من أغرب التجارب التي قام بها معهد طبي الماني هي تلك التي طبقت على مدخن يحاول منذ سنوات التوقف عن التدخين لكن دون فائدة، لانه لم يلمس الفوائد الكبيرة من ذلك. لذا قبل الخضوع للتجربة التي تخلو من أي مخاطر على حياته والنتائج جعلته حقا يقلع عن هذه العادة السيئة.
_____________________________________________________________

يقول كلاوس هنينغ البالغ من العمر 40 عاما لم أكن أعرف الاضرار الحقيقية للمواد في التبغ الا بعد ان كشفتها التجربة التي اخضعت لها ودامت عاما كاملا. ففي أحد الايام قرأت إعلان لمعهد حماية الصحة والحياة في فرانكفورت يطلب متطوعين يخضعون لتجربة الامتناع عن التدخين، ولانني حاولت مرارا ولم أنجح قررت خوض التجربة وكانت النتائج غير متوقعة بالنسبة لي.

فبعد مرور 48 ساعة على الانقطاع عن التدخين طوعا، شعرت بان نبض القلب والضغط الدموي قد أصبحا أفضل وفي اليوم التالي اخضعت لقياس مستوى الاوكسجين في الدم فثبت انه ازداد. وبعد مرور 3 أيام اجريت فحوصا مخبرية اكدت بان جسمي قد تخلص من كمية كبيرة من أول اكسيد الكربون وبدأت الرئتان بطرح الشوائب من الغشاء المخاطي. وبعد اسبوع اصبح تنفسي افضل ومستوى قوة الجسم احسن مقارنة مع الفترة ماقبل البدء بالتجربة.

ولاحظ الاطباء بعد شهر زيادة نشاط الدورة الدموية ما سمح لي بممارسة الرياضة من دون عوائق لأنني كنت اشعر بالتعب بعد دقائق من الجري على سبيل المثال. وما ان مضى ستة اشهر حتى ازداد نشاط الرئة بمعدل 10 في المائة وزال السعال والوزيز الذي كان يرافقني منذ استيقاظي من النوم صباحا.

وبعد تسعة أشهر انخفض معدل حدوث الشعور بالضغط في القفص الصدري الى 50 في المائة، والان وبعد عام اشعر بانني عدت الى وضعي الطبيعي قبل التدخين. وفي هذا المجال يقول مارك يوليش الطبيب الذي اشرف على التجربة يحاول 70 في المائة من المدخنين الاقلاع عن هذه العادة السيئة لكن دون جدوى.

ومن اجل توضيح خطورة التدخين يتم توزيع منشورات تشرح التأثيرات السلبية له على كل أجهزة الانسان من دون اسثناء، منها الدماغ.
فالتدخين يؤثر على هذا العضو الفعال عبر النيكوتين الذي يسبب الادمان حيث تصبح عتبة التنبيه العصبية عالية وتصبح عملية الاقلاع أصعب. اضافة الى ذلك يؤدي التدخين الى تخريش جدران الاوعية الدموية الدماغية، فتصبح امكانية ترسب الكوليسترول والكلس اكبر، وبالتالي يحدث التجلط الدموي والسكتة الدماغية لدى غالبية المدخنين.

وفيما يتعلق بالقلب فان التدخين يؤدي الى إفراز أول اوكسيد الكربون الذي يرتبط مع الدم، ما يسبب في نقص الاكسجة وزيادة نسبة حدوث تجلط الدم. كما يؤدي التدخين الى تبدلات وتصلب في اوعية القلب وبالتالي تصبح امكانية حدوث الذبحات القلبية والسكتة القلبية اكبر. لا داعي للحديث عن تأثير التدخين على الرئتين، فاكثر من 90 في المائة من الاصابات بسرطان الرئة سببها التدخين، فهو يؤدي الى إضعاف الطبقة الداخلية للرئتين وغياب الاحساس بالسعال وضعف منعكس طرد الاجسام الغربية، لذلك يتجمع المخاط في الرئتين وتصبح إمكانية حدوث توسع القصبات والتهاب الرئتين أكبر بكثير من الحالات العادية. ويؤدي ضعف الطبقة الداخلية الى اضعاف تبادل الغازات والى نقص الاكسجة لدى الانسان.

ويسبب التدخين مجموعة من الاضطرابات في المعدة، أهمها زيادة الحموضة فيها وزيادة فرص حدوث القرحة الهضمية اضافة الى زيادة التهابات المعدة وزيادة فرص التهاب الامعاء المناعي اللانوعي، وزيادة امكانية حدوث سرطان المريء والمعدة والامعاء. ويؤدي التدخين الى إضعاف حاسة الشم والى زيادة إفراز المخاط وبالتالي تزاداد احتمالات حدوث الالتهابات والاحتقان في الانف.

ويمكن ان يؤدي التدخين الى اضطرابات في الرؤية والى العمى على المدى البعيد خاصة بالنسبة للمصابين بالسكري، وهذه الحالة تدعي بالتنكسات الشبكية المرتبطة مع العمر. ويؤثر التدخين على اقلال عمليات الاكسدة في البلاسما ويقلل من مضادات الاكسدة التي تحمي العينين. ويسبب في ضعف جدران الاوعية الدموية بين الشبكية والصلبة وبالتالي الى اضعاف التروية الدموية الى العين.

ويؤدي التدخين الى ضعف امتصاص الكلس وهشاشة العظام، خاصة لدى النساء، ويؤثر في هورمون الاستروجين الذي يعتبر أساسيا في بناء العظام لدى النساء. ويسبب التدخين الى ترقق الطبقة المرنة للجلد وضعف الياف الكولاجين، ما ينتج عنه حدوث التجاعيد المبكرة، كما يؤدي الى ضعف التدفق الدموي الى الجلد وحدوث القشرة وتساقط الشعر بشكل سريع.