بيروت، وكالات: تباينت ردود الفعل على المواقف التي أطلقها رئيس quot; اللقاء الديموقراطي quot;، اللبناني وليد جنبلاط والتي أعاد من خلالها تموضعه على الساحة السياسية، فرأى البعض في موقفه quot; نزعة استقلالية quot;، والبعض الآخر quot; اضطراباً quot;، وتحفظ آخرون بانتظار استيضاح الموقف من جنبلاط نفسه، فيما اتسعت دائرة المرحبين في المعارضة. من جانبه نفى جنبلاط في اتصال مع جريدة quot;الشرق الأوسطquot; شائعات سادت عن زيارة quot; قريبة جد اquot; يقوم بها جنبلاط للعاصمة السورية، قائلا إنه سيعلن عن زيارته مسبقا إذا ما قرر القيام بها، مشيرا إلى أن quot; مواقفه الأخيرة انطلقت من الوضع الدرزي ووضع الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه quot;، معتبرا أن quot; دم الحريري أخرج الجيش السوري من لبنان، وأن الحوار الوطني أعطى ثماره اتفاقا على العلاقات الدبلوماسية التي أصبحت حقيقة وتبقى قضية السلاح للحوار quot;.
وأكد جنبلاط لجريدة السفير المقربة من فريق 8 آذار، أمس، استقلاليته عن الاستقطابين الكبيرين (8 و14 آذار)، وقال إنه بات يمثل حالة مستقلة. وأوضح إن موقفه السياسي المتمايز عن 14 آذار quot;لا يعني التسبّب في تعطيل تشكيل الحكومةquot;، مشيراً الى حرصه على نجاح الجهود التي يبذلها رئيسا الجمهورية والحكومة من أجل الإسراع في تأليف الحكومة.
وأضاف جنبلاط: quot;همي الأساسي هو متابعة معالجة رواسب 7 أيار على الصعد كافة، ولا سيما داخل الحزب التقدمي الاشتراكي، وداخل بعض الأوساط الدرزية خارج الحزبquot;. وقال: quot;في ذكرى مصالحة الجبل، أؤكد أن المصالحة يجب أن تشمل الجميع من دون استثناءquot;.
وحول كيفية تموضع وزراء quot;اللقاء الديموقراطيquot; الثلاثة، داخل الحكومة المقبلة بعد التحول الذي حصل في موقعه السياسي، أوضح جنبلاط إن وزراءه في الحكومة quot;ستكون لهم حيثية خاصةquot;، من دون أن يكونوا محسوبين على هذا الطرف أو ذاك، وكشف ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلف سعد الحريري والرئيس نبيه بري وقيادة quot;حزب اللهquot; اتفقوا، كما فهمت، على أن تخضع المواضيع السياسية وغير السياسية الأساسية، ومنها التعيينات الأمنية وغيرها، إلى التوافق قبل اتخاذ أي قرار بشأنها، في مجلس الوزراء، على أن يكون رئيس الجمهورية هو الضامن للجميع.
وقد زار الحريري مساء أمس قصر بعبدا واجتمع مدة ساعة مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ثم انصرف من غير ان يدلي بأي تصريح. وبدا واضحاً ان الوضع الجديد شغل رئيس الجمهورية الذي استقبل أمس ايضاً الوزير ابو فاعور. وعلم ان رئيس الجمهورية كان سارع بعد ظهر الاحد الى اجراء اتصالات مع عدد من اركان الغالبية بينهم الرئيس امين الجميّل وجعجع ونواب في الحزب الاشتراكي مستوضحاً بعض جوانب موقف جنبلاط.
ومع ذلك فان اوساطاً مراقبة اوضحت لجريدة النهارquot; المقربة من فريق 14 آذار ان الحريري يعمل على تقويم الوضع بهدوء وصمت بعد البيان الأول الذي صدر عن quot;تيار المستقبلquot;، كأنه أخذ في الاعتبار واقعاً سياسياً جديداً سيستخلص منه العبر والقرارات اللازمة وفق التوقيت الذي يراه ملائماً. ويبدو من مقاربته للوضع الجديد ان تأليف الحكومة هو ضمن أولويات عدة، وليس أولوية وحيدة، على النحو الذي يخدم لبنان.
وقال عضو quot;اللقاء الديموقراطيquot;، النائب مروان حماده في مداخلة تلفزيونية انه كان quot;منذ فترة في جو النزعة الاستقلالية لوليد بك، والمايلة الى إجراء إصلاح جذري في الحزب التقدمي الاشتراكي، يستتبعه طبعاً بعض التصويب في المواقع السياسية التي يحتلها، لكن وجب قراءة ما جرى بالأمس بهدوء، إنْ لجهة العرض التاريخي الذي قدمه جنبلاط، او بالنسبة الى فحوى رد تيار المستقبل وردود الفعل المختلفة. المرحلة الآن مرحلة قراءة هادئة، واستيعاب الأمر، التواصل غير مقطوع والأصدقاء كثر والحلفاء كثر. وما استطيع ان ألمّح اليه ان ما جرى قد يعني ترجمة لاستقلالية الحزب بالنسبة الى موقعه الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وفي الوقت نفسه لا يعني أبداً نسف الأكثرية التي يتمتع بها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. وهذا أكيدquot;.
الى ذلكذكرت جريدة السفير أن قائد quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع كان أعنف المنتقدين أمام كوادر quot;قواتيةquot;، قائلاً إن جنبلاط يحاول تقديم أوراق اعتماده إلى السوريين والإيرانيين بعدما اتخذ قراراً لا عودة عنه بالمهادنة معهم حرصاً على الدروز كأقلية. وقال جعجع في تسجيل بثته محطة quot;نيو. تي. فيquot;، ليل أمس، خلال استقباله وفد الرابطة المارونية: quot;لقد انتظرونا حتى وصلنا إلى هنا ثم تخلوا عناquot;.
وعن رد مسيحيي 14 آذار على كلام جنبلاط قالت الوزيرة السابقة نايلة معوض: quot;منذ فترة نشعر بأن هناك نوعاً من الاضطراب في موقفه وسياسته، خصوصاً بعد أحداث 7 أيار لا سيما في الجبل، فموقفه بالأمس الذي لا نوافقه عليه طبعاً، هو جزء من هذا الاضطراب، ولن نستفيض اكثر قبل التحدث معه بهذا الخصوصquot;. واكتفت بالتأكيد quot;حتى لو انسحب جنبلاط من 14 آذار، يبقى قوة سياسية لا بد من لقائها واستيضاح جدية انسحابه من 14 آذار واين سيتموضع مستقبلاًquot;.
وأصدر حزب quot;الكتائبquot; بياناً بعد اجتماع مكتبه السياسي والمجلس المركزي توقف فيه عند quot;الذكرى السنوية الثامنة لزيارة البطريرك نصر الله صفير للجبل التي تصادف اليوم وكانت مهدت لها quot;وثيقة المختارةquot; التي كان وقعها الجميل وجنبلاط، مؤكداً انها quot;ستبقى محطة مصيرية في تاريخ لبنان والجبل، والكتائب حرصت على هذه المصالحة وما زالت تعمل لتحصينها وتطويرها بمعزل عن أي اعتبارات ظرفية سياسية كانت ام حزبية. فلهذه المصالحة رمزية خاصة عززت روح الألفة بين أبناء الجبل وهو أمر انعكس على وحدة البلد. ومن المفيد جداً ان تبقى كل الخطوات على هديها وتأسيساً على ما أرسته من اجواء وطنية بناءة مهدت لثورة الأرز ومسيرة الحرية والسيادة والاستقلال في ما بعدquot;.
التعليقات