حوار صريح مع الصحافي السعودي فارس بن حزام الحربي
أجرته أميرة القحطاني: وجه إعلامي تميز بالهدوء والجراءة.. اقتحم عالم الصحافة وأصبحت له مصادرة الخاصة التي يعجز عن معرفتها الصحفي العادي والتي دفعت بالبعض لى مضايقته. دخل السجن ومُنع من الكتابة لفترة. انتقل إلى قناة العربية وأصبح وجهه مألوفا لدى مشاهديها خصوصاً بعد كل عملية إرهابية تنفذ في المملكة العربية السعودية، أو في المناطق المحيطة. تخصص في شئون quot;القاعدة quot;. انه الصحافي السعودي الشاب فارس بن حزام الحربي .
* فارس بن حزام متى بدأت تفكر في اقتحام مهنة المتاعب؟
- ربما صدفة حققها خطأ ارتكبه أحد أقربائي، الذي ملأ استمارة القبول في جامعة الملك سعود، فبدلاً من اختيار quot;كلية العلوم الإداريةquot;، اختار لي quot;كلية الآدابquot;، فتم القبول، وحاولت أن أصحح الاختيار، وقد توفر لي، لكني تخاذلت، لأبدأ في قسم الإعلام، الذي دفعني إلى العمل الصحافي الميداني عبر صحيفة quot;اليومquot; فور انتهاء الفصل الدراسي الأول من العام الجامعي، كان ذلك عام 1996.
* نود أن نعرف فارس ابن الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعة.
- الأهم أني لم أكن متميزاً في دراستي، لو كنت كذلك لاستعرضت بطولات عظيمة. الإهمال هو سمتي في تلك المرحلة مع عدم المبالاة، رغم الحرص الشديد على مكانة مرموقة لدى المعلمين في مراحلة الدراسة. لا أحمل من الذكريات سوى بعض الأسماء التي عبر أصحابها كزملاء دراسة، وصارت هذه الأسماء نجوماً في مسيرة quot;القاعدةquot; أو في غيرها. ففي المرحلة الثانوية، أذكر أن من طلابها، في المرحلة ذاتها بالنسبة لي، محمد راشد داود العوهلي الذي فجر السفارة الأميركية في نيروبي في السابع من أغسطس 1998، وفي الجامعة زاملت مشعل المطيري، الممثل السعودي الذي قام ببطولة مسلسل quot;الحور العينquot; المثير للجدل. ثم... لا أذكر الكثير الآن، فممالك أحلامي الصغيرة مازالت تنمو.
* ما هي العوائق التي مررت بها في بداياتك؟
- هل من عوائق؟ لا أعتقد حتى الآن. أنا رفيق دائم للحظ الحسن الذي رافقني كثيرا ولن أخذله في القادم من العمر، هذا تقييمي. وقد تعلمت شيئاً، ألا أتخندق في صف واحد تجاه آخر في العمل. أعني تجنب الشللية المتفشية في العمل الإعلامي.
* تنقلت كثيراً بين الصحف السعودية ثم خرجت منها باتجاه التلفزيون ثم عدت إلى صحيفة quot;الرياضquot; مع استمرارك في العربية. هل كان هناك من يضايقك ويحاول دفعك إلى خارج هذا المجال؟
- تجربتي الإعلامية قصيرة، فهي لا تتجاوز 10 أعوام، وشهدت تنقلي المتكرر بين صحف quot;اليومquot; وquot;الرياضquot; وquot;الوطنquot; وquot;الشرق الأوسطquot;. وكان البحث المجدي عن مكان لائق هو المبرر الوحيد لهذا التنقل، ذلك المكان الذي يخلو من النظرة الدونية، أو عدم احترام الدور الذي كنت أقدمه مع البدايات المتعثرة. رغم أني قد أعود لمكان غادرته فأجدني في مرتبة متقدمة، بينما ذوي النظرة القاصرة مازالوا في مواقعهم لم يتطوروا ولم يتحسن حالهم، ومثالي في ذلك بعض الأشخاص في صحيفة quot;الرياضquot;. أما تجربة التلفزيون، فلم أخطط لها ولم أسأل عنها. قبل quot;العربيةquot; خضت تجربة قصيرة وجيدة مع شبكة أوربت، حين أسست مع فريق صحافي متميز، منه الزميلة ناهد باشطح والصديق عادل الحوشان، برنامج quot;من الرياضquot; على قناة quot;اليومquot;، واستطاع هذا البرنامج في زمن قصير أن ينجز حضوراً جيداً في الوسط، ثم غادرته مع الفريق الإعلامي نفسه؛ لاختلاف في وجهات النظر مع المشرف العام.
* قرار منعك من الكتابة بأمر وزير الإعلام السعودي متى حدث ولماذا؟ وكيف تلقيته ومتى تجاوزته؟
- هو قرار إبريل 2002، كما أحب تسمية هذه القرارات على غرار قرارات مجلس الأمن الشهيرة، ولم يكن من الوزير تحديداً، حينها كنت مع صحيفة quot;الوطنquot;، وصدر مع نهاية
قامتي في سجن المباحث في الدمام التي قاربت على الشهر، وشمل هذا القرار معي رئيس التحرير آنذاك قينان الغامدي، وغادرنا معاً، وقد نص القرار : quot;إبعاد الصحافي فارس بن حزام الحربي من العمل في الصحافة السعودية نهائياًquot;. انقضى عام كامل على الإيقاف، ثم حصل تواصل مع عبدالرحمن الراشد، رئيس تحرير quot;الشرق الأوسطquot; آنذاك، لأبدأ تجربة جديدة مع الصحيفة الدولية، على أساس أن قرار الإبعاد لا يشمل الصحف الصادرة خارج البلاد، وأمضيت شهري الأول، لأفاجأ بأن القرار شهد توسعاً جغرافياً وشمل أقاصي أوروبا، وبذلك يحقق القرار ذاته صفة الدولية كما هو حال قرارات مجلس الأمن!.. من جانبي، خضعت للسلم. أما الصحيفة فآثرت عدم إثارة البلبلة، حيث رأى رئيس التحرير عدم استحداث جبهة نزاع طالما أن فرص العثور على حلول متوافرة. أكد الراشد على استمراري دون إظهار أسمي على المواد المنشورة، ريثما يتم تسوية الموضوع، الذي أحيل إلى الأمير فيصل بن سلمان، رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، وهي الناشر للصحيفة. بذل الأمير جهده لتسوية الموضوع الذي كان على مستوى رفيع جداً، وأكد على أن فارس quot;ولد طيبquot;، وquot;أليفquot;، وأضيف أنا: quot;مواطن صالحquot;. وبعد كل السبل السلمية والمناشدات التي استغرقت 3 أشهر جاء الفرج، وانتهت القصة، وعاود اسمي إلى الظهور. إلاّ أني ربما عاودت quot;الهذيانquot; خلال 7 أشهر انقضت على الإفراج، ليصدر قرار منع آخر، لم يستمر طويلاً، ولكن تخلله استضافة أخرى في المباحث العامة حيث رأوا في quot;هذيانيquot; الأخير ترويجاً لأنشطة quot;القاعدةquot;!. ثم عدت quot;مواطناً صالحاً quot; بقرار يسمح لي بالعمل من جديد، إلا أني ارتأيت لأسباب خاصة التوقف عن العمل الصحافي نهائياً.فارس مع زميله محمد أبو عبيد
* كانت لك تجربة مع السجن. ماذا أعطتك هذه التجربة وماذا أخذت منك؟
- الخوض في تفاصيل هذه التجربة قد يؤثر على حضوري في الصحافة السعودية، أو على شاشة quot;العربيةquot;. ولكن العرب لا يغضبون من المدح، أقول: في سجوننا لا نعاني مشقة كبيرة، خاصة حينما يكون المسجون صحافي وقراره صادر من أعلى المستويات، والذي يحقق معه ضابط برتبة عميد منتدب خصيصاً له من مدينة بعيدة. في الإقامة الأولى، كنت قد عُرِفت بالصحافي المشاكس في القضايا المحلية، وقد خلق لي بعض النجومية لدى عامة الجمهور، وأذكر أن بعض السجانين كانوا يعرفوني بالاسم، وأحدهم كان يتقرب إلي شاكياً همومه من بعض الدوائر الحكومية؛ لعلي أساعده في إنجازها بالنشر في الصحيفة بعد خروجي من السجن. أحدهم طالبني بالكتابة عن استعباد العسكر من قبل الضباط. وأثناء الإقامة الثانية 2004، كان الضباط يتنصلون من ملف قضيتي لمعرفتهم الشخصية بي وطيب العلاقة بيننا. أحدهم أوكل إلى زميله الاتصال بي للحضور؛ لأنه محرج من تواجده حين إحالتي للسجن. ضابط آخر في التحقيق كان يرجو مديره أن يجنبه القضية؛ لأنه محرج من التحدث إلي في قضية هي quot;أقرب إلى الأضحوكةquot;!
* فارس بن حزام الآن مستشار لدى قناة العربية في شؤون الجماعات المسلحة أو القاعدة وما يتبعها. أولاً: كيف وصل ابن حزام إلى العربية؟ ثانياً: كيف أصبحت مستشاراً أو خبيراً في شؤون الجماعات الإرهابية؟
- بداية، لست مستشاراً، أنا صحافي في غرفة الأخبار، مسئوليتي تنحصر في أخبار منطقة الخليج من جانب، وكل ما يعني بالجماعات المسلحة عربياً من جانب آخر. واستغرب إصرار بعض المتابعين على وصفي بـquot;الخبيرquot;، رغم أن التعريف المصاحب لاسمي حين الظهور التلفزيوني هو: quot;صحافي متخصص في شئون تنظيم القاعدةquot;. وهو ما أنا عليه بالفعل، أني صحافي، ولكن خصصت نفسي لقضية واحدة اشتغل عليها منذ 3 سنوات، فمنذ بدء أحداث العنف في السعودية منتصف عام 2003، حيث بدأت للتو مع quot;الشرق الأوسطquot;، قررت أن أركز عملي على شأن واحد، كي أنجح فيه. قد يكون الأمر لافتاً بعض الشيء؛ لأن هذه التسمية غير متوافرة في صحافتنا العربية، وليس في هذه التسمية حرج على الإطلاق. أمر آخر، الفارق بين خروجي من quot;الشرق الأوسطquot; والتحاقي بـquot;العربيةquot; 6 أشهر، وبعض الحاذقين حاول التلميح إلى أن خروجي كان تكتيكاً خاصاً بيني وبين الراشد، وهو ما أنفيه تماماً؛ لأنني حين أود الانتقال إلى مكان آخر فلن أتردد في مكاشفة مرجعي الوظيفي. الراشد بدوره كان يخشى هذا التفسير من قيادة quot;الشرق الأوسطquot;.
* هذا ليس إصرارا على تسميتك بالخبير ولكنني من متابعي قناة العربية وقد سمعت منذ فتره ليست بالقريبة إحدى مذيعات العربية وهي تقول quot;فارس بن حزام الخبير في شؤون القاعدة أو الجماعات المسلحةquot; وأنا اعتذر عن هذا الخطأ ولا اعلم هل هو خطأ في السمع لديّ أم انه خطأ غير مقصود من المذيعة.
- هذه مشكلة بسيطة حصلت مع الزملاء والزميلات أثناء الاستضافة، تنطق صفة quot;خبيرquot;، بينما يكتب وصف quot;صحافي متخصصquot;، لكنها زالت بعد تنبهي لهم دائماً. ليست أكثر من خطأ تم تجاوزه. وعموماً، صفة quot;خبيرquot; لا أفضلها حتى لكبار المحللين وأعتقهم، فهي صفة تحمل من المبالغة الشيء الكثير، لأنها ترتقي سريعاً إلى صفة quot;خبير استراتيجيquot;، وهذا كله ضحك، وغير منطقي، الوصف الموضوعي هو quot;مختصquot;.
* هناك هموم كثيرة لأبناء بلدك وهناك هموم كثيرة لدى الخليجيين والعرب. لماذا تقف في زاوية محدده (الإرهاب) وتكتب عنها؟ لماذا لا يكون هناك تنوع خصوصا وان هناك من يتوق إلى كتاباتك القديمة والمتنوعة؟
- اسأل دائماً عن هذا الأمر، وقد فضلت التخصص في مسألة لم يذهب إليها أي صحافي في بلادي حتى يومنا هذا، الذي نشارف فيه استكمال العام الثالث منذ بدء quot;القاعدةquot; نشاطها المركز في السعودية.
* ألا تخشى أن يسبب لك هذا الأمر إشكاليات مع تلك الجماعات؟ خصوصا وانك تعرف عنهم الكثير.
- المتاعب قد تأتي من الطرفين (الحكومة والقاعدة)، فأن تكون محايداً وسط الفريقين فلا تستبعد أن تطالك لكماتهم.
* هل تعتقد أن من يشن هجوما على مقالاتك التي تنشر في العربية له علاقة بهذه الجماعات؟
- يجوز ذلك، ولكني لا أخذه بشكل قطعي، فلست اقصائياً إلى هذه الدرجة التي تجلعني أضع المخالفين لآرائي في صفاف quot;القاعدةquot;. وبالمناسبة، فأنا مؤيد لما ينشر، فهذه المقالات تكون منشورة عادة في صحيفتي quot;الرياضquot; أو quot;الحياةquot; ويتم نقلها إلى quot;العربية نتquot; أو مواقع إلكترونية أخرى. وقد فوجئت في بادئ الأمر أن الردود المنشورة ليست سلبية، ولا تعكس الحال في منتديات حوار إلكترونية معروفة، وحين سألت الزملاء المشرفين، فوجئت أنهم يجاملوني بعدم نشر كل ما يسيء لي أو يشكك في إمكاناتي، فرجوتهم بنشر كل رد، فهذا حق للقارئ أن يقول ما يريده، وقد ينزعج المهاجمون من إفشائي لهذا السر، ولكنها قناعاتي بأن هناك قارئ ناضج يقارن بين المقال والردود، ويكتشف أن كثير منها كتب دون قراءة المقال، كتب لمجرد أنه لا يحبذ الكاتب، وقد استجاب الزملاء في موقع quot;الوفاقquot; لطلبي وبدأوا نشر التعليقات السلبية في الآونة الأخيرة. وقد تلحظين أن هناك تعليقات ثابتة تتكرر كل مرة quot;مجرد نسخ ولصقquot;. بعض المهاجمين هم أصدقاء، بعضهم زملاء عمل أو مهنة، بعضهم زملاء سابقين في الدراسة. اكتشفهم بين فترة وأخرى ولكن لا أحب الاتصال بهم هاتفياً لأفاجئهم باكتشافي. أدعهم يكتبون لأنه حقهم. ما يجب معرفته أنني لست فناناً أو لاعب كرة يبحث عن معجبين يزينون حياتهم بصوره.
* الحقيقة كررت طرح سؤال على ضيوفي وهم قلة وارى انك أكثرهم تخصصا في هذا الأمر ومن الضروري أن أطرحه عليك: هل تؤمن بالحوار مع الجماعات المسلحة؟ ولماذا؟
- أين هم أولاً؟! وحين نجدهم، فلا بأس من الحوار معهم. بعض أفكارهم واقعية وغالبيتها يعوزها الوعي الجاد، وبعضها لا يمس الواقع بتاتاً.
* ما يحدث في العراق (قتل وإرهاب ومقاومة) كيف يقيم ابن حزام الوضع في العراق اليوم؟ وكيف يمكن أن نفصل بين الإرهاب والمقاومة هناك؟
- هناك مقاومة وهناك عكسها. ما وجدته في تتبعي للجماعات الناشطة في العراق، أن غالبية التنظيمات الوطنية لا توجه بنادقها إلا باتجاه المحتل، ولا يدين هذا القانون أو الأعراف. ولكن من المقاومة الوافدة وبعض الوطنية quot;البعثيةquot; تنشط على تراب العراق من أبناء الوطن ومن مقدراته. ونحن لا نعرف عبر الإعلام إلا quot;القاعدةquot; في حين أن الصورة أوسع من هذا التنظيم، فهو لا يشكل إلا تنظيم واحد من بين 10 تنظيمات قوية. المشكلة القائمة حالياً أن التنظيمات الوطنية تحمل أوزار quot;القاعدةquot; والبعثيين والخارجين عن جادة مفهوم المقاومة الحقيقي. وهم يتحملون ذلك كاملة لأنهم لا يدينون صراحة دمويتهم، ولا يقفون في وجهها، مما أضاع قضيتهم وشوه صورة المقاومة المبررة. ولكن لا نغفل أن العنف الحاصل تشترك به ميلشيات مسلحة!. في المحصلة اكرر السؤال الذي يردده الصديق يحيى سبعي دائما: quot;الآن.. ما هو الواضح في العراق، بحق؟quot;
* هل تعتقد أن أمريكا حولت تربة العراق إلى تربة خصبة أنتجت جيلا جديدا من الإرهابيين؟
- أميركا نجحت جداً في تقليص المساحة الجغرافية بين quot;القاعدةquot; والخليج العربي والقدس، فبعد أن كانوا في أفغانستان، هم اليوم في العراق أقرب وأقوى.
* بعض دول الخليج لم تصلها يد الإرهاب، هناك من يتوقع وصول الإرهاب إليها وهناك من يستبعد ذلك. ماذا تتوقع أنت بصفتك ملما بأمور هذه الجماعات؟
- لا دولة في منأى عن نيران quot;القاعدةquot;، حتى لو كانت quot;نيران صديقةquot;.
* وبعيداً عن الإرهاب، يقول المضيء تركي الدخيل انك صاحب الفضل في إصدار كتابة quot;ذكريات رجل سمينquot;. هل يفكر فارس بن حزام في إصدار كتاب يحكي تجربته في عالم الإعلام والتي اعتقد بأنها رقم قصرها ثرية؟
- أولاً يشكر تركي على إشارته، ثانياً، فباعتقادي أن أي تجربة يمكن أن تكتب، كل قصة لها أن تروى إذا كان فيها ما هو مختلف. قد ترين أن تجربتي فيها ما يروى، ولكن حين أجد عشرة زملاء يذهبون إلى ما تذهبين إليه سأشرع في كتابة القصة، رغم أنها قد تكون مؤذية لكاتبها كثيراً؛ لأن القصة إذا لم تأت كاملة وكاشفة لكل ما يخفى عن العامة من المتابعين فلا تستحق العناء والورق.
* ماذا عن إعداد وتقديم البرامج التلفزيونية هل تراودك هذه الأفكار خصوصا وانك تعمل في قناة إخبارية كبيرة؟
- التقديم التلفزيوني يتطلب 3 عناصر: الصورة الجيدة، الصوت الجيد، الأداء الجيد، وهذه الثلاثة العناصر ليست في قائمة قدراتي، لذا لم تراودني حكاية التقديم. الحضور كضيف يكفيني، وهو ثقيل على بعض المشاهدين بحد ذاته، فكيف سيكون الحال حين يتحول الضيف إلى مقدم؟!
* لماذا تتحدث بالنيابة عن المشاهدين؟ اترك هذا الأمر لهم وبما أنني من المشاهدين أريدك أن تعرف بأنني فخوره بأبناء الخليج أمثالك والذين أراهم يثبتون وجودهم عبر وسائل الإعلام
- إذن، هي مسألة جنسية، وليست موهبة!
- اعتقد بأنك تقصد بأنني متحيزة لأبناء الخليج أي إنني عنصرية والحقيقة أنا من أكثر المتمسكين بالقومية العربية رغم أفول نجمها ولكن لقلة عدد الوجوه الخليجية الشابة والتي لاتصل إلى عدد أصابع اليد أجد في داخلي سعادة عندما أرى احدهم على الشاشة وأنت يا أستاذ فارس تعلق على قضايا إرهابية ولا تقدم برنامجاً لتتحدث عن الموهبة أنا فقط تحدثت عن إثبات الوجود على الشاشة وفي الصحافة وأتمنى أن تقدم برنامجاً وان تكون موهوبا وتنجح في ذلك.
- خاتمة كلامك كانت أمنية، والأماني بعيدة عن حياتي العملية. أنت تطمحين إلى وجود عنصر خليجي على الشاشة، أي أن المسألة لا تفرق إن كان فارساً أم غيره. هنا، في مجموعة mbcquot;quot;، الخليجيون يتكاثرون. أقدرهم بحوالي السبعين في دبي، ومنهم قرابة الخمسين سعودياً وسعودية، لكن المشاهد لا يعرف إلا تركي الدخيل وحسين شبكشي. بالمناسبة، يقال أن لي حظوة خاصة، وتعامل مختلف من هرم القناة، وأنني الشخص الأقرب إلى ذاك الهرم، بمعنى أن طلباتي لا ترد، سأفكر لإشباع غرورك في أن أطلب من الهرم برنامجاً!
- ليس لدي غرور يا أستاذ فارس لتشبعه وآسف أن يأخذ الحديث هذا المنحنى وأنا لا أتكلم عن الذين يعملون خلف الكواليس أنا اعرف بأنهم يملئون المؤسسات الإعلامية ولكنني تحدثت عن الوجوه الخليجية التي تظهر على الشاشات العربية بشكل عام والتي تعد على الأصابع.
* إلى ماذا يتطلع اليوم فارس ابن حزام؟ وما هو هدفه القادم؟
- لا شيء يستحق ذكره وأراه في الأفق. مغادرة quot;العربيةquot; والتفرغ لإنتاجي الشخصي، هو أول مشروع والأقرب. لا يعني ذلك أني لست سعيداً، بل العكس، فتجربتي مع القناة هي أفضل تجربة صحافية خضتها، ولكن أجد أن لدي بعض الأعمال الكتابية تستحق التفرغ لإنجازها في الوقت القريب قبل أن تذهب قيمتها. إذن، فكرة المغادرة مطروحة بشكل جاد.
* شارفت على سن الثلاثين ومازلت أعزباً، هل أنت على خطى الإعلاميين السعوديين في المهجر كمديرك عبد الرحمن الراشد؟
- الراشد وعثمان العمير ومطر الأحمدي، وزملاء عرفوا بأنهم أشهر العزاب السعوديين، ذكروا في غير مرة أسباب عدم زواجهم وبقائهم في خانة العزاب، الخانة التي لا تخولهم دخول بعض مطاعم الرياض نهار الجمعة. من جانبي، لست على خطاهم، ولا أملك موقفاً من المؤسسة الزوجية. سأفكر بالزواج حين أجد المناسبة لي. أشعر أنها لن تكون سعودية. دعيني اقرأ كفي، وأتطلع إلى مستقبلي: لبنانية، بشعر أشقر، وقد تكون في دبي!
* أخيراً ماذا تعني لك الدمام وماذا تعني لك بلدك الثانية دبي؟
- فيها ولادتي ومحياي ومماتي بإذن الله. ودبي مدينة خليجية ترتدي ربطة عنق. لا أشعر فيها بالغربة. الأصدقاء كثر والزوار من السعودية يمرون كسحابة لا ينقطع مطرها. كل أسبوع أنا على موعد مع صديق أو قريب قادم من بلادي، إضافة إلى أني لا أغيب طويلاً عن الدمام، أزورها كل شهرين لأمضي فيها أسبوعين في كل مرة. ساعة تحليق عبر الطائرة تنقلني من بيتي إلى بيتي. دبي، مدينة أشعر أني سأبقى فيها طويلاً، حتى بدون quot;العربيةquot; أو عمل صحافي.
ونحن نقول (حياك الله) يا فارس في دبي وهي فعلا بلد الجميع ويسعدنا وجودك بها وشكرا لك هذا اللقاء.
التعليقات