة منها دراسة نشرت في الولايات المتحدة الاميركية قالت ان الرجال يتعرضون لمخاطر صحية أكثر من النساء وان احتمال تعرضهم للموت لأي سبب تقريبا، بدءا من امراض القلب وانتهاءا بالجريمة هو أعلى نسبيا من النساء.

ففي حين ان الرجال اكثر عرضة من النساء للموت في كل مراحل حياتهم،فان الباحثين قد وجدوا ان الاخطار لديهم هي اكبر في السنوات الاولى من العشرينات، وفي الاعمار المتأخرة، وهذا ما استدعى الأطباء في الولايات المتحدة الى رفع الصوت مطالبين بتحسين صحة الرجال.وأفادوا ان ما يقارب من 500 الف رجل يمكن انقاذهم في اميركا اذا ما تم العمل على تغيير معدل وفاة الرجال الى ما يقارب المعدل الخاص بالنساء.

وقام بالدراسة المذكورة فريق من العلماء من جامعة ميتشغين ، حيث قاموا بدراسة حالات الوفاة المبكرة لدى الرجال في عشرين بلد، فوجدوا ان الرجال الذين تتراوح أعمارهم ما بين الـ20 و30 كانوا أكثر عرضة للموت بثلاث مرات من لنساء اللواتي من نفس الفئة العمرية. والرجال حتى الخمسين من العمر كانوا اكثر تعرضا للموت من النساء بنسبة الضعف، وحتى في المراحل المتقدمة اكثر من العمر بقي الرجال اكثر تعرضا من النساء وظل معدل الموت لديهم أكبر.

وعلى الرغم من ان الأرقام والنسب قد بنيت على أبحاث أجريت في الولايات المتحدة الا ان العلماء لاحظوا الميل نفسه في الدول العشرين التي اجروا فيها تجاربهم. فقد صرحوا ان نماذج متشابهة لهذه النتائج قد وجدت مثلا في ايرلندا والنمسا وروسيا وسننغافورا والمكسيك والبرازيل.

ومن المعروف تاريخيا ان الرجال كانوا دائما في خطر أكبر للموت مقارنة بالنساء ، لكن الباحثين أفادوا ان نتائجهم أظهرت ان الفجوة الحاصلة بين معدلات الوفاة بين الرجال والنساء قد اتسعت بشكل كبير منذ عام 1940، وهم يعتقدون ان جزءا من أسباب هذه الفجوة يمكن ان يكون بسبب استفادة النساء من التقدم الطبي اكثر من الرجال، كما وان التقدم التكنولوجي مثل تطوير أسلحة أكثر فعالية واختراع سيارات ذات سرعة أكبر قد زاد من بلاء الرجال.

ويقول الباحثون ان الذكورية الان قد اضحت العامل الاحصائي السكاني الاوحد والاكبر للموت المبكّر، وان النتائج التي تم التوصل اليها يجب ان تشجع الحكومات الان على تغيير الطريقة التي يتعامل بها مع المواضيع المتعلقة بصحة الرجال. واذا ما تم التمكن من جعل معدلات الوفاة عند الرجال توازي تلك لدى النساء، فان ذلك يعني تقديم فائدة أكبر من تلك التي قد تنجز بايجاد حلا نهائي لأمراض السرطان.