توصل العلماء الى محصلة مفادها أن حكة الجلد المعروفة بمرض مورجيلونز هي مجرد وهم.


يشعر البعض منا أحيانا بدبيب نمل أو ما يشابه تحت جلدنا. ويكون هذا الشعور دائما عند البعض الآخر. فهم يشكون من ان جلدهم يعج بحشرات أو طفيليات ، وهي حالة تُسمى مرض مورجيلونز الذي يسبب حكة قوية. ولكن أطباء الأمراض الجلدية وصفوا هذا الشعور بالوهم. والآن أكدت دراسة جديدة ان هذا الاحساس بوجود كائنات دقيقة تمشي تحت الجلد يرتبط في الواقع بالدماغ أكثر منه بوجود حشرات فعلا.

المصابون بمرض مورجيلونز كثيرا ما يأتون بألياف ورقائق من جلدهم يقولون انها ناجمة عن حشرات للتدليل على اصابتهم بل ويجلبون حشرات الى الطبيب قائلين انها خرجت من جلدهم. لذا قرر باحثون في مستشفى مايو كلينك الأميركي المعروف ان يدرسوا حالات 108 مرضى يقولون ذلك و80 عينة قدموها للأطباء. وأُخضع المرضى للمراقبة في المستشفى على امتداد سبع سنوات انتهت في عام 2007. وأُخذت عينة من الأنسجة من 80 مريضا.

وكان التشخيص النهائي أنها اصابة جلدية وهمية. واكتشف الباحثون ان أكثر من 60 في المئة من المرضى مصابون بالتهاب جلدي شائع يسبب طفحا وحكة يمكن ان تدفع المصاب الى الظن بوجود مخلوقات صغيرة تدب تحت جلده. وكان مرضى آخرون مصابين بتقرح وتآكل ومشاكل جلدية أخرى كثيرا ما يكون سببها هرش الجلد ونتفه. ولكن الباحثين لم يشخصوا اصابة واحدة سببها طفيليات.

ومن بين 80 عينة جلبها المرضى كانت 10 منها حشرات قالوا انها خرجت من جلدهم ولكن لم تكن بينها حشرة واحدة قادرة على اصابة الجسم. وفي حالة واحدة جاء مريض بقملة من قمل العانة الذي قد يصيب الجسم لكنه لا يسبب حكة من قمة الرأس الى اخمص القدم. وكان من بين العينات الأخرى قراد وذباب فواكه. أما الألياف التي قدمها المرضى فأظهر الفحص الميكروسكوبي أنها بشرة ميتة وقشور جروح مندملة وخيوط ضمادات والياف نسيجية ومخلفات يومية.

ولكن رغم كل هذه الأدلة فان من المستبعد ان يقتنع كثير من المرضى بأنهم مصابون بمرض مورجيلونز الذي يوحي بدبيب حشرات. ونقلت مجلة تايم عن مارك ديفيز بروفيسور الامراض الجلدية في مستشفى مايو كلينك ان المريض يشعر بالغم لأنه يعتقد ان جلده مصاب بصنوف شتى من الآفات في حين لا يجد الأطباء شيئا لكنهم يراجعون العيادات والمستشفيات طالبين العلاج بعدما خُربت حياتهم.

ويقول أطباء ان الاشارة الى هؤلاء الأشخاص بأنهم يعانون من مرض نفسي ويحتاجون الى علاج خاص.