دمشق لا تستسيغ كلمة quot;نديةquot; في وصف علاقتها مع لبنان |
توقفت أوساط سياسيّة في لبنان وسوريا عند ما جرى في جلسة مجلس الوزراء اللبناني أمس المخصصة لإقرار البيان الوزاري، حيث تقدم وزير محسوب على رئيس الحكومة سعد الحريري وبالنيابة عنه بطلب استبدال كلمة quot;النديةquot; في وصف شكل العلاقات اللبنانية السورية الواردة في الفقرة المتعلقة بها، واستبدالها بكلمة quot;الأخويةquot;. وكانت إيلافأول من أشارت الى الانزعاج السوري من كلمة quot;نديةquot; في وصف العلاقة مع لبنان.
بيروت: تقدم وزير محسوب على رئيس الحكومة سعد الحريري وبالنيابة عنه بطلب استبدال كلمة quot;النديةquot; في وصف شكل العلاقات اللبنانية السورية الواردة في الفقرة المتعلقة بها، واستبدالها بكلمة quot;الأخويةquot; الأمر الذي لقي استجابة من قبل الجميع فيما أبدى عدد من الوزراء ترحبيه بهذه اللفتة واعتبرها اشارة واضحة لرغبة الحكومة في الانفتاح سريعًا على سوريا وإعادة العلاقات بين البلدين الى طبيعتها أولاً تمهيدًا للارتقاء بها الى مرحلة متقدمة أمل معها نائب وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد أن تشكل نموذجًا لما يجب ان تكون عليه العلاقات العربية ndash; العربية، وفقًا لما جاء في الكلمة التي القاها في حفل سفارة لبنان بدمشق بمناسبة عيد الاستقلال.
رأت الأوساط السياسية المذكورة في حركة الحريري هذه خطوة متقدمة على طريق الزيارة المرتقبة له الى العاصمة السورية وتحية مسبقة للجانب السوري الذي سبق انزعاجه من استخدام كلمة quot; الندية quot; في الحديث عن العلاقات بين سوريا ولبنان واعتبرها دخيلة، لا بل غريبة على المفردات والمعاني التي لازمت وصف هذه العلاقات لسنوات طويلة خصوصًا إبان الوجود السوري في لبنان حيث لم تخل كلمة لمسؤول في بيروت أو دمشق من الاشادة والتنويه بصورة هذه العلاقات والتأكيد على انها quot;أخويةquot; وquot;متينةquot; وquot;مميزةquot; فيما عبارة quot;البلدين الشقيقينquot; وquot;وحدة المصير والمسارquot; أضحت لازمة في أي بيان رسمي يصدر عن الطرفين. وقد عبر الوزير وائل أبو فاعور عن هذا التوجه الجديد بقوله quot; طالما أن رئيس الحكومة سيزور دمشق بعد الثقة فعلينا من خلال البيان الوزاري أن نهيئ الأجواء لانجاح الزيارةquot;.
وتأتي الاشارة الحريرية وما تحمله من دلالات واضحة على المضي في طي صفحة الماضي وما اعتراها من توتر في العلاقة بين الحريري الابن والقيادة السورية، بمثابة رد وان غير مباشر من الأول على مجموعة من الرسائل بعثت بها دمشق حاملة في طياتها ترحيبًا بزيارة الحريري منها التهنئة التي وجهها رئيس الوزراء السوري الدكتور محمد ناجي عطري الى نظيره اللبناني الوافد الجديد الى نادي رؤساء الحكومة في لبنان، وكذلك تصريح المستشارة السياسية والاعلامية للرئيس السوري الدكتورة بثينة شعبان الذي تحدثت فيه عن رغبة سوريا في انجاح زيارة الحريري المرتقبة لها.
وتبدي أوساط سورية ارتياحها لموقف الحريري واستدراكه عدم استساغة الجانب السوري لكلمة quot; ندية quot; في وصف العلاقة مع لبنان، بتصحيحها واعتماد الوجهة السليمة بشأنها فيما يذكر زوار لبنانيون التقوا مسؤولين سوريين قبل الانتخابات النيابية الأخيرة التي جرت في لبنان انتقادهم لهذه الكلمة التي ابتدعها رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة على حد قولهم ويشير أحد هؤلاء السياسيين انه استعان بأكثر من معجم للتعرف إلى معنى كلمة quot; ندية quot; فوجد تفسيرات شتى لم يفهم منها شيئًا باستثناء القول عرضًا انها مرادفة للكلمة quot; متساوية quot; ومن هنا جاء تساؤله اذا ما كان اللبنانيون يودون ان تكون علاقتهم معنا بهذا الشكل الذي لا يعبر عن واقع يربط بين بلدين صنعه التاريخ والجغرافيا وروابط القربى.
أخيراً تجدر الاشارة الى ان quot;إيلافquot; كانت أول من أضاء على النطرة السورية الممتعضة من quot;النديةquot; وذلك بتاريخ 17 /11/2008 حيث نشرت موضوعًا بعنوان quot;دمشق لا تستسيغ كلمة الندية في وصف علاقتها مع لبنانquot;.
التعليقات