ريما زهار من بيروت: في حديث خاص لإيلاف تطرّق المنسّق العام لأمانة قوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد الى اجتماع الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري والنائب الجنرال ميشال عون واعتبر أن مطالب العماد عون هي مُستخدمة من قِبل حزب الله من أجل لملمة عملية عرقلة الحكومة، أي التلطي وراء هذه المطالب من أجل تصوير العماد عون بأنه هو المعرقل، بينما هي عرقلة خارجية وإقليمية بالتحديد، معتبرًا أن حزب الله يطالب بالشيء ونقيضه، وقال سعيد إن أي تأخير في تشكيل الحكومة يفسح في المجال بأن يوضع لبنان بحالة انكشاف على المستوى الأمني اولاً، وعلى المستوى الاقتصادي والمالي ايضًا، وأشار إلى أنه المطلوب اليوم عقلنة مطالب عون ولا quot;أعتقد ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان قادر على هذه المهمةquot;، وأكد أن تلاوة البيان من قبل النائب وائل ابو فاعور في الاجتماع الاخير لنواب الاكثرية تؤكد أن رئيس الحزب الاشتراكي النائب وليد جنبلاط جزء لا يتجزأ من الأكثرية النيابية والأكثرية الوزارية المقبلة. وأشار الى ان رهان رئيس المجلس النيابي نبيه بري على تفاهم عربي سوري في غير محله.
وفي ما يلي نص الحوار معه
* أي تصوّر برأيك لتشكيل الحكومة بعد اجتماع الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة سعد الحريري بالنائب الجنرال ميشال عون؟
- لقد أثبت الرئيس المكلّف بأنه حريص على الاتصال بكل الاطراف السياسيين من أجل تشكيل الحكومة، ورغم التصعيد الكلامي الذي كان يأتي من جهة التيار الوطني الحر، مدّ الرئيس المكلّف اليد من أجل إيجاد مساحات مشتركة مع العماد عون، وهذا كان فحوى اللقاء الذي تم برعاية رئيس الجمهورية، لا أزال أعتقد أن مطالب العماد عون هي مُستخدمة من قِبل حزب الله من أجل لملمة عملية عرقلة الحكومة، أي التلطي وراء هذه المطالب من أجل تصوير العماد عون بأنه هو المعرقل، بينما هي عرقلة خارجية وإقليمية بالتحديد.
* الحريري وعون إعتبرا هذا اللقاء فقط لكسر الجليد، هل يكفي ذلك اليوم من أجل المضي بتشكيل الحكومة؟
- الموضوع هو أن على العماد عون ان يتحلى بروح المسؤولية الوطنية، وأن يتنازل من أجل تسهيل مرور هذه الحكومة، نظرًا للاحداث المرتقبة أكانت خارجية ام داخلية، كمعالجة الوضع الاقتصادي والامني، وإن أي تأخير في تشكيل الحكومة يفسح في المجال بأن يوضع لبنان بحالة انكشاف على المستوى الامني اولاً، وعلى المستوى الاقتصادي والمالي.
* تحدثت عن تأثيرات أمنية واقتصادية لعدم تشكيل الحكومة، كيف تتجلى هذه التأثيرات؟
- أمام أي مغامرة إسرائيلية يكون لبنان مكشوفًا، وسيواجه اللبنانيون أي اعتداء اسرائيلي من دون القدرة على التأثير على دوائر القرارات الغربية من أجل لجم العنف الإسرائيلي، والمحكمة الدولية ستؤدي الى quot;انفعالات سياسيةquot; ومن الافضل أن يأتي ذلك ضمن حكومة مؤلفة، إضافة الى أن الوضع المالي الذي هو وضع عالمي له إنعكاسات حتمية على الوضع اللبناني حتى لو أتى متأخرًا، ويستوجب أيضًا ان يكون هناك حكومة تأخذ على عاتقها إدارة شؤون الناس، والتقليل من أي مشكلة قد تأتي من أي تداعيات للازمة المالية.
* كيف تنظر الى دور رئيس الجمهورية في التوسط بين الحريري وعون؟
- هذا الدور هو مشكور من رئيس الجمهورية، إنما لا نعتقد أنه دور رئاسة الجمهورية، المطلوب عقلنة مطالب عون ولا أعتقد أن الرئيس ميشال سليمان قادر على هذه المهمة.
* حدثٌ آخر تمثل بلقاء نواب الاكثرية، ما هي رمزية هذا اللقاء؟
- اولاً عدم إلغاء نتائج الانتخابات، ثانيًا وضع حد للتضخيم الإعلامي الذي كان يُواكب حركة رئيس الحزب الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، والتأكيد ان الاكثرية هي أكثرية وداعمة للرئيس المكلّف، وهي بمثابة استفتاء نيابي مجددًا بعد الاستفتاء الذي حصل بعد تكليف النواب سعد الحريري، رابعًا برز هذا اللقاء النيابي وكأنه مدافع عن الدستور، وبموقع حماية الجمهورية اللبنانية، اي بمعنى آخر هناك قوى إنقلابية على النظام متمثلة في الوسط المسيحي بالعماد ميشال عون، وبالوسط الإسلامي من قبل حزب الله، وقوى أخرى مدافعة عن الدستور ونظام الطائف وتمثلت بلقاء الاكثرية النيابية.
* ما الذي بلّغه الرئيس المكلّف لنواب الأكثرية وهل يمكن القول إن جنبلاط هو اليوم في فريق الأكثرية؟
- الصورة لوحدها وتلاوة البيان من قبل النائب وائل ابو فاعور تؤكد أن جنبلاط جزء لا يتجزأ من الأكثرية النيابية والأكثرية الوزارية المقبلة.
بري
* رئيس المجلس النيابي نبيه بري يراهن على صيغة س س( السعودية وسورية) من أجل تشكيل الحكومة، هل ترى أن رهانه في محله؟
- لا أعتقد أن طرح الشعارات والمعادلات النظرية قادرة على إنقاذ الوضع الداخلي في لبنان، يُعاني البلد من مشاكل ذات طبيعة سياسية ووطنية، ومشاكل أخرى ذات طبيعة بنيوية في عملية استكمال بناء الدولة، على المستوى الوطني والسياسي المطلوب هو تحديد موقع لبنان في عملية السلام العربية في ايلول، واذا كانت سورية تذهب الى المفاوضة فما هو دور لبنان في هذه المفاوضة، لا نستطيع ان نذهب معًا مع سورية الى المفاوضة، لان هذا يُعيد ربط المسار والمصير، ويُعيد تدريجيًا النفوذ السوري الى لبنان، ولا نستطيع ان نبقى على مقولة بأننا آخر بلد عربي نوّقع السلام مع اسرائيل، لانه يخرج من دائرة الاهتمام الدولي، وبالتالي عليه ابتكار صيغة تأخذفي الإعتبار التوازنات الداخلية ولا تُخرج لبنان من صلب الحدث المقبل وهو اطلاق مبادرة القمة العربية للسلام، ولديه وسيلة واحدة للبقاء في دائرة الاهتمام الدولي وهي الالتزام بالقرار 1701 والعودة الى البند الثامن والتاسع من هذا القرار الذي يقرّ على مشاركة الامين العام شخصيًا في الامم المتحدة برعاية مفاوضة للتوصل الى حل طويل المدى وبالتالي ما يقوله الرئيس بري لا يتناسب ابدًا مع ذلك والرهان بان هناك امكانية تفاهم عربي سوري هو رهان في غير محله، لان سورية أثبتت ان المبادرة التي قام بها الرئيس السوري الى ايران بانها لا تريد التفاهم مع العرب.
* الحريري يلمّح الى توسيع التفاهم مع قنوات المعارضة، هل برأيك سيتمكن من خلال ذلك الإسراع في تشكيل الحكومة؟
- اعتقد ان حزب الله يريد تقديم نفسه بانه مسهّل لعملية تشكيل الحكومة، وفي الوقت ذاته يرفض الوساطة بين الرئيس المكلّف وميشال عون، فهو بهذا الشكل يُطالب بالشيء ونقيضه، بانه يحاول القول إن الساحة الوطنية والاسلامية بالتحديد بحاجة الى تبريد ولا يقوم باي خطوة باتجاه إقناع رفيق دربه العماد عون بتسهيل تشكيل الحكومة، ولا يستطيع أن يقنع أحدًا بأنه غير قادر على التأثير على حليفه عون بدليل عون كان رافضًا انتخاب رئيس الجمهورية ميشال سليمان في الدوحة، وعندما أتت الإشارة الإقليمية لحزب الله، أقنع حزب الله ميشال عون بانتخاب سليمان.
* ما هو تعليقك على كلام جميل السيّد الاخير ؟
- أطلق جميل السيّد وقبله ناصر قنديل وقبله الصحافة السورية وبعده وليد المعلم، إشارة إسقاط المحكمة الدولية، ويحاول السيّد أن يقنع اللبنانيين، أن كل ما يصدر عن المحكمة الدولية هو مزوّر، ويحاول القول للمعارضة بأنها بدلاً من أن تتلهى في تشكيل حكومة وفاق وطني عليها القيام بثورة من أجل الإطاحة بالنظام وبقوى 14 آذار.
* هل ترى أي حل قريب لتشكيل الحكومة في لبنان؟
- بعد كلام جميل السيّد، والمقربين من سورية حول موضوع المحكمة وبعد كلام الرئيس السوري بشار الاسد في إيران، وبعد برودة حزب الله من التأثير على الجانب العوني، أعتقد ان موضوع تشكيل الحكومة اليوم أصبح مؤجلاً وسيأخذ وقتاً أكثر مما كان متوقعًا.
* ما هو تعليقك على الهجوم الأخير على البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير وما هي خلفياته؟
- يتعرض البطريرك الماروني لحملة مبرمجة لقوى قريبة من سورية وحزب الله، هذا الموضوع يُعطي البطريركية المارونية صدقيّة أكبر ويؤكد الدور التاريخي الثابت للبطريرك الماروني من أجل حماية العيش المشترك في لبنان أولاً، ونهائية الكيان اللبناني، والمساعدة للعبور من الاستقلال الى بناء دولة الاستقلال.
- آخر تحديث :
التعليقات