على عكس ما شاع في القرن الـ 20 عن أن الرجال من كوكب المريخ (إله الحروب لدى الإغريق) والنساء من كوكب الزهرة (إلهة الحب والخصب)، الرجال والنساء ينتمون إلى نفس الكوكب لكن دراسة علمية أظهرت أننا على عكس ما زعم الكتاب الذي يحمل عنوان quot;الرجال من المريخ والنساء من الزهرةquot; نتصرف بشكل متشابه حين نكون في حالة الحب سواء كان الشخص رجلا أو إمرأة، سويا أو مثليا.

وجاء هذا الاستنتاج إثر دراسة قام بها البروفسور سمير زكي وجون رومايا من كلية الطب في جامعة لندن على نشاط الدماغ خلال فترة وقوع صاحبه في شباك الحب. وقام الباحثان بتوجيه أسئلة لأربعة وعشرين متطوعا خلال مشاهدتهم صورا لمعشوقيهم إضافة إلى صور أصدقاء من نفس الجنس لكنهم لا يشعرون بعاطفة غرامية تجاههم.

في الوقت نفسه جرى مسح أدمغة المشاركين في التجربة بواسطة جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي. تتراوح أعمار المشاركين ما بين 19 و47 سنة ويبلغ عمر علاقة الحب التي تجمعهم بشركائهم العاطفيين ما بين 4 أشهر و23 سنة.

وكان نصف المشاركين من النساء (ست منهن من الأسوياء وست أخريات من المثليين) والنصف الآخر من الرجال (ستة منهم من الاسوياء وستة منهم من المثليين). وطلب من المشاركين في تحديد معدل مشاعرهم تجاه شركائهم العاطفيين قبل وبعد إجراء المسح لأدمغتهم.

أظهرت النتائج نمطا متشابها من الفعالية بين مختلف المجاميع الأربع وهذا يتضمن المناطق اللحائية وما دونها في الدماغ خصوصا في المناطق الغنية بنشاط المحولات العصبية المسؤولة عن منح الشعور بالرضا.

كذلك أظهرت الدراسة أن الحب أعمى. إذ تم العثور على أجزاء كبيرة من القشرة الدماغية في حالة انطفاء حين تعرض صور الشركاء العاطفيين أمام عشاقهم المشاركين في التجربة. ويعتقد أن هذه المناطق الخامدة في قشرة الدماغ مسؤولة عن تكوين وإصدار الأحكام النقدية. وقال البروفسور زكي لمراسل الديلي تلغراف اللندنية إن quot; الحب الرومانسي الجارف يُستحث بواسطة المدخول البصري الذي يمتاز بخلق حالة من التوق الحارق وفقدان الشعور بالمكان.