طرابلس: رأى رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي أمام زواره في طرابلس، أن quot;أخطر تجليات الأزمة السياسية الراهنة في لبنان هي شعور اللبنانيين بالقنوط، الذي وصل الى حد اليأس من الحياة السياسية وتقبل الفكرة التي يعمل بعضهم، عن حسن نية أو عن سوء نية، لتسويقها وهي أن البلد بخير والأمور على أفضل ما يرام، بحكومة أو من دون حكومةquot;.

وإعتبر أن quot;الأزمة الفعلية باتت أبعد من مأزق تشكيل الحكومة، على خطورة هذا الجانب وتداعياته المباشرة على إدارة الشؤون الوطنية والاقتصادية والمالية والاجتماعية، وهي تتصل بجوهر المفهوم الديمقراطي من خلال خلق أعراف وآليات حكم تتجاوز إتفاق الطائف والدستور اللبناني والميثاق الوطني والمفهوم الحقيقي للشراكة الوطنية التي يتميز بها لبنانquot;.

وأشار الى انه quot;عولنا خيرا على أجواء المصالحات العربية نظرا لانعكاسها المباشر على مجمل الواقع اللبناني المحكوم أصلا بتوازنات إقليمية ودولية، ولكن كيف يمكن إقناع العالم بالاستمرار بالاهتمام بلبنان طالما ما يزال وجه الخلاف الظاهر في الاعلام مرتبطا بحصص وزارية من هنا وأسماء مستوزرين من هناك؟ وما الذي تغير بين ليلة وضحاها لتنقلب أجواء التفاؤل الى التشاؤم؟quot;.

ودعا الى quot;الاسراع في تشكيل الحكومة تفاديا لمزيد من التعقيدات التي تؤدي الى إطالة الأزمة، مع ما يسببه هذا الأمر من تداعيات على مختلف الصعد السياسية والأمنية والمالية والمعيشيةquot;. كما طالب المعنيين quot;بتجاوز الاعتبارات الظرفية والشخصية وحسابات الحصص، والاسراع في تشكيل الحكومة لتشكل منطلقا لمرحلة جديدة في الحياة السياسية اللبنانيةquot;.

ورأى أن quot;إنتخاب لبنان عضوا غير دائم في مجلس الأمن لفترة سنتين وبنسبة التصويت الكبيرة التي حصل فيها الانتخاب يؤكد مجددا الثقة الخارجية بلبنان والرغبة الحقيقية في تفعيل دوره العربي والدولي. كما أن هذا الحضور اللبناني المميز على أعلى منبر دولي، يسهم في تفعيل الموقف العربي وتحصينه لنصرة القضايا العربية وفي مقدمها إعادة الاراضي العربية المحتلة وحق عودة الفلسطينيين الى أرضهم ووقف الانتهاكات الاسرائيلية وآخر تجلياتها الاعتداء الآثم على المسجد الأقصىquot;.

وأعرب عن أمله في quot;أن يدرك المسؤولون أهمية هذة الاطلالة الدولية للبنان فيسارعوا الى تعزيز دور بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة عبر تزويدها بالعناصر البشرية اللازمة والامكانات لكي يستعيد لبنان تميزه الدبلوماسي في العالم quot;. وأعلن أن quot;زيارة الرئيس العماد ميشال سليمان المقررة الى طرابلس غدا هي لفتة مشكورة من قبله الى الفيحاء وكل الشمال، ودليل رعايته لجميع اللبنانيين في كل المناطق. إننا نأمل أن تكون هذه الزيارة فاتحة لزيارات اخرى تمهد لاطلاق عدد من المشاريع الانمائية بالتعاون بين جميع القيادات الطرابلسية والشمالية ، لتحقيق الانماء المتوازن فعلا لا قولاquot;.