وجد الباحثون أن مسكّنات الألم على مثال الأسبيرين والإيبوبروفين تخفف من فعالية فئة شعبية من العقاقير المضادة للاكتئاب بما فيها البروزاك وسيليكسا.

وفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، فسرت دراسة حديثة سبب انعدام تأثير أكثر المضادات للاكتئاب فعالية لكل الناس. ففي أفضل الحالات، يتجاوب حوالى الثلثين فقط من المرضى على سيليكسا أو مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الاختيارية. ومن المعلوم أنّ مضادات الالتهاب هي فئة شائعة لتسكين الآلام وتتضمن الأسبيرين والإيبوبروفين وتخلو من الأسيتومينيفين.

في هذا السياق، يشير جنيفر وارنر-شميت، معد الدراسة وباحث في "جامعة روكفيلر" في نيويورك، إلى وجود علاقة متعارضة بين مضادات للالتهاب ومثبطات اعادة امتصاص السيروتونين الاختيارية. ويضيف قائلاً: "إن هذا قد يكون سبب بطء التجاوب في المرضى الذين يتناولون مثبطات اعادة امتصاص السيروتونين الاختيارية". وتم نشر الاستنتاج الذي يلزمه دراسات متعمّقة أكثر في صحيفة "إجراءات الأكاديمية القومية للعلوم".

ولا يبدو جليًا من الدراسة ما إذا كان تناول الإيبوبروفين لوجع رأس عرضي كافيًا لانعدام مفعول المضاد للالتهاب أو ما إذا كان الاستعمال الطويل الأمد لظرف على مثال التهاب المفاصل يكون مفعوله مثبطاً. فإنّ مضادات الالتهابات التي تتشكل بشكل رئيسي من مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الاختيارية تمثل ثاني دواء اكثر شعبية يتم وصفه في الولايات المتحدة في العام الفائت ويسفر عن 11،6 مليار دولار أميركي كدخل صافٍ من المبيعات علماً أن ثمة 253 مليون وصفة لمضادات الالتهاب في الولايات المتحدة في العام 2010.

ففي البداية، نظر الباحثون في"جامعة روكفيلر" إلى التغيّرات الطارئة على واسم كيميائي وبيولوجي للانهيار العصبي في الفئران عندما تمّ حقنها باستمرار بمثبط اعادة امتصاص السيروتونين الاختياري أو مضاد للالتهابات أو الاثنين معاً. واتضح لهم أنه في حال وجود أي أثر لدى دمج الاثنين معاً، قد يكون في تحسين عوارض الانهيار العصبي إذ أنّ الاشتعال وهو ردّة فعل نظام المناعة على الالتهاب، قد يفاقم الانهيار العصبي أو يتسبب به في بعض الناس، بحسب ما جاء على لسان الدكتور وارنر-شميت. وقد وجدوا أنّ الفئران التي تم حقنها بدمج الاثنين معًا تظهر ردة فعل طفيفة أو لا تظهر أية ردة فعل البتة على مضادات الالتهاب بالمقارنة مع فريق الفئران الذي تم حقنه بمثبطات اعادة امتصاص السيروتونين الاختيارية فقط. فالفئران التي تم حقنها بمضادات الالتهابات وحسب لم تظهر أي تغيّر في واسم البروتيين.

ومن ثمّ تطلع الباحثون إلى ما إذا ثمة دليل على هذا الأثر في الانسان. وبعد فحص بيانات وردت من اختبار 4000 مريض يعاني من الانهيار العصبي، اكتشفوا أنه ثمة فارق كبير بالفعل. فإن عوراض الانهيار العصبي على مثال الشعور بالانحطاط أوالبكاء المتكرر غير الاعتيادي أو تناقص الشهية في المرضى الذين تناولوا سيليكسا تلاشت بنسبة 55 في المئة من الوقت، إلا أنّ هذا المعدّل تراجع إلى 45 في المئة لدى الأفراد الذين تناولوا أيضًا مضاد للالتهاب.

بالرغم من أن النتائج أولية وتقتضي تكرارها، يقول الخبراء أن العيادة قد يكون لها تأثيرات على المرضى الذين يتناولون الدواءين. في هذا السياق، يقول الباحث في الانهيار العصبي الذي لم يتدخّل في هذه الدراسة ستيف ونجل: quot;ولئن لم يثبّت ذلك في دراسات معمّقة، فيدل الأمر على وجوب استخدام علاج مغاير للمرضى الذين يتناولون مضادات التهاب لاستيروديةquot; على مثال الذين يعانون التهاب المفاصل. إلا أنّ الدكتور ونجل قال إن الألم الجسدي قد يفاقم الانهيار العصبي، لذا فإنّ المرضى الذين يتناولون الدواءين قد يواجهون معالجة أصعب لانهيارهم العصبي.

ويشار إلى أنّ الباحثين من "جامعة روكفيلر" يخططون للقيام بدراسة تلاحق مستخدمي مثبطات اعادة امتصاص السيروتونين الاختيارية عبر الزمن للتحقيق جيدًا في القضية علمًا أنّ بعضهم يتناول مضادات الالتهاب اللاستيرودية وبعضهم الآخر لا يتناولها.

في هذا الصدد، يقول البوفسور النفساني في المركز الطبي الخاص بجامعة تكساس في دالاس الدكتور تريفيدي إنه لا يحث المرضى الذين يعانون انهيارًا عصبيًا من وقف تناول مضادات الالتهاب اللاستيرودية مستندين إلى الاستنتاجات ولكن إن لم يستجيبوا جيدًا لمثبطات اعادة امتصاص السيروتونين الاختيارية، فقد يقيّم ما إذا كانوا يحتاجون إلى مسكّن للألم. فالمرضى الذين يتناولون تلك العقاقير لا ينبغي أن يوقفوا تناولها على هواهم، كما يجدر بهم استشارة طبيبهم إن ساورهم القلق.

فلا يبدو جليًّا سبب كبح مضادات الالتهاب اللاستيرودية تأثير مثبطات اعادة امتصاص السيروتونين الاختيارية، ولكن قد يقتصر الأمر بكل بساطة على التفاعل بين الدواءين بحيث أنّ مضادات الالتهاب اللاستيرودية تمنع توصّل مثبطات اعادة امتصاص السيروتونين الاختيارية إلى الدماغ.