لا يمر يوم في لبنان لا تتناقل فيه وسائل الإعلام قضية إفلاس رجل الأعمال صلاح عز الدين، الذي يوصف بأنه على صلة وثيقة بـ quot;حزب اللهquot;. وتردد بعض الأوساط أن حزب الله متخوف من أن تتأثر مشاريع إعادة الاعمار في الضاحية الجنوبية.

بيروت: إستؤنفت التحقيقات القضائية في بيروت أمس في قضية الإفلاس من خلال استدعاء كل من له علاقة بشركات عز الدين واستثماراته، علمًا بأن هناك توجهات سياسية تضغط باتجاه التخفيف ما أمكن من الدعاوى ضد الرجل بهدف تسوية بعض المشاكل بعيدًا عن القضاء.

وفي هذا السياق بثت الإذاعة الإسرائيلية تقريرًا مفصلاً عن الموضوع، زعمت فيه ان عز الدين quot;وزير مالية حزب اللهquot;. ولفتت إلى أن إفلاس عز الدين quot;سبب نكبة كبيرة للكثير من اللبنانيين ممن كانوا يستثمرون الأموال لديهquot;، وادعت أنه quot;كان على رأسهم الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، الذي وصلت لإسرائيل معلومات دقيقة بأنه كان يستثمر أمواله لديه، وهي الأموال التي جمعها نصر الله على مدار سنوات طويلةquot; حسب مزاعم التقرير.

وقالت الإذاعة: quot;إن قضية عز الدين تفجرت عندما عجز عن تسديد قرابة 200 مليون دولار لحزب اللهquot;، لافتة إلى quot;أن أصل هذا المبلغ أقل من ذلك بكثير، إلا أن الفوائد التي حققها المبلغ أوصلته إلى هذا الرقم الضخم. غير أن تعثر عز الدين عن الوفاء بالتزاماته حيال استرداد هذا المبلغ، وعجزه عن السداد، أثارا فضيحة إفلاسه، وهي الفضيحة التي تسببت في إصابة العشرات من اللبنانيين، من مودعي الأموال لدى عز الدين، بالذعر الشديدquot;.

ولفتت إلى أن التقارير الإسرائيلية تثير بعضًا من الشكوك حول تورط إسرائيل في هذه القضية، خاصة أن هناك الكثير من الشواهد التي تؤكد ذلك، بداية من معرفة إسرائيل بكل التفاصيل المتعلقة بعمل عز الدين، بالإضافة إلى مشاركة عدد من كبار القادة السياسيين، بل والعسكريين، في الأضرار والخسائر خلال الصراع المتفجر بين الحزب وإسرائيل، الأمر الذي يجعل القضاء على quot;إمبراطورية عز الدينquot; هدفا تسعى إليه إسرائيل.

وكانت أصداء فضيحة إفلاس عز الدين قد وصلت إلى طهران حيث تردد أن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، عقد في 14 سبتمبر (أيلول) الحالي، اجتماعا بحثت فيه انعكاسات هذه القضية، ماديًا ومعنويًا، على قاعدة حزب الله اللبناني، وعلى إيران عامة. وقيل إن الجلسة تداولت في السبل الواجب اتخاذها للحؤول دون انجرار إيران إلى متاهات القضية واهتزاز صورتها في أعين شيعة لبنان، خاصة أن عز الدين كان يوظف أموالا طائلة في تجارة النفط الذي يشتريه من إيران.