رحّب رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان بالتقارب السوري السعودي مبديًا تفاؤله بما قد يعود عليه من نتائج ايجابية لتعزيز الاستقرار الداخلي، ولم تخف مصادر سياسية أيضا تفاؤلها معتبرة أن الجو الحالي أفضل من السابق على الرغم من اشكال عين الرمانة الذي أودى بحياة مواطن.

بيروت، وكالات: أكدت أوساط مقربة من رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان ان سليمان هو من دعاة التلاقي العربي ـ العربي، وبالتالي فإنه يرحب بالتقارب السوري ـ السعودي الذي من شأنه أن يصب في مصلحة لبنان وان يسهل تشكيل حكومة منتجة، بما يقود إلى تعزيز الاستقرار الداخلي. واعتبرت هذه الأوساط أن زيارة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز إلى دمشق مهمة جدًا، لافتة الانتباه إلى أن جدول أعمالها يطال كل ملفات المنطقة، وليس لبنان فقط، quot;لكن وبما أن أوضاع المنطقة تتفاعل في لبنان، فمن الطبيعي أن يتأثر إيجابًا بأي تحسن قد يطرأ عليهاquot;.

الجو أفضل من السابق

كما لاحظت أوساط سياسية مواكبة للاتصالات السياسية أن هناك quot;جوًا أفضل من السابق، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجيquot;. وأبرزت أهمية المواقف المرنة لرئيس الهيئة التنفيذية في quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع أمس، وخصوصًا حيال حادث عين الرمانة، مشيرةً الى أن مسارعته الى نزع أي صفة سياسية عن الحادث جاءت ضمن مواقف مدروسة ومنسقة بين مسؤولين وقوى في 14 آذار لإحباط أي هدف محتمل لهذا الحادث، أو أي محاولة لتوظيفه سياسيًا وامنيًا، خصوصًا بعدما تبلغ عدد من المسؤولين والزعماء معطيات عنه ساهمت في مسارعتهم الى احتواء الحادث ومنع استغلاله وكذلك توظيفه.

جنبلاط: لعدم استغلال حادث عين الرمانة

وفي الاطار رأى رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط لصحيفة quot;النهارquot; وتعليقًا على حادثة عين الرمانة، quot;أن هذه الحادثة مستنكرة ومدانة ولا بد من تسليم الامر الى القضاء ليأخذ مجراه كما فعلنا بعد استشهاد لطفي زين الدين، اذ تبين آنذاك انها حادثة فرديةquot;، لافتا الى quot;أنه لا بد من ترك الجيش والقوى الامنية تقوم بدورهاquot;، مشيراً الى quot;أنه من المستحسن عدم القفز نحو استنتاجات سريعة يُراد منها توتير المناخات الطائفية أو التمادي في استغلال حادثة غالب الظن أنها فردية للتشويش على إنجازات التقارب العربي - العربي والقمة السورية - السعودية في دمشقquot;.

أما بالنسبة إلى الاحداث المشبوهة التوقيت في طرابلس، توجه جنبلاط بنداءٍ الى كل العقلاء في المدينة الذين يملكون كل الحرص على السلم الاهلي والوحدة الوطنية، بأن يكونوا اقوى من الفتنة والا يسمحوا لها بأن تفجر التشنج المذهبي في وقت يسجل فيه تقدم على مستوى العلاقات العربية - العربية، مما يطرح اكثر من علامة استفهام حول هذه الاحداث واسبابها واهدافها، خصوصًا انه يبدو ان هناك قوى داخلية وخارجية متضررة من هذه الزيارة التاريخية ولا تخفي انزعاجها منها.

سعيد: جنبلاط استسلم لفكرة أخذ البلد رهينة

بدوره رأى منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد أن زيارة الملك السعودي إلى سوريا quot;مهمة، وهي تندرج ضمن الجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية لدعوة سوريا للدخول إلى المبادرة العربية للسلامquot;، معتبراً في المقابل أن quot;سوريا لن تفك تحالفها مع إيرانquot;، وأن quot;ما يجري اليوم في دمشق على الرغم من أهميته لن ينعكس حلحلة في الوضع اللبناني إلا إذا ارتأت سوريا العودة إلى الحضيرة العربيةquot;.

سعيد، وفي حديث إلى قناة quot;أخبار المستقبلquot;، لفت إلى أن quot;سوريا تسعى من خلال الانفتاح السعودي والفرنسي عليها إلى استدراج عروض بهدف تقوية موقعها التفاوضي مع أميركا، وهي لا تطلب ولا تريد شيئاً من أحد إلا من أميركاquot;، معرباً عن اعتقاده بأن quot;سوريا تعمد إلى تبادل أدوار مع إيران بهدف المزيد من المكاسبquot;، مشيرًا إلى أن quot;الهدف من بثّ الأجواء التفاؤلية من القمة السعودية-السورية وانعكاسها على الأجواء اللبنانية على صعيد تأليف الحكومة، هو ترويجٌ من المعارضة للقول إن العقد الإقليمية حُـلَّت ورئيس الجمهورية ميشال سليمان ليس لديه مانع من توزير الراسبين، وكذلك البطريرك صفير، وبالتالي فإنّ من يعرقل تأليف الحكومة هو فريق 14 آذارquot;.

وأكد سعيد أن سلاح quot;حزب الله منذ 7 أيار وحتى اللحظة يأخذ البلد رهينة، ما عدا محطة 7 حزيران التي انتصرت بها 14 آذار في الانتخابات، لكن بعد أن أدرك quot;حزب اللهquot; هزيمته في الانتخابات عاد إلى فكرة 7 أيار وبدأ بالتهديد المسلّح، وهو اليوم يضع المسدس على الطاولة ويأخذ البلد رهينة ويريد إلغاء نتيجة الانتخابات وتوزير الراسبين والثلث المعطل وجعل لبنان مجلس عشائرquot;، مضيفاً: quot;هناك مساكنة مستحيلة بين سلاح quot;حزب اللهquot; وبين الدولة، وآمل ألا تنتهي بعنفquot;.

وإذ اعتبر أن quot;الرئيس المكلف سعد الحريري لن ينقلب على مواقفه، وهو حريص على مد اليد للفريق الآخر ومؤتمن على الشعار الذي رفعه quot;لبنان أولاًquot; وعلى انتصار الأكثرية في الانتخاباتquot;، قال سعيد: quot;أنا ضد توزير الراسبين في الانتخابات، ولن أكون وزيراً بكل الأحوال حتى لو وُزِّر جبران باسيل لأنني أرفض أن أكون مقابل أحدquot;.

وأوضح سعيد في مجال آخر أن جنبلاط هو خارج 14 آذار، مشددًا على أن quot;حتى مع خروج جنبلاط من 14 آذار، فإن هذا التحالف سيبقى متيناً ولا يمكن لأحد أن يلغي فكرة 14 آذارquot;، لافتاً إلى الخلاف مع جنبلاط هو حول القراءة السياسية، quot;ولكن تربطنا به علاقة صداقة، وقد كان له دور كبير في انطلاق الانتفاضة، إلا أنه استسلم لفكرة أخذ البلد رهينة من قبل quot;حزب اللهquot;، ولا يريد أن يواجه هذا الحزب بقوة السلاحquot;. وأردف سعيد: quot;إن quot;حزب اللهquot; منتصر بالسلاح ونحن منتصرون بقوة القانون وبالشرعية، ونتمسك بالجيش كضمانة ولن نسكت عن ابتزاز quot;حزب اللهquot; للدولة اللبنانية عبر سلاحهquot;، معتبرًا أن quot;جنبلاط يمر بمرحلة ضبابية كما حال المنطقة، وقد يتم الوصول قريباً إلى تفاهم سياسي معهquot;.

لقاء الحريري وعون لم يدخل بالتفاصيل الاجرائية

في سياق آخر لفتت أوساط سياسية معنية بملف القمة السورية- السعودية لـquot;النهارquot; الى أن المعلومات عن عدم تناول الحريري ورئيس quot;تكتل التغيير والاصلاحquot; العماد ميشال عون في لقائهما الاخير في quot;بيت الوسطquot; التفاصيل الاجرائية للتركيبة الحكومية مع أن النقاش بينهما تناول عددا كبيرا من الملفات السياسية المهمة، مما يدل على أن أوان البحث في التفاصيل لم يحن بعد.

كما أن لقاء رئيس الحكومة المكلف ورئيس حزب quot;الكتائبquot; أمين الجميل أول من أمس اقتصر على مبادئ عامة ولم يدخل في التفاصيل والحقائب والاسماء بل وعد خلاله الحريري بتحسين التمثيل لمسيحيي 14 آذار وتناول الحديث مبادئ عامة.