بعد ان ظهر انالعراقيل الكثيرة التي وقفت في وجه تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة انحلت، وانها ستبصر النور في الايام القليلة المقبلة خاصة بعد ان اذيع عنقبول رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون التخلي عن وزارة الاتصالات، العقبة الابرز التي ظهرت في مرحلة التأليف، مقابل حصوله على وزارات دسمة اخرى من عيار وزارة التربية والاشغال والمهجرين والصحة.. الا ان هذه المعادلة نفاها عون معلنا تمسكه quot;بالاتصالاتquot; والابقاء على الحقائب التي كانت بحوزة التكتل على ان تزاد عليها حقيبة تخصص لحليفه النائب سليمان فرنجية الذي اعلن قبوله بوزارة دولة تسهيلا لاتمام عملية التأليف.

سجل يوم أمس تراجعاً في المواقف السياسية المتعلقة بتأليف الحكومة الجديدة قياساً لتدفقها في الأيام القليلة الماضية , خصوصاً من قبل فريق الأكثرية الذي أشاع أجواء إيجابية أوحت بقرب الإعلان عن التشكيلة وثمة من أكد من وضع هذه الأخيرة , دخل غرفة الولادة مما يعني أنه لن يمر يوم أو يومين حتى يبصر المولود الجديد النور على حد قول نائب في كتلة المستقبل عمار حوري الذي ذكر أيضاً أن حقيبة وزارة الاتصالات لن تبقى مع تكتل التغيير والإصلاح الذي يرأسه الرئيس العماد ميشال عون .

وما أفاده حوري كرر مثله من نائب في فريق 14 آذار وبينهم جورج عدوان وانطوان زهرا ( القوات اللبنانية ) وعقاب صقر (لبنان أولاً) فيما جزم رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بأن لا تكون وزارة الإتصالات من
نصيب عون وأظهرت تصريحات قيادات وقوى الأكثرية أن إتفاقاً قد تم بين الرئيس المكلف سعد الحريري والعماد عون أقضى الى تنازل الجنرال عون عن وزارة الإتصالات مقابل حصوله على وزارات دسمة منها التربية والأشغال والمهجرين كما ورد ذكر وزارة الصحة في هذا المجال إلا إن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تعد الصحة من حصته قال لعدد من زواره quot; إن على من يحاول إرضاء عون بوزارات معينة بدل من الاتصالات أن يفعل ذلك من كيسه لا من كيس غيره quot; .

المتابعون لملف تشكيل الحكومة رصدوا بشيء من القلق موجة التفاؤل التي عمت الساحة السياسية أول من أمس , لمعرفتهم أن الطبخة لم تنضج بعد , كما أن ما ورد على لسان quot; المتفائلين quot; يفتقر الى الدقة , وهناك من راح بترقب صدور بيان توضيحي أو ما شابه يرد على هذه الأقاويل , خصوصاً أن محطة quot;أو . تي .فيquot; التابعة لتكتل التغيير والإصلاح أذاعت في مقدمة نشرة أخبارها ليل الثلاثاء الماضي خبراً منسوباً الى قطب بارز في المعارضة يستغرب في ما أسماه quot; الحملة المنظمةquot; لإغراق الناس في التفاؤل غير المبني على الوقائع ملوحاً بالرد على المزاعم الصادرة عن المطبخ الإعلامية لقوى 14 آذار بصورة عامة ولبيان المستقبل بشكل خاص كما جاء في الخبر.

لم تمض ساعات على كلام هذا القطب متى تبين أن صاحبه هو العماد عون الذي طلع في اليوم التالي على مندوبي وسائل الإعلام المرابطين في دارته في الرابية معلناً عدم معرفته بوجود مقايضة بين وزارة الاتصالات ووزارات أخرى , نافياً ان يكون قد تنازل عن مطلبه بالإبقاء على الأولى في يد التكتل , quot; حاملاًquot; على من يروّج مثل هذه الأخبار متسائلاً عن الجهة التي تشكل الحكومة وتعبيراً عن انزعاجه مما حصل رمى عون بمطلبه الجديد والقاضي بالابقاء على قديم الحقائب الوزارية التي بحوزة التكتل ( الاتصالات ndash; الطاقة ndash; الشؤون الاجتماعية ndash; الزراعة ) على ان تضاف اليها حقيبة خامسة رغم المبادرة التي تقدم بها حليف عون رئيس تيار المردة الوزير السابق النائب سليمان فرنجية , حيث ابلغ الرئيس المكلف قبوله بوزارة دولة تسهيلاً منه لإتمام عملية التأليف .

الى اين من هنا بعد هذه quot; العاصفة الجديدة quot; التي اثارها العماد عون واهتز معها مسار تشكيل الحكومة الذي عاد الى نقطة البداية كما أجمعت على ذلك عناوين الصحف الصادرة في بيروت أمس عاكسة رأي مسؤولين ووزراء ونواب وأوساط سياسية وشعبية كانت تستعد للإحتفال بظهور الحكومة الأولى للحريري الإبن بعد انتخابات نيابية كرسته زعيماً أول لا منازع له .

لا شك ان الأنظار متجهة نحو quot; بيت الوسط quot; حيث تترقب الخطوة المقبلة للرئيس المكلف الذي يبدي استياءه من محاولات قيادات وأطراف في المعارضة الإيحاء بأن بعض المحيطين به يتحكمون بقراره , فيما نائب قريب منه قال لــquot;إيلافquot; : quot; بما اننا عدنا الى نقطة الصفر فان كل الإحتمالات واردة quot; . أما القراءة اللافتة في ما يجول في فكر الحريري فصدرت أمس عن السفير الإيراني محمد رضا شيباني الذي زار الرئيس المكلف مودعاً واصفاً المسؤولية الملقاة على عاتقه بـquot;الصعبة والحساسةquot; , معرباً عن امله quot;ان يوفق من خلال صبره واستمراره في الجهود الدؤوبة التي يبذلها , الى تشكيل حكومة وحدة وطنية لبنانية في نهاية المطاف quot; .