خلافات المعارضة تطغى على انتخابات جزين
عروس الشلال حائرة بين بري وعون
الضاحية الجنوبية خزان أصوات يسقي الأقضية اللبنانية
|
هيثم خوند من بيروت: يعود التأخر في إعلان اللوائح الإنتخابية لبعض الأقضية إلى خلافات بين قوى الخط الواحد على أسماء المرشحن وتوجههم الحزبي. ولعل معركة جزين الانتخابية بمقاعدها الثلاثة، المارونيين والكاثوليكي مثال واضح على الازمة التي تنتاب قوى المعارضة في الاتفاق على مرشحيها في القضاء الذي يعتبر محسوما لصالحها في حال تم الاتفاق سريعا، في حين يهدد استمرار الخلاف وتاجيل الحسم، بامكانية حصول تقدم موال قد يستفيد من ثغرات المعارضة لتحقيق اختراق ما. وما اكثر ثغرات المعارضة في جزين! فالنائب الجنرال ميشال عون يأبى حتى اللحظة السير بلائحة لا يكون هو من اختار مرشحيها الثلاثة رافضا اي تدخل لرئيس مجلس النواب نبيه بري في هذا الموضوع ومستبعدا حتى النائب سمير عازار عن نيل الحظوة البرلمانية إلا اذا اعطي المقعد الكاثوليكي في الزاهراني، وهو ما سيرفضه بري الذي يأبى التفكير حتى في امكانية التخلي عن النائب ميشال موسى في ذلك القضاء.
ولعل لب المشكلة الحاصلة في قضاء جزين يكمن بحسب مصادر قريبة من النائب عازار، في عدم ادراك الجنرال عون لتشعبات معركة جزين وتكوينها السياسي وطبيعة اهلها. فمعركة، quot;عروس الشلالquot;، بحسب هذه المصادر، تختصر التنوع السياسي للمعارضة ففيها تمثيل قوي جدا لكل من quot;التيار الوطني الحرquot; (مسقط رأس العماد عون الاصلي من بلدة المكنونية الجزينية) وquot;حركة املquot; وquot;حزب اللهquot; اضافة الى تيار ضخم صبغ جزين طويلا بوصفها مقبرة للاحزاب، هو تيار العائلات والخدمات والمعارف والعلاقات، الذي يبرع فيه النائب سمير عازار، المحسوب على quot;حركة املquot;. وبحسب هذه المصادر فإن هذا النهج ميز جزين عن غيرها من المناطق، حيث الغلبة فيها للعائلات السياسية على الاحزاب، كما ان هذا التنوع وعدم ادراك العماد عون لهذه الحقائق هو الذي اوصل تشكيل اللائحة حتى هذا التاريخ إلى حائط مسدود.
من اليسار: نبيه بري، ميشال سليمان وفؤاد السنيورة خلال افتتاح مقر الإدارة والإشراف على الانتخابات |
ورب سائل ماذا ستكون النتيحة في حال لم تحل عقد التشكيل وفي حال استمرت خصومة الحلفاء؟ المرشح العوني في قضاء جزين روني عون، أكد لـquot;إيلافquot; انه quot; من المفضّل ان تكون اللائحة بكاملها quot;للتيار الوطني الحرquot; متمنيا quot; عدم تشكيل اي لائحة
الحديث عن الوضع المتوتر للمعارضة في جزين، لا ينسي التطرق إلى أوضاع الموالاة التي لا تعتبر افضل حالا ، فرغم الحضور النسبي لحزبي الكتائب وquot;القوات اللبنانيةquot; في جزين، فإن الحزب الأخير لم يستطع ان يجد لنفسه حضورا يمكنه بعد من مخاطبة الجزيني بلغته |
معارضة أخرى كي لا تتشتت أصوات الجزينيينquot; مشيرا في الوقت نفسه إلا ان الخلاف حول المقاعد بين النائب ميشال عون والرئيس نبيه بري لم يحل حتى الساعة.
هذا الموقف الصريح للمرشح العوني قابله تأكيد لمصادر جزينية ان النائب عازار شمر عن ساعديه لخوض المعركة وفقا لكل الاحتمالات، مشيرين إلى انه طلب من ماكينته الانتخابية التحرك منفردة وبدأ بالاتصال ببعض الشخصيات النافذة لتشكيل لائحة مستقلة عن عون قد تضم في عدادها إلى جانب عازار النائب الكاثوليكي الحالي انطوان خوري والدكتور كميل سرحال عن المقعد الماروني الثاني. وبالتالي فان هذه اللائحة ان تشكلت ستصبح بمواجهة لائحة عونية صافية قد تضم زياد اسود وروني عون عن المقعدين المارونيين بالاضافة إلى كاثوليكي من اثنين، عصام صوايا أو عضو quot;التيارquot; العميد المتقاعد فوزي بو فرحات الذي قدّم ترشيحه بصــورة مفاجئة عن جزين بدلاً من الزهراني.
إذا كيف سيكون وجه المعركة في جزين إذا طبّق هذا السيناريو المتطرف؟
quot; التيار الوطني الحرquot; تحدث على لسان منسقه في جزين حبيب فارس عن قدرته على خوض المعركة وحسمها بالمقاعد الثلاثة استنادا على قاعدته الشعبية وحدها واستنادا على التزام الحلفاء الشيعة من quot;حزب
اللهquot; في جبل الريحان والذي يبلغ عددهم احد عشر الف ناخب. إلا ان ماكينة عازار ردت باستحالة تطبيق مثل هذا السيناريو في جزين. فالناخبون الموارنة البالغ عددهم 33 ألفا والكاثوليك البالغ عددهم 9 آلاف، بحسب ماكينة عازار، لا يدينون بالولاء للعماد عون. وهم يعطون مثالا على ذلك الانتخابات البلدية العامين 1998 و2004 التي استطاع خلالها النائب عازار من حصد مقاعدها كاملة رغم تحالف كل أعضاء quot;لقاء قرنة شهوانquot; ومعهم quot;التيار الوطني الحرquot; انذاك ضده، اضافة الى استناد عازار الى قوة حركة quot;املquot; التجييرية في جبل الريحان.
هذا الحديث عن الوضع المتوتر للمعارضة في جزين، لا ينسي التطرق إلى أوضاع الموالاة التي لا تعتبر افضل حالا ، فرغم الحضور النسبي لحزبي الكتائب وquot;القوات اللبنانيةquot; في جزين، فإن الحزب الأخير لم يستطع ان يجد لنفسه حضورا يمكنه بعد من مخاطبة الجزيني بلغته ، مما خلق مناخا لا يدعو للتفاؤل في صفوف quot;القواتquot;، خصوصا مع تنكر المرشح ادمون رزق المتكرر لانتمائه لاي من الحزبين المذكورين واعتبار نفسه كتائبيا سابقا، ومستقلا اليوم. ويبقى الأمل لقوى الموالاة في تحقيق اي اختراق وإن كان صعباً نظريا بالإستناد إلى انقسام المعارضة في جزين إلى لائحتين متواجهتين، مما يتيح للموالاة الدخول من هذه النافذة، وتمنين النفس بمقعد لا يزال حتى هذه اللحظة بعيد المنال.
التعليقات