ريما زهار من بيروت: بالتزامن مع تعثّر تشكيل الحكومة واعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري، يعود بعد عام ونصف تقريبًا الحديث عن حركة قطرية لاحتضان مؤتمر لبناني جديد على غرار الدوحة واحد. وبصرف النظر حول ما إذا كان كلام رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل تاني من أمام قصر الإليزيه بعد لقائه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ومن ثمَّ تواصله مع القيادة السوريَّة، يعكسان نيَّة قطريَّة فعليَّة للتدخّل في الأزمة اللبنانيَّة، إلا أنَّ السؤال الذي يطرح اليوم في حال تعذُّر تشكيل الحكومة في الداخل هل ستشكل في الدوحة، وهل تشكيل الحكومة السابقة في قطر كان ناجحًا، ولِمَ اللجوء الدائم الى الخارج في القضايا الداخليَّة المتعثرة؟ إيلاف تحدثت الى نائب تكتل التغيير والإصلاح سليم سلهب وكذلك النائب السابق من تيار المستقبل مصطفى علوش.
سلهب: الحلحلة ستكون بتدخل خارجي
يقول سلهب لـ quot;إيلافquot; إنَّه لا يرى فرقًا بين تكليف النائب سعد الحريري المرة الاولى ومن سيُكلَّف المرة الثانية، ولا يرى الاعتذار الذي تقدم به الحريري ومجيئه الى سدة رئاسة الحكومة مرة أخرى فيه فروقات سياسية، ولا رسالات سياسية تغيرت تجعله يؤكد أن الأرجحية لتشكيل الحكومة هذه المرة ستكون أسهل من السابقة.
وبما اننا لا نزال في الوضع ذاته، يضيف سلهب، سيكون تشكيل الحكومة عسيرًا واذا لم تحصل مستجدات خارجية فان تأليف الحكومة سيطول، والمستجدات الخارجية هي مواضيع إقليمية بالعناونين، ومن الممكن ان نحصل على مساعدة خارجية، من خلال التفاهم السوري السعودي، فقد انتج لنا رئيسًا مكلفًا هو النائب سعد الحريري، وانتج صيغة 15-10-5، ومن الممكن ان هذه المداخلات الخارجية تساعد اكثر لانتاج حكومة الشراكة الوطنية.
ولدى سؤاله إن كانت التدخلات الخارجيَّة ستدفع باللبنانيين إلى مؤتمر دوحة 2، يقول سلهب quot;ليس بالضرورة دوحة 2، من الممكن ذلك ولكن بنظري ان حلحلة المسألة ستكون بتدخل خارجيquot;. وحول ما إذا كانت تشكيل الحكومة السابقة في قطر ناحجًا ام لا، يجيب سلهب quot;من خلال الآداء نعم، والحكومة السابقة قامت بانتخابات خلال يوم واحد، وقامت ببعض الامور الخدماتية بالحد المعقول، ونسبيًا نجحتquot;.
وعن استعانة اللبنانيين بالخارج في قضايا داخلية، يعتبر سلهب انّ quot;هناك بعض الافرقاء لديهم مصالح خارجية لا يستطيعون التخلص منها، ونحن لسنا جزيرة ضمن بحر، فبلدنا على حدود بلد خُلق اسمه اسرائيل والعدو ما زال مكانه، والمشاكل الاسرائيلية العربية الفلسطينية ما زالت قائمة، ولا نستطيع القول اننا لسنا معنيين بها، ولبنان مُجبر من خلال موقعه الجغرافي وبنيته العربية ان يواجه المشاكل منها الداخلية التي لا يستطيع التخلص منها الا بمبادرة خارجية.
علوش: الحكومة يجب أن تؤلف في الداخل
من جانبه، يرى علوش في حديثه لـ إيلاف أنه لا يمكن الجزم او التكهن بما سيحصل في الحكومة، ولكن مسألة إنشاء الحكومات في قطر مسألة متكررة ومستمرة لتجاوز منطق مؤتمر الطائف. ويتساءل quot;لنفرض ان الحكومة لم تشكل فهل نحتاج مستقبلاً الى دوحة 2 و3 و4؟quot;، مشيرًا إلى أنَّه لا يعتقد quot;أنَّ الحكومة يجب ان تؤلف في حال تعذرت في اي بلد آخر غير لبنانquot;.
ويصف علوش الحكومة السابقة التي تشكلت في قطر بـ quot;حكومة الامر الواقع، وتآلف ما لا يتآلفquot;. يضيف quot;انه كان منطق تأجيل كل شيء من القرارات الاساسيةquot;. ويشدد على حاجة لبنان إلى حكومة قادرة وفاعلة لافتًا إلى أنَّ الأمور لن تستقيم quot;بخلط منطق الأكثرية والأقلية في مكان في ظل ما يسمى حكومات الوحدة الوطنيةquot;.
ويرى علوش أنَّ quot;اللجوء الى الخارج في حل قضايانا الداخلية هو تقليد تاريخي في لبنان، اذا نظرنا الى تاريخنا منذ 400 عام، نرى ان هناك دائمًا تدخلاً للشرق والغرب في مكان ما على خط لبنان، وذلك بسبب تركيبته الفريدةquot;.
التعليقات